انتقل إلى المحتوى

حركة تحديد النسل في الولايات المتحدة: الفرق بين النسختين

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ZkBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت: استبدال قالب: Commons category; تغييرات تجميلية
ط بوت: تعريب V2.1
 
(114 مراجعة متوسطة بواسطة 30 مستخدماً غير معروضة)
سطر 1: سطر 1:
{{مرشح كمقالة مختارة|28 يوليو 2013}}

{{صندوق معلومات منظمة
{{صندوق معلومات منظمة
|اسم = حركة تحديد النسل في الولايات المتحدة
|اسم = حركة تحديد النسل في الولايات المتحدة
|صورة = SangerOnCourtSteps2.jpg
|صورة = SangerOnCourtSteps2.jpg
|تعليق = <big>'''[[مارجريت سانجر]] لحظة خروجها من [[محكمة|المحكمة]] [[نيويورك (توضيح)|بنيويورك]] عام 1917 وسط مؤيديها.'''</big>
|تعليق = [[مارجريت سانجر|مارغريت سانغر]] لحظة خروجها من [[محكمة|المحكمة]] [[نيويورك (توضيح)|بنيويورك]] عام 1917 وسط مؤيديها.
|حجم =
|حجم =
|خريطة =
|خريطة =
سطر 10: سطر 8:
|حجم2 =
|حجم2 =
|اختصار =
|اختصار =
|شعار =
|شعار =
|تأسيس = 1914-1945
|تأسيس = 1914-1945
|حل =
|حل =
|نوع =
|نوع =
|حالة =
|حالة =
|اهتمامات = [[حرية التعبير]]- [[حقوق الإنجاب|الحقوق الإنجابية]]- [[حقوق المرأة]]
|اهتمامات = [[حرية التعبير]]- [[حقوق الإنجاب|الحقوق الإنجابية]]- [[حقوق المرأة]]
|مقر = [[الولايات المتحدة الأمريكية]]
|مقر = [[الولايات المتحدة|الولايات المتحدة الأمريكية]]
|منطقة الخدمة =
|منطقة الخدمة =
|عضوية =
|عضوية =
|لغة =
|لغة =
|الرئيس =
|الرئيس =
|رتبة القائد =
|رتبة القائد =
|اسم القائد =
|اسم القائد =
|رتبة القائد2 =
|رتبة القائد2 =
|اسم القائد2 =
|اسم القائد2 =
|رتبة القائد3 =
|رتبة القائد3 =
|اسم القائد3 =
|اسم القائد3 =
|جهاز =
|جهاز =
|منظمة أم =
|منظمة أم =
|انتماء =
|انتماء =
|موظفون =
|موظفون =
|متطوعون = ماري دينيت، إيما جولدمان، [[مارجريت سانجر]]
|متطوعون = ماري دينيت، [[إيما جولدمان]]، [[مارجريت سانجر|مارغريت سانغر]]
|ميزانية =
|ميزانية =
|موقع =
|موقع =
|ملاحظات =
|ملاحظات =
|خريطة الموقع =
|خريطة الموقع =
سطر 39: سطر 37:
|{خط طول =
|{خط طول =
}}
}}
'''حركة تحديد النسل في الولايات المتحدة''' هي حركة من حركات [[مجتمع|الإصلاح الاجتماعي]]، قامت في [[الولايات المتحدة]] عام [[1914]] م واستمرت حتى عام [[1945]]<nowiki/>م. كان هدفها إتاحة وسائل منع الحمل ل[[تحديد النسل]] من خلال التعريف بها، [[قانون|وإباحتها قانونيًا]]. وقد بدأت هذه الحركة عام 1914م عندما شعرت مجموعة من [[سياسة|دعاة التغيير السياسيين]] تحت قيادة كل من [[إيما جولدمان]]، وماري دينيت، و[[مارجريت سانجر|مارغريت سانغر]]، بالقلق إزاء المصاعب التي تسببها [[ولادة|عملية الولادة]]، أو عملية [[إجهاض|الإجهاض المتعمد]] بالنسبة لهؤلاء [[النساء (توضيح)|النساء]] من ذوي الدخل المتوسط. والجدير بالذكر أن مناقشة [[حمل|وسائل منع الحمل]] كانت تُعد في ذلك الوقت مسألة مخالفة ل[[عرف|لآداب العامة]]. ولذلك عمل هؤلاء [[نشاطية|النشطاء]] على مهاجمة قوانين «كومستوك»؛ التي تحظر بيع أي من هذه الوسائل «المخلة بالآداب، و[[دعارة|الدعارة]]، و[[شهوة|المثيرة للشهوات]]»، عن طريق [[صحيفة|الصحف]]. وسعيًا لاستصدار [[قانون]] مؤقت لهذه الحركة، قامت [[مارجريت سانجر|مارغريت سانغر]] بخرق القانون من خلال توزيع «تمرد المرأة»، وهي رسالة إخبارية احتوت على مناقشة طويلة لوسائل منع الحمل. وفي عام [[1916|1916،]] افتتحت أول عيادة ل[[تحديد النسل]] في [[الولايات المتحدة]]، والتي سرعان ما قامت [[شرطة|الشرطة]] بإغلاقها، ولاقت [[مارجريت سانجر|مارغريت سانغر]] [[حكم (توضيح)|حكمًا]] [[اعتقال|بالحبس]] لمدة 30 يومًا. وجاءت [[الحرب العالمية الأولى]] كنقطة تحول، حيث أسفر تشخيص عدد من [[القوات المسلحة الأمريكية|الجنود الأمريكيين]] بالكشف عن إصابتهم بأمراض تناسلية. كان رد الحكومة على هذا الأمر أن شنت حملة لمكافحة الأمراض التناسلية، التي صورت [[جماع|الجماع]] ووسائل منع الحمل بأنها أمور ترتبط [[صحة عامة|بالصحة العامة]]، كما أجازت [[حكومة|الحكومة]] موضوعات [[بحث علمي|البحث العلمي]] المتعلقة بهذا الشأن. وكانت هذه المرة الأولى التي تنخرط فيها [[الحكومة الفيدرالية للولايات المتحدة|الحكومة الأمريكية]] في مناقشات عامة ومستمرة حول [[جنس (تصنيف)|أمور جنسية]].


وبناء على ذلك، تحولت وسائل منع الحمل من مسألة تمس [[أخلاق|الأخلاق]] إلى مسألة محورها [[صحة عامة|الصحة العامة]]. وشيئًا فشيئًا تغيرت نظرة العامة تجاه مسألة [[تحديد النسل]]، وهو ما دفع ب[[مارجريت سانجر|مارغريت سانغر]] إلى إنشاء [[عيادة]] ثانية ل[[تحديد النسل]] عام [[1923|1923،]] لكن هذه المرة كانت بلا [[اعتقال]]ات أو مضايقات. وخلال عشرينيات [[القرن 20|القرن العشرين]]، أصبحت مناقشة وسائل منع الحمل أكثر شيوعًا، وأصبح مفهوم «[[تحديد النسل]]» دارجًا في [[لغة|اللغة]]. كما أن إتاحة [[تنظيم الأسرة|وسائل منع الحمل]] على نطاق واسع يُعد بمثابة التحول من [[مجتمع]] يتعامل مع [[عرف|الأعراف]] الجنسية بصرامة مُنذ [[العصر الفيكتوري|العصر الفكتوري]]، إلى [[مجتمع]] أكثر تساهلًا في التعامل مع تلك [[عرف|الأعراف]]. وخلال ثلاثينيات [[القرن 20|القرن العشرين]]، عملت الانتصارات القانونية المتتالية على إضعاف [[قانون|القوانين]] المناهضة لوسائل منع الحمل. كما دفعت هذه الانتصارات [[الجمعية الطبية الأمريكية]] عام [[1937]] للنظر إلى وسائل منع الحمل باعتبارها جزء لا يتجزأ من [[منهج دراسي|المناهج الدراسية الطبية]]، غير أن المجتمع الطبي لم يستجب لتلك المسؤولية الجديدة بسرعة، وهو ما دفع [[النساء (توضيح)|النساء]] إلى اللجوء لوسائل غير آمنة، وغير فعالة لمنع [[حمل|الحمل]]، بالإضافة إلى الاعتماد على أُناس لا يملكون [[خبرة|الخبرة]] الكافية في هذا المجال. وفي عام [[1942|1942،]] تم تشكيل [[تنظيم الأسرة|اتحاد تنظيم الأسرة الأمريكي]]، الذي أدى بدوره إلى إنشاء [[شبكة (توضيح)|شبكة وطنية]] من عيادات [[تحديد النسل|تنظيم النسل]]. وبعد [[الحرب العالمية الثانية]]، جاء نتاج حملة تحديد النسل، بأن اعترفت [[طب|الأوساط الطبية]] ب[[تحديد النسل]] بشكل نهائي، وأصبحت قوانين مكافحة وسائل منع [[حمل|الحمل]] غير قسرية
'''حركة تحديد النسل في الولايات المتحدة''' هي حركة من حركات [[مجتمع|الإصلاح الإجتماعي]]، قامت في [[الولايات المتحدة]] عام 1914م واستمرت حتى عام 1945 م. كان هدفها إتاحة وسائل منع الحمل ل[[تحديد النسل]] من خلال التعريف بها، [[قانون|وإباحتها قانونيًا]]. وقد بدأت هذه الحركة عام 1914م عندما شعر مجموعة من [[سياسة|دعاة التغيير السياسيين]] تحت قيادة كل من إيما جولد مان، و ماري دينيت، و [[مارجريت سانجر|مارجريت سينجر]]، بالقلق إزاء المصاعب التي تسببها [[الولادة|عملية الولادة]]، أو عملية [[الإجهاض|الإجهاض المتعمد]] بالنسبة لهؤلاء [[النساء]] من ذوي الدخل المتوسط. والجدير بالذكر أن مناقشة [[الحمل|وسائل منع الحمل]] كانت تُعد في ذلك الوقت مسألة مخالفة ل[[العرف|لآداب العامة]]، ولذلك عمل هؤلاء [[ناشط|النشطاء]] على مهاجمة قوانين "كومستوك"؛ التي تحظر بيع أي من هذه الوسائل "المخلة بالآداب، و[[دعارة|الداعرة]]، و[[شهوة|المثيرة للشهوات]]"، عن طريق [[صحف|الصحف]]. وسعيًا لاستصدار [[قانون|قانونًا]] مؤات لهذه الحركة، قامت [[مارجريت سانجر|سانجر]] بخرق القانون من خلال توزيع "تمرد المرأة"، وهي رسالة إخبارية احتوت على مناقشة طويلة لوسائل منع الحمل. وفي عام 1916، افتتحت أول عيادة ل[[تحديد النسل]] في [[الولايات المتحدة]]، والتي سرعان ما قامت [[الشرطة]] بإغلاقها، ولاقت [[مارجريت سانجر|سانجر]] [[حكم|حكمًا]] [[اعتقال|بالحبس]] لمدة 30 يومًا.
وجاءت [[الحرب العالمية الأولى]] كنقطة تحول، حيث أسفر تشخيص عددًا من [[الجيش الأمريكي|الجنود الأمريكيين]] بالكشف عن إصابتهم بأمراض تناسلية. وجاء رد الحكومة على هذا الأمر أن شنت حملة لمكافحة الأمراض التناسلية، التي صورت [[الجماع]] ووسائل منع الحمل بأنها أمور ترتبط [[الصحة العامة|بالصحة العامة]]، كما أجازت [[حكومة|الحكومة]] موضوعات [[بحث علمي|البحث العلمي]] المتعلقة بهذا الشأن. وكانت هذه المرة الأولى التي تقوم فيها [[الحكومة الأمريكية]] بالانخراط في مناقشات عامة، ومستمرة حول [[جنس (تصنيف)|أمور جنسية]]. وبناء على ذلك، تحولت وسائل منع الحمل من مسألة تمس [[الأخلاق]] إلى مسألة محورها [[الصحة العامة]]. وشيئًا فشيئًا تغيرت نظرة العامة تجاه مسألة [[تحديد النسل]]، وهو ما دفع ب[[مارجريت سانجر|سانجر]] إلى إنشاء [[عيادة]] ثانية ل[[تحديد النسل]] عام 1923، لكن هذه المرة كانت بلا [[اعتقال|اعتقالات]] أو مضايقات. وخلال عشرينيات [[القرن التاسع عشر]]، أصبحت مناقشة وسائل منع الحمل أكثر شيوعًا، وأصبح مفهوم "[[تحديد النسل]]" دارجًا في [[لغة|اللغة]]. كما أن إتاحة [[تنظيم الأسرة|وسائل منع الحمل]] على نطاق واسع يُعد بمثابة التحول من [[مجتمع]] يتعامل مع [[عرف|الأعراف]] الجنسية بصرامة مُذ [[العصر الفكتوري]]، إلى [[مجتمع]] أكثر تساهلًا في التعامل مع تلك [[عرف|الأعراف]]. وخلال ثلاثينيات [[القرن التاسع عشر]]، عملت الانتصارات القانونية المتتالية على إضعاف [[قانون|القوانين]] المناهضة لوسائل منع الحمل. كما دفعت هذه الانتصارات [[الجمعية الطبية الأمريكية]] عام 1937 للنظر إلى وسائل منع الحمل بكونها جزء لا يتجزأ من [[منهج دراسي|المناهج الدراسية الطبية]]، غير أن المجتمع الطبي لم يستجب لتلك المسئولية الجديدة بسرعة، وهو ما دفع [[النساء]] إلى اللجوء لوسائل غير آمنة، وغير فعالة لمنع [[الحمل]]، بالإضافة إلى الاعتماد على أُناس لا يملكون [[خبرة|الخبرة]] الكافية في هذا المجال. وفي عام 1942، تم تشكيل [[تنظيم الأسرة|اتحاد تنظيم الأسرة الأمريكي]]، الذي أدى بدوره إلى إنشاء [[شبكة (توضيح)|شبكة وطنية]] من عيادات [[تنظيم النسل]]. وبعد [[الحرب العالمية الثانية]]، جاء نتاج حملة تحديد النسل، بأن اعترفت [[الطب|الأوساط الطبية]] ب[[تحديد النسل]] بشكل نهائي، وأصبحت قوانين مكافحة وسائل منع [[الحمل]] غير قسرية.


== وسائل منع الحمل في القرن التاسع عشر ==
== وسائل منع الحمل في القرن التاسع عشر ==
=== استخدام وسائل منع الحمل ===
=== استخدام وسائل منع الحمل ===
كان استخدام وسائل منع الحمل أمرًا شائعًا في جميع أنحاء [[الولايات المتحدة]] قبل العام 1914م، وهو نفس الوقت الذي دعت فيه [[تحديد النسل|حركة تحديد النسل]] إلى [[قانون|تقنين]] [[الحمل|وسائل منع الحمل]]. ومن وسائل منع [[الحمل]] المستخدمة في ذلك الوقت: طريقة النظم -[[نسل|التنظيم الطبيعي للنسل]]، أو [[العزل|العزل في الجماع]] -القذف الخارجي، أو باستخدام [[الواقي الانثوي|الحجاب العازل الأنثوي]]، أو [[نطاف|مبيد النطاف]]، أو [[مهبل|الإسفنج المهبلي]]، أو [[الواقي الذكري|العازل الذكري]]، أو من خلال إطالة مدة [[رضاعة طبيعية|الرضاعة الطبيعية]]<ref>Engelman, pp. 3–4.</ref>. وقد ازداد استخدام هذه الوسائل خلال [[القرن التاسع عشر]]، وهو ما ساهم في خفض [[معدل الخصوبة]] بحوالي 50% بين العامي 1800م و1900م، ولا سيما في [[المناطق الحضرية]].<ref>Engelman, p. 5. Fertility rate dropped from 7 to 3½ children per couple.</ref>
كان استخدام وسائل منع الحمل أمرًا شائعًا في جميع أنحاء [[الولايات المتحدة]] قبل العام 1914م، وهو نفس الوقت الذي دعت فيه [[تحديد النسل|حركة تحديد النسل]] إلى [[قانون|تقنين]] [[حمل|وسائل منع الحمل]]. ومن وسائل منع [[حمل|الحمل]] المستخدمة في ذلك الوقت: طريقة النظم -[[نسل|التنظيم الطبيعي للنسل]]، أو [[عزل (جماع)|العزل في الجماع]] -القذف الخارجي، أو باستخدام [[واق أنثوي|الحجاب العازل الأنثوي]]، أو [[حيوان منوي|مبيد النطاف]]، أو [[مهبل|الإسفنج المهبلي]]، أو [[عازل ذكري|العازل الذكري]]، أو من خلال إطالة مدة [[رضاعة طبيعية|الرضاعة الطبيعية]].<ref>Engelman, pp. 3–4.</ref> وقد ازداد استخدام هذه الوسائل خلال [[القرن 19|القرن التاسع عشر]]، وهو ما ساهم في خفض [[معدل الخصوبة الكلي|معدل الخصوبة]] بحوالي 50% بين العامي 1800م و1900م، ولا سيما في [[منطقة حضرية|المناطق الحضرية]].<ref>Engelman, p. 5. Fertility rate dropped from 7 to 3½ children per couple.</ref>
والجدير بالذكر أن [[دراسة|الدراسة]] الوحيدة المعروفة التي أجريت حول استخدام [[نساء|النساء الأمريكيات]] لمثل هذه الوسائل، كانت هي الدراسة التي قامت بها سيليا موشر من العام 1892م إلى العام 1912م.<ref>Engelman, p. 11.</ref> وقد استندت هذه الدراسة إلى [[عينة]] صغيرة من [[النساء]] من [[أرستقراطية|الطبقة الأرستقراطية]]. [[ملف:Robertdaleowenindiana.jpg|thumb|left|alt=A portrait of a well dressed man, around 50 years old, circa 1850.|upright|روبرت دالي أوين صاحب أول كتاب يناقش وسائل منع الحمل بالولايات المتحدة.]] وبناء عليه، فقد أوضحت الدراسة أن أكثر وسائل منع الحمل انتشارًا في هذا الوقت هي: [[القذف الخارجي]]، وطريقة النظم، واستخدام الوابل، و[[عازل ذكري|الواقيات الجنسية]]، والفراذج. كما كشفت هذه الدراسة عن نظرة هؤلاء [[النساء]] [[جماع|للجماع]] على أنه "وسيلة للمتعة" أكثر منه "[[تناسل|وسيلة للتناسل]]".<ref>Tone, pp. 73–75.<br />Engelman, pp. 11–12.</ref>
والجدير بالذكر أن [[دراسة (توضيح)|الدراسة]] الوحيدة المعروفة التي أجريت حول استخدام [[امرأة|النساء الأمريكيات]] لمثل هذه الوسائل، كانت هي الدراسة التي قامت بها سيليا موشر من العام 1892م إلى العام 1912م.<ref>Engelman, p. 11.</ref> وقد استندت هذه الدراسة إلى [[عينة (مواد)|عينة]] صغيرة من [[النساء (توضيح)|النساء]] من [[أرستقراطية|الطبقة الأرستقراطية]]. [[ملف:Robertdaleowenindiana.jpg|تصغير|يسار|alt=A portrait of a well dressed man, around 50 years old, circa 1850.|معدول|روبرت دالي أوين صاحب أول كتاب يناقش وسائل منع الحمل بالولايات المتحدة.]] وبناء عليه، فقد أوضحت الدراسة أن أكثر وسائل منع الحمل انتشارًا في هذا الوقت هي: [[عزل (جماع)|القذف الخارجي]]، وطريقة النظم، واستخدام الوابل، و[[عازل ذكري|الواقيات الجنسية]]، والفراذج. كما كشفت هذه الدراسة عن نظرة هؤلاء [[النساء (توضيح)|النساء]] [[جماع|للجماع]] على أنه «وسيلة للمتعة» أكثر منه «[[تكاثر|وسيلة للتناسل]]».<ref>Tone, pp. 73–75.<br />Engelman, pp. 11–12.</ref>
وعلى الرغم من الانتشار النسبي لوسائل منع الحمل في [[مجتمع|مجتمعات]] [[طبقة اجتماعية|الطبقات]] الراقية و[[مجتمع|مجتمعات]] [[طبقة اجتماعية|الطبقات]] [[طبقة متوسطة|المتوسطة]] آنذاك، فإن مناقشة موضوع [[تحديد النسل]] على مرأى من العامة كان أمرًا نادرًا إلى أقصى الحدود.<ref>Engelman, pp. 5–6. Rarely in public: Engelman cites Brodie, Janet, ''Contraception and Abortion in 19th Century America'', Cornell University Press, 1987.</ref> غير أن روبرت دالي أوين قام على جرأة منه بمناقشة مسألة تحديد النسل باستخدام وسائل منع الحمل في كتابه "[[الأخلاق|فسيولوجيا الأخلاق]]" أو "البحث الموجز، والواضح حول أسئلة العامة"، والذي نُشر عام 1831م.<ref>Engelman, p. 6.<br />Cullen DuPont, Kathryn (2000), "Contraception" in ''Encyclopedia of women's history in America'', Infobase Publishing, p. 53 (first book in America).<br />Year of publication is variously stated as 1830 or 1831.</ref> وقد أشار هذا الكتاب إلى مسألة [[تحديد النسل]] على أنها "مسعى جدير بالثناء"، وأن [[جنس (تصنيف)|الإشباع الجنسي]] بغرض [[متعة (توضيح)|المتعة]] فقط، هو أمر "[[أخلاق|لا يمس الأخلاق]]".<ref>Engelman, p. 6.</ref> كما أوصى روبرت بأسلوب [[القذف الخارجي]]، وقام بمناقشة استخدام وسيلتي [[مهبل|الإسفنج المهبلي]]، و[[الواقي الذكري]].<ref>Engelman, pp. 6–7.</ref> ومن ناحية آخرى، تبع كتاب روبرت كتاب آخر يسمى "[[الفلسفة|ثمار الفلسفة]]" أو "المرافق السري للمتزوجين الشباب"، للكاتب [[طبيب|والطبيب]] تشارلز نولتون. وقد حبذ تشارلز في كتابه استخدام الوابل لمنع الحمل، <ref>Riddle, John M. (1999), ''Eve's Herbs: A History of Contraception and Abortion in the West'', Harvard University Press, pp. 226–7.</ref> فتم القبض عليه [[ولاية (تقسيم إداري)|بولاية ماساتشوستش]] لمخالفته [[الإباحية|قوانين مكافحة الإباحية]]، ولاقى [[عقوبة (قانون)|عقوبة]] بالحبس مدتها ثلاثة أشهر.<ref>Engelman, p. 7.</ref>
وعلى الرغم من الانتشار النسبي لوسائل منع الحمل في [[مجتمع]]ات [[طبقة اجتماعية|الطبقات]] الراقية و[[مجتمع]]ات [[طبقة اجتماعية|الطبقات]] [[طبقة وسطى|المتوسطة]] آنذاك، فإن مناقشة موضوع [[تحديد النسل]] على مرأى من العامة كان أمرًا نادرًا إلى أقصى الحدود.<ref>Engelman, pp. 5–6. Rarely in public: Engelman cites Brodie, Janet, ''Contraception and Abortion in 19th Century America'', Cornell University Press, 1987.</ref> غير أن روبرت دالي أوين قام على جرأة منه بمناقشة مسألة تحديد النسل باستخدام وسائل منع الحمل في كتابه «[[أخلاق|فسيولوجيا الأخلاق]]» أو «البحث الموجز، والواضح حول أسئلة العامة»، والذي نُشر عام 1831م.<ref>Engelman, p. 6.<br />Cullen DuPont, Kathryn (2000), "Contraception" in ''Encyclopedia of women's history in America'', Infobase Publishing, p. 53 (first book in America).<br />Year of publication is variously stated as 1830 or 1831.</ref> وقد أشار هذا الكتاب إلى مسألة [[تحديد النسل]] على أنها «مسعى جدير بالثناء»، وأن [[جنس (تصنيف)|الإشباع الجنسي]] بغرض [[متعة (توضيح)|المتعة]] فقط، هو أمر «[[أخلاق|لا يمس الأخلاق]]».<ref>Engelman, p. 6.</ref> كما أوصى روبرت بأسلوب [[عزل (جماع)|القذف الخارجي]]، وقام بمناقشة استخدام وسيلتي [[مهبل|الإسفنج المهبلي]]، و[[عازل ذكري|الواقي الذكري]].<ref>Engelman, pp. 6–7.</ref> ومن ناحية آخرى، تبع كتاب روبرت كتاب آخر يسمى «[[فلسفة|ثمار الفلسفة]]» أو «المرافق السري للمتزوجين الشباب»، للكاتب [[طبيب|والطبيب]] تشارلز نولتون. وقد حبذ تشارلز في كتابه استخدام الوابل لمنع الحمل، <ref>Riddle, John M. (1999), ''Eve's Herbs: A History of Contraception and Abortion in the West'', Harvard University Press, pp. 226–7.</ref> فتم القبض عليه [[ولاية (تقسيم إداري)|بولاية ماساتشوستش]] لمخالفته [[إباحية|قوانين مكافحة الإباحية]]، ولاقى [[عقوبة (قانون)|عقوبة]] بالحبس مدتها ثلاثة أشهر.<ref>Engelman, p. 7.</ref>
إن وسائل تحديد النسل قد تم اعتمادها [[أوروبا|بأوروبا]] بشكل كامل في وقت مسبق لاعتمادها [[الولايات المتحدة|بالولايات المتحدة]]. وفي خطوة لتحدي قوانين مكافحة الإباحية [[بريطانيا العظمى|ببريطانيا]]، قام كل من تشالز برادلاف، وآني بيزانت بإعادة طبع كتاب نولتون "[[فلسفة|ثمار الفلسفة]]" عام 1877م.<ref>Engelman, pp. 7–8.</ref> وقد أسفر ذلك بالقبض عليهم وتقديمهم ل[[محاكمة|لمحاكمة]]، وتم تبرئتهم في وقت لاحق، إلا أن المحاكمة قد ذاع صيتها، وهو ما ساهم في تشكيل "الرابطة المالثوسية"؛ وهي أول جماعة مناصرة ل[[تحديد النسل]] في [[العالم]]. وقد سعت هذه الرابطة إلى كبح جماح [[النمو السكاني]]، وذلك خوفًا من [[نبوءة]] [[توماس مالتوس]] المفجعة حول [[الزيادة السكانية|النمو السكاني الهائل]]، والذي تكهن بأن معدل [[الزيادة السكانية|النمو السكاني]] الحالي سيؤدي إلى استشراء [[فقر|الفقر]] و[[المجاعات]] في جميع أرجاء [[العالم]].<ref>Engelman, pp. 8–9.</ref>
إن وسائل تحديد النسل قد تم اعتمادها [[أوروبا|بأوروبا]] بشكل كامل في وقت مسبق لاعتمادها [[الولايات المتحدة|بالولايات المتحدة]]. وفي خطوة لتحدي قوانين مكافحة الإباحية [[بريطانيا العظمى|ببريطانيا]]، قام كل من تشالز برادلاف، وآني بيزانت بإعادة طبع كتاب نولتون «[[فلسفة|ثمار الفلسفة]]» عام 1877م.<ref>Engelman, pp. 7–8.</ref> وقد أسفر ذلك عن القبض عليهما وتقديمهما ل[[محاكمة|لمحاكمة]]، وتمت تبرئتهما في وقت لاحق، إلا أن المحاكمة قد ذاع صيتها، وهو ما ساهم في تشكيل «الرابطة المالثوسية»؛ وهي أول جماعة مناصرة ل[[تحديد النسل]] في [[العالم]]. وقد سعت هذه الرابطة إلى كبح جماح [[نمو سكاني|النمو السكاني]]، وذلك خوفًا من [[نبوءة]] [[توماس مالتوس]] المفجعة حول [[انفجار سكاني|النمو السكاني الهائل]]، والذي تكهن بأن معدل [[انفجار سكاني|النمو السكاني]] الحالي سيؤدي إلى استشراء [[فقر|الفقر]] و[[مجاعة|المجاعات]] في جميع أرجاء [[العالم]].<ref>Engelman, pp. 8–9.</ref>
وبحلول عام 1930م، أنشئت العديد من الجمعيات المناصرة لتحديد النسل في جميع [[أوربا|البلدان الأوربية]] تقريبًا، وبدأت [[تحديد النسل|حركة تحديد النسل]] تجد قبولاً واسعًا في معظم بلدان [[أوروبا الغربية]] باستثناء، [[أيرلندا (توضيح)|أيرلندا الكاثولوكية]]، و[[إسبانيا]]، و[[فرنسا]].<ref name="Women 1999, p. 301">"Contraception", in ''Women's studies encyclopedia, Volume 1'', Helen Tierney (Ed.), Greenwood Publishing Group, 1999, p. 301.</ref> ومثلما انتشرت هذه الجمعيات في جميع أنحاء [[أوروبا]]، انتشرت بالتبعية أيضًا [[تحديد النسل|عيادات تحديد النسل]]. وقد أنشئت أول [[عيادة]] ل[[تحديد النسل]] في [[العالم]] [[هولندا|بهولندا]] عام 1882م، وقامت بإدارتها [[طبيب|أول طبيبة هولندية]] -أليت جاكوبس.<ref name="Women 1999, p. 301"/> كما قامت ماري ستوبس بإنشاء أول [[عيادة]] ل[[تحديد النسل]] [[إنجلترا|بإنجلترا]] عام 1921م.<ref>Ahluwalia, Sanjam (2008), ''Reproductive Restraints: Birth Control in India, 1877–1947'', University of Illinois Press, p. 54.</ref>
وبحلول عام 1930م، أنشئت العديد من الجمعيات المناصرة لتحديد النسل في جميع [[أوروبا|البلدان الأوربية]] تقريبًا، وبدأت [[تحديد النسل|حركة تحديد النسل]] تجد قبولاً واسعًا في معظم بلدان [[أوروبا الغربية]] باستثناء، [[أيرلندا (توضيح)|أيرلندا الكاثولوكية]]، و[[إسبانيا]]، و[[فرنسا]].<ref name="Women 1999, p. 301">"Contraception", in ''Women's studies encyclopedia, Volume 1'', Helen Tierney (Ed.), Greenwood Publishing Group, 1999, p. 301.</ref> ومثلما انتشرت هذه الجمعيات في جميع أنحاء [[أوروبا]]، انتشرت بالتبعية أيضًا [[تحديد النسل|عيادات تحديد النسل]]. وقد أنشئت أول [[عيادة]] ل[[تحديد النسل]] في [[العالم]] [[هولندا|بهولندا]] عام 1882م، وقامت بإدارتها [[طبيب|أول طبيبة هولندية]] -أليت جاكوبس.<ref name="Women 1999, p. 301"/> كما قامت ماري ستوبس بإنشاء أول [[عيادة]] ل[[تحديد النسل]] [[إنجلترا|بإنجلترا]] عام 1921م.<ref>Ahluwalia, Sanjam (2008), ''Reproductive Restraints: Birth Control in India, 1877–1947'', University of Illinois Press, p. 54.</ref>


=== حظر وسائل منع الحمل ===
=== قوانين كومستوك ===
=== قوانين كومستوك ===
[[ملف:Anthony Comstock.jpg|thumb|upright|alt=صورة لأنطوني في الستين من عمره.|أنطوني كومستوك صاحب [[قانون]] كومستوك المناهض لوسائل منع الحمل.]]
[[ملف:Anthony Comstock.jpg|تصغير|معدول|alt=صورة لأنطوني في الستين من عمره.|أنطوني كومستوك صاحب [[قانون]] كومستوك المناهض لوسائل منع الحمل.]]
كان استخدام وسائل منع الحمل أمرًا قانونيًا في أغلب سنوات القرن التاسع عشر، ولكن في سبعينيات هذا [[قرن 19|القرن]]، انتشرت "حركة النقاء الإجتماعي" على نطاق واسع. سعت هذه الحركة إلى القضاء على [[فحش|رذيلة]] بشكل عام؛ والقضاء على [[الدعارة]] [[فحش|والفحش]] بشكل خاص.<ref>Tone, p. 17.<br />Engelman, pp. 13–14.</ref> تألفت هذه [[حركة|الحركة]] في باديء الأمر من مجموعة من مُصلحي [[الأخلاق]]- أصحاب المذهب [[البروتستانت|البروتستانتي]]، و[[النساء]] من [[طبقة متوسطة|ذي الطبقة المتوسطة]]. والجدير بالذكر أن حملة [[العصر الفكتوري]] قد هاجمت أيضًا وسائل منع الحمل بوصفها فعل غير أخلاقي يعمل على نشر [[بغاء|البغاء]] و[[داء منقول جنسيا|الأمراض التناسلية]].<ref>Engelman, pp. 13–14.</ref>
كان استخدام وسائل منع الحمل عملًا قانونيًا في أغلب سنوات القرن التاسع عشر، ولكن في سبعينيات هذا [[القرن 19|القرن]]، انتشرت «حركة النقاء الاجتماعي» على نطاق واسع. سعت هذه الحركة إلى القضاء على [[فحش|رذيلة]] بشكل عام؛ والقضاء على [[دعارة|الدعارة]] [[فحش|والفحش]] بشكل خاص.<ref>Tone, p. 17.<br />Engelman, pp. 13–14.</ref> تألفت هذه [[حركة (توضيح)|الحركة]] في باديء الأمر من مجموعة من مُصلحي [[أخلاق|الأخلاق]]- أصحاب المذهب [[بروتستانتية|البروتستانتي]]، و[[النساء (توضيح)|النساء]] من [[طبقة وسطى|ذي الطبقة المتوسطة]]. والجدير بالذكر أن حملة [[العصر الفيكتوري|العصر الفكتوري]] قد هاجمت أيضًا وسائل منع الحمل بوصفها فعل غير أخلاقي يعمل على نشر [[دعارة|البغاء]] و[[مرض منقول جنسيا|الأمراض التناسلية]].<ref>Engelman, pp. 13–14.</ref>
كان قائد حركة "النقاء الإجتماعي" كومستوك -المفتش البريدي- يمارس ضغوطًا فعالة عملت على إقرار [[قانون]] كومستوك عام 1873، وهو [[قانون]] فيدرالي يحظر إرسال "أي مادة أو أداة [[بريد|عبر البريد]] من شأنها منع الحمل أو مصممة لتحقيق [[الإجهاض|عملية الإجهاض]]"، فضلًا عن حظر إنتشار أي شكل من أشكال التعريف بوسائل منع الحمل.<ref>Engelman, p. 15.</ref> وبالتبعية أقرت العديد من [[ولايات الولايات المتحدة الأمريكية|الولايات]] قوانين مماثلة لهذا [[قانون|القانون]]، عرفت مجتمعة بإسم [[قانون|قوانين]] كومستوك. وقد أضافت تلك القوانين للقانون الفيدرالي حظر إستخدام أو [[ترويج]] وسائل منع الحمل. كان كومستوك فخورًا بحقيقة أنه المسئول عن [[اعتقال]] الآلاف، وتدمير مئات الأطنان من الكتب، والكتيبات التي تحمل [[معلومات]] عن وسائل منع [[الحمل]].<ref>Engelman, pp. 15–16.</ref> كان أيضًا كومستوك وحلفاؤه من أشد [[معارضة|المعارضين]] لكل من التحرريين، والطوباويين، الذين شكلوا "[[حب حر|حركة الحب الحر]]"؛ وهي مبادرة سعت: للتحرر الجنسي، [[مساواة (توضيح)|المساواة بين الرجل والمرأة]]، وإلغاء [[الزواج]].<ref>Beisel, Nicola Kay (1998), ''Imperiled Innocents: Anthony Comstock and Family Reproduction in Victorian America'', Princeton University Press, pp. 76–78.</ref> وللعلم، فإن مؤيدي [[حب حر|حركة الحب الحر]] كانوا هم الوحيدين الذين عارضوا بضراوة [[قانون|قوانين]] كومستوك في [[القرن التاسع عشر]]، مهيئين الأجواء لظهور حركة [[تحديد النسل]].<ref name=E20>Engelman, p. 20.</ref>
كان قائد حركة «النقاء الاجتماعي» كومستوك -المفتش البريدي- يمارس ضغوطًا فعالة عملت على إقرار [[قانون]] كومستوك عام 1873، وهو [[قانون]] فيدرالي يحظر إرسال «أي مادة أو أداة [[بريد|عبر البريد]] من شأنها منع الحمل أو مصممة لتحقيق [[إجهاض|عملية الإجهاض]]»، فضلًا عن حظر انتشار أي شكل من أشكال التعريف بوسائل منع الحمل.<ref>Engelman, p. 15.</ref> وبالتبعية أقرت العديد من [[ولاية أمريكية|الولايات]] قوانين مماثلة لهذا [[قانون|القانون]]، عرفت مجتمعة باسم [[قانون|قوانين]] كومستوك. وقد أضافت تلك القوانين للقانون الفيدرالي حظر استخدام أو [[ترويج (توضيح)|ترويج]] وسائل منع الحمل. كان كومستوك فخورًا بحقيقة أنه المسؤول عن [[اعتقال]] الآلاف، وتدمير مئات الأطنان من الكتب، والكتيبات التي تحمل [[معلومة|معلومات]] عن وسائل منع [[حمل|الحمل]].<ref>Engelman, pp. 15–16.</ref> كان أيضًا كومستوك وحلفاؤه من أشد [[معارضة|المعارضين]] لكل من التحرريين، والطوباويين، الذين شكلوا «[[حب حر|حركة الحب الحر]]»؛ وهي مبادرة سعت: للتحرر الجنسي، [[مساواة (توضيح)|المساواة بين الرجل والمرأة]]، وإلغاء [[زواج|الزواج]].<ref>Beisel, Nicola Kay (1998), ''Imperiled Innocents: Anthony Comstock and Family Reproduction in Victorian America'', Princeton University Press, pp. 76–78.</ref> وللعلم، فإن مؤيدي [[حب حر|حركة الحب الحر]] كانوا هم الوحيدين الذين عارضوا بضراوة [[قانون|قوانين]] كومستوك في [[القرن 19|القرن التاسع عشر]]، مهيئين الأجواء لظهور حركة [[تحديد النسل]].<ref name=E20>Engelman, p. 20.</ref>
لم تؤت مجهودات أنصار "[[حب حر|حركة الحب الحر]]" ثمارها، ولذلك قامت كل من [[حكومة|حكومات]] [[الولايات الأمريكية ال48 المتجاورة|الولايات]]، و[[الحكومة الفيدرالية للولايات المتحدة|الحكومة الفيدرالية]] بتطبيق قوانين كومستوك بشكل أكثر صرامة مع بدايات [[القرن العشرين]].<ref name=E20/> وكنتيجة لذلك اُستخدمت وسائل منع الحمل بطرق سرية وغير شرعية، غير أنها لم تختفي نهائيًا، كما تناقصت عدد المنشورات عن وسائل منع الحمل، وكذلك الإعلانات. وعلى هذا فإن ظهر أي من الإثنين، فكان بإستخدام عبارات مُلطفة مثل "المساعدات الزوجية"، أو "الأدوات الصحية". وعلاوة على ذلك، فقد استمرت مراكز الأدوية تبيع [[واقي ذكري|الواقيات الذكرية]] باعتبارها "سلع مطاطية"، وتبيع غطاء عنق الرحم على أنه "مُساعد للرحم".<ref>Engelman, pp. 18–19.</ref>
لم تؤت مجهودات أنصار «[[حب حر|حركة الحب الحر]]» ثمارها، ولذلك قامت كل من [[حكومة|حكومات]] [[الولايات الأمريكية المتجاورة|الولايات]]، و[[الحكومة الفيدرالية للولايات المتحدة|الحكومة الفيدرالية]] بتطبيق قوانين كومستوك بشكل أكثر صرامة مع بدايات [[القرن 20|القرن العشرين]].<ref name=E20/> وكنتيجة لذلك اُستخدمت وسائل منع الحمل بطرق سرية وغير شرعية، غير أنها لم تختفِ نهائيًا، كما تناقصت عدد المنشورات عن وسائل منع الحمل، وكذلك الإعلانات. وعلى هذا فإن ظهر أي من الإثنين، فكان باستخدام عبارات مُلطفة مثل «المساعدات الزوجية»، أو «الأدوات الصحية». وعلاوة على ذلك، فقد استمرت مراكز الأدوية تبيع [[عازل ذكري|الواقيات الذكرية]] باعتبارها «سلع مطاطية»، وتبيع غطاء عنق الرحم على أنه «مُساعد للرحم».<ref>Engelman, pp. 18–19.</ref>


== البداية (1914-1916) ==
== البداية (1914-1916) ==
=== حركة حرية التعبير ===
=== حركة حرية التعبير ===
<!--[[File:Emma Goldman seated.jpg|thumb|upright|right|alt=A black and white portrait of a woman, dressed fashionably, sitting at a table, wearing a dress from around 1900. She gazes seriously at the viewer.|[[Emma Goldman]] was an early birth control activist.]]-->
[[ملف:Emma Goldman seated.jpg|تصغير|معدول|يمين|alt=A black and white portrait of a woman, dressed fashionably, sitting at a table, wearing a dress from around 1900. She gazes seriously at the viewer.|كانت [[إيما جولدمان]] من أولى ناشطات حركة تحديد النسل.]]
[[ملف:MargaretSanger-Underwood.LOC.jpg|alt=A head/shoulder portrait of an attractive woman, dressed in fashions from around 1920.|thumb|upright|[[مارجريت سانجر]] أحد زعماء حركة تحديد النسل]]
[[ملف:MargaretSanger-Underwood.LOC.jpg|alt=A head/shoulder portrait of an attractive woman, dressed in fashions from around 1920.|تصغير|معدول|[[مارجريت سانجر|مارغريت سانغر]] أحد زعماء حركة تحديد النسل]]
في مطلع القرن العشرين، برزت على الساحة حركة نشطة، مركزها [[غرينيتش|قرية غرينيتش]]، كان هدفها إلغاء القيود على [[حرية التعبير]].<ref>Engelman, pp. 23–27.<br />Kersch, Kenneth Ira, ''Freedom of Speech: Rights and Liberties under the Law'', ABC-CLIO, 2003, pp. 109–110.</ref> كان يدعم هذه الحركة [[ناشط|نشطاء]]، ودعاة المساواة بين الجنسين، و[[فوضوية|دعاة الفوضى]] (الفوضويين)، [[ملحد|وملحدين]]؛ منهم عزرا هيوود، وموسى هارمان، ومورتيمر بينيت، وإيما جولد مان. خاض هؤلاء الأشخاص معارك منتظمة ضد قوانين [[الإباحية|مكافحة الإباحية]]، ولاحقًا حملت مساعي [[حكومة|الحكومة]] لقمع التعبير عن الرأي خطورة التورط في الحرب العالمية الأولى.<ref>Engelman, pp. 23–25.</ref> وقبل العام 1914، تمركزت أنظار "حركة حرية التعبير" على [[السياسة]]، ونادرًا ما تناولت وسائل منع الحمل.<ref>Engelman, pp. 25–26.</ref> وفي عام 1912، انضم لدائرة جولد مان من [[ناشط|النشطاء]]، [[اشتراكية|والاشتراكيين]]، [[بوهيميا|والبوهيميين]]؛ ممرضة تدعى [[مارجريت سانجر]]؛ توفيت والدتها في الخمسين من عمرها إثر إصابتها ب[[مرض السل]]، و [[سرطان عنق الرحم|مرض سرطان عنق الرحم]]، وقد قامت والدة [[مارجريت سانجر|سانجر]] خلال 22عامًا من عمرها بإجراء 18 حالة [[ولادة]].<ref>Baker, pp. 50–51 (Goldman circle).<br />Engelman, pp. 29–30 (Goldman circle).<br />Cox, p. 4 (pregnancies).<br />Buchanan, p. 121 (tuberculosis and cancer).<br />Chelsler, p. 41 (age 50).</ref>
في مطلع القرن العشرين، برزت على الساحة حركة نشطة، مركزها [[غرينتش|قرية غرينيتش]]، كان هدفها إلغاء القيود على [[حرية التعبير]].<ref>Engelman, pp. 23–27.<br />Kersch, Kenneth Ira, ''Freedom of Speech: Rights and Liberties under the Law'', ABC-CLIO, 2003, pp. 109–110.</ref> كان يدعم هذه الحركة [[نشاطية|نشطاء]]، ودعاة المساواة بين الجنسين، و[[لاسلطوية|لاسلطويين]]، [[إلحاد|وملحدين]]؛ منهم عزرا هيوود، وموسى هارمان، ومورتيمر بينيت، وإيما جولدمان. خاض هؤلاء الأشخاص معارك منتظمة ضد قوانين [[إباحية|مكافحة الإباحية]]، ولاحقًا حملت مساعي [[حكومة|الحكومة]] لقمع التعبير عن الرأي خطورة التورط في الحرب العالمية الأولى.<ref>Engelman, pp. 23–25.</ref> وقبل العام 1914، تمركزت أنظار «حركة حرية التعبير» على [[سياسة|السياسة]]، ونادرًا ما تناولت وسائل منع الحمل.<ref>Engelman, pp. 25–26.</ref> وفي عام 1912، انضم لدائرة جولدمان من [[نشاطية|النشطاء]]، [[اشتراكية|والاشتراكيين]]، [[بوهيميا|والبوهيميين]]؛ ممرضة تدعى [[مارجريت سانجر|مارغريت سانغر]]؛ توفيت والدتها في الخمسين من عمرها إثر إصابتها ب[[سل|مرض السل]]، و[[سرطان عنق الرحم|مرض سرطان عنق الرحم]]، وقد قامت والدة [[مارجريت سانجر|سانغر]] خلال 22عامًا من عمرها بإجراء 18 حالة [[ولادة]].<ref>Baker, pp. 50–51 (Goldman circle).<br />Engelman, pp. 29–30 (Goldman circle).<br />Cox, p. 4 (pregnancies).<br />Buchanan, p. 121 (tuberculosis and cancer).<br />Chelsler, p. 41 (age 50).</ref>
وفي 1913، كانت سانجر تعمل في الجانب الشرقي الأدنى [[مدينة نيويورك|لمدينة نيويورك]]، حيث كانت تعيش أغلب الوقت مع [[النساء (توضيح)|نساء]] فقيرات يتكبدون آلام عمليات [[ولادة|الولادة]] المتكررة، و[[إجهاض|الإجهاض العمدي]]. وبعد أن شهدت [[مارجريت سانجر|سانجر]] حالة واحدة مأساوية، كتبت [[مارجريت سانجر|سانجر]] "رميت حقيبة عملي في الزاوية، وأعلنت أن لا أقبل أي حالة أخرى حتى يتسنى لجميع [[النساء]] العاملات في [[الولايات المتحدة]] بإدراك ماهية [[تحديد النسل]]".<ref>Baker, pp. 49–51.
وفي 1913، كانت سانجر تعمل في الجانب الشرقي الأدنى [[نيويورك|لمدينة نيويورك]]، حيث كانت تعيش أغلب الوقت مع [[النساء (توضيح)|نساء]] فقيرات يتكبدون آلام عمليات [[ولادة|الولادة]] المتكررة، و[[إجهاض|الإجهاض العمدي]]. وبعد أن شهدت [[مارجريت سانجر|سانغر]] حالة واحدة مأساوية، كتبت [[مارجريت سانجر|سانغر]] «رميت حقيبة عملي في الزاوية، وأعلنت أن لا أقبل أي حالة أخرى حتى يتسنى لجميع [[النساء (توضيح)|النساء]] العاملات في [[الولايات المتحدة]] بإدراك ماهية [[تحديد النسل]]».<ref>Baker, pp. 49–51.
<br />Kennedy, pp. 16–18.</ref> ومنذ ذلك الوقت، جالت [[مارجريت سانجر|سانجر]] بين المكتبات العامة، تبحث عن معلومات حول وسائل منع الحمل، ولكنها لم تجد أي معلومة متاحة.<ref>Engelman, p. 34.<br />Cronin, Mary (1996), "The Woman Rebel", in ''Women's periodicals in the United States: social and political issues'', Endres, Kathleen L. (Ed.), Greenwood Press, p. 448.<br />Cronin cites Sanger, ''An Autobiography'', pp. 95–96.<br />Cronin cites Kennedy, p. 19, who points out that some materials on birth control were available in 1913.</ref> ولذلك غضبت [[مارجريت سانجر|سانجر]] من أن [[الأرستقراطية|النساء الأرستقراطيين]] يمكنهم الحصول على وسائل منع الحمل بسهولة عن طريق [[طبيب|الأطباء]]، في حين لا يستطيع [[النساء]] من [[طبقة اجتماعية|الطبقة العاملة]] الحصول على [[الحمل|وسائل منع الحمل]].<ref>Tone, pp. 79–80.</ref>
<br />Kennedy, pp. 16–18.</ref> ومنذ ذلك الوقت، جالت [[مارجريت سانجر|سانغر]] بين المكتبات العامة، تبحث عن معلومات حول وسائل منع الحمل، ولكنها لم تجد أي معلومة متاحة.<ref>Engelman, p. 34.<br />Cronin, Mary (1996), "The Woman Rebel", in ''Women's periodicals in the United States: social and political issues'', Endres, Kathleen L. (Ed.), Greenwood Press, p. 448.<br />Cronin cites Sanger, ''An Autobiography'', pp. 95–96.<br />Cronin cites Kennedy, p. 19, who points out that some materials on birth control were available in 1913.</ref> ولذلك غضبت [[مارجريت سانجر|سانغر]] من أن [[أرستقراطية|النساء الأرستقراطيين]] يمكنهم الحصول على وسائل منع الحمل بسهولة عن طريق [[طبيب|الأطباء]]، في حين لا يستطيع [[النساء (توضيح)|النساء]] من [[طبقة اجتماعية|الطبقة العاملة]] الحصول على [[حمل|وسائل منع الحمل]].<ref>Tone, pp. 79–80.</ref>
[[ملف:The Woman Rebel, March 1914, Vol 1, No. 1.gif|thumb|upright|left|alt=A magazine cover, with the title "تمرد المرأة".| ''[[مارجريت سانجر|تمرد المرأة]]''، أول نسخة من تمرد المرأة، مارس 1914]] وتحت تأثير كل من جولدمان، ورابطة حرية التعبير؛ عقدت سانجر العزم على تحدي [[قوانين]] كومستوك، التي تحظر نشر أية معلومات عن وسائل منع [[الحمل]].<ref name="McCann">McCann (2010), pp. 750–751.</ref> وبوضع هذا الهدف في الاعتبار، أطلقت [[مارجريت سانجر|سانجر]] "تمرد المرأة"، وهي نشرة شهرية من ثماني صفحات روجت لوسائل منع الحمل تحت شعار"لا [[آلهة]]، لا أسياد"، <ref>Kennedy, pp. 1, 22. The slogan "No Gods, No Masters" originated in a flyer distributed by the [[Industrial Workers of the World|IWW]] in the [[1912 Lawrence Textile Strike]].</ref> كما أعلنت على الملأ أن كل إمرأة يجب أن تكون "المتحكم المطلق في جسدها".<ref>Engelman, Peter C. (2004), "Margaret Sanger", article in ''Encyclopedia of Leadership, Volume 4'', George R. Goethals, et al. (Eds.), SAGE, p. 1382.
[[ملف:The Woman Rebel, March 1914, Vol 1, No. 1.gif|تصغير|معدول|يسار|alt=A magazine cover, with the title "تمرد المرأة".| ''[[مارجريت سانجر|تمرد المرأة]]''، أول نسخة من تمرد المرأة، مارس 1914]] وتحت تأثير كل من جولدمان، ورابطة حرية التعبير؛ عقدت سانجر العزم على تحدي [[قانون|قوانين]] كومستوك، التي تحظر نشر أية معلومات عن وسائل منع [[حمل|الحمل]].<ref name="McCann">McCann (2010), pp. 750–751.</ref> وبوضع هذا الهدف في الاعتبار، أطلقت [[مارجريت سانجر|سانغر]] «تمرد المرأة»، وهي نشرة شهرية من ثماني صفحات روجت لوسائل منع الحمل تحت شعار«لا [[إله|آلهة]]، لا أسياد»، <ref>Kennedy, pp. 1, 22. The slogan "No Gods, No Masters" originated in a flyer distributed by the {{Ill-WD2|عمال الصناعة في العالم|id=Q1046722}} in the [[1912 Lawrence Textile Strike]].</ref> كما أعلنت على الملأ أن كل امرأة يجب أن تكون «المتحكم المطلق في جسدها».<ref>Engelman, Peter C. (2004), "Margaret Sanger", article in ''Encyclopedia of Leadership, Volume 4'', George R. Goethals, et al. (Eds.), SAGE, p. 1382.
<br />Engelman cites facsimile edited by Alex Baskin, ''Woman Rebel'', New York: Archives of Social History, 1976. Facsimile of original.<br />Engelman, pp. 43–44: At the same time, Sanger published ''Family Limitation'', a 16-page pamphlet summarizing contraceptive techniques.</ref> وبالإضافة إلى ذلك، ابتكرت سانجر مصطلح "تحديد النسل"، الذي ظهر لأول مرة في صفحات "تمرد المرأة"، كبديل أكثر صراحة للعبارات الملطفة مثل "تحديد الأسرة". '<ref>Sanger, ''The selected papers of Margaret Sanger, Volume 1'', p. 70.<br />Engelman, p. 23.<br />Kennedy, p. 101.</ref>
<br />Engelman cites facsimile edited by Alex Baskin, ''Woman Rebel'', New York: Archives of Social History, 1976. Facsimile of original.<br />Engelman, pp. 43–44: At the same time, Sanger published ''Family Limitation'', a 16-page pamphlet summarizing contraceptive techniques.</ref> وبالإضافة إلى ذلك، ابتكرت سانجر مصطلح «تحديد النسل»، الذي ظهر لأول مرة في صفحات «تمرد المرأة»، كبديل أكثر صراحة للعبارات الملطفة مثل «تحديد الأسرة». '<ref>Sanger, ''The selected papers of Margaret Sanger, Volume 1'', p. 70.<br />Engelman, p. 23.<br />Kennedy, p. 101.</ref>


تحقق هدف [[مارجريت سانجر|سانجر]] من تحدي [[الإباحية|قوانين كومستوك]] عندما وجه اليها [[الاتهام]] في أغسطس 1914، حيث ركزت [[اتهام|اتهامات]] [[النيابة العامة]] على [[صحف|المقالات]] التي كتبتها سانجر عن [[اغتيال|الاغتيال]] و[[الزواج]]، بدلًا من التركيز على مقالاتها حول وسائل منع [[الحمل]].<ref>Engelman, p. 43.</ref> وخوفًا من سجنها دون أن تنال فرصة المدافعة عن [[تحديد النسل]] ب[[محكمة|المحكمة]]، هربت سانجر إلى [[إنجلترا]] خشية [[اعتقال|الاعتقال]].<ref>Baker, p. 89.</ref> في أثناء وجودها [[أوروبا|بأوروبا]]، واصل زوجها عملها حيث قام بتوزيع كتيبات [[تحديد النسل]] عن طريق أحد عمال البريد، مما وضع زوجها تحت طائلة [[قانون|القانون]] فتم اعتقاله وحبسه لمدة 30 يومًا.<ref>Chesler, p. 127.</ref> كان اعتقاله وحبسه أثرًا في تشجيع العديد من [[الصحف]] السائدة بما فيها مجلة هاربرز الأسبوعية، و[[نيويورك تايمز|نيويورك تريبيون]] على نشر مقالات حول [[تحديد النسل|قضية تحديد النسل]].<ref>Engelman, p. 49.</ref> وقام كل من إيما جولدمان؛ وبين ريتمان بالطواف في أرجاء البلاد متحدثين عن دعم [[مارجريت سانجر|سانجر]]، وقاموا بتوزيع نسخ من كتيباتها حول [[تحديد النسل]]؛ <ref>Engelman, pp. 54–55.</ref> في حين عمل [[منفي|نفي]] [[مارجريت سانجر|سانجر]]، و[[اعتقال]] زوجها بأن تتناول [[صحف|الصحف الأمريكية]] حركة [[تحديد النسل]] في صدارة صفحاتها.<ref>Engelman, pp. 49–50.</ref>
تحقق هدف [[مارجريت سانجر|سانغر]] من تحدي [[إباحية|قوانين كومستوك]] عندما وجه اليها [[اتهام (توضيح)|الاتهام]] في أغسطس 1914، حيث ركزت [[اتهام (توضيح)|اتهامات]] [[نيابة عامة|النيابة العامة]] على [[صحيفة|المقالات]] التي كتبتها سانجر عن [[اغتيال|الاغتيال]] و[[زواج|الزواج]]، بدلًا من التركيز على مقالاتها حول وسائل منع [[حمل|الحمل]].<ref>Engelman, p. 43.</ref> وخوفًا من سجنها دون أن تنال فرصة المدافعة عن [[تحديد النسل]] ب[[محكمة|المحكمة]]، هربت سانجر إلى [[إنجلترا]] خشية [[اعتقال|الاعتقال]].<ref>Baker, p. 89.</ref> في أثناء وجودها [[أوروبا|بأوروبا]]، واصل زوجها عملها حيث قام بتوزيع كتيبات [[تحديد النسل]] عن طريق أحد عمال البريد، مما وضع زوجها تحت طائلة [[قانون|القانون]] فتم اعتقاله وحبسه لمدة 30 يومًا.<ref>Chesler, p. 127.</ref> كان اعتقاله وحبسه أثرًا في تشجيع العديد من [[صحيفة|الصحف]] السائدة بما فيها مجلة هاربرز الأسبوعية، و[[نيويورك تايمز|نيويورك تريبيون]] على نشر مقالات حول [[تحديد النسل|قضية تحديد النسل]].<ref>Engelman, p. 49.</ref> وقام كل من إيما جولدمان؛ وبين ريتمان بالطواف في أرجاء البلاد متحدثين عن دعم [[مارجريت سانجر|سانغر]]، وقاموا بتوزيع نسخ من كتيباتها حول [[تحديد النسل]]؛ <ref>Engelman, pp. 54–55.</ref> في حين عمل [[منفي|نفي]] [[مارجريت سانجر|سانغر]]، و[[اعتقال]] زوجها بأن تتناول [[صحيفة|الصحف الأمريكية]] حركة [[تحديد النسل]] في صدارة صفحاتها.<ref>Engelman, pp. 49–50.</ref>


=== أولى منظمات تحديد النسل ===
=== أولى منظمات تحديد النسل ===
[[ملف:1917 Edition of Family Limitations.jpg|thumb|upright|alt=A page from a book, published in 1914. The page is mostly words, with a picture of a contraceptive diagram. The text describes birth control techniques.|صفحة من كتيب [[تحديد النسل]] 1914 "[[تنظيم الأسرة|تحديد الأسرة]]" يصف غطاء عنق الرحم.]]
[[ملف:1917 Edition of Family Limitations.jpg|تصغير|معدول|alt=A page from a book, published in 1914. The page is mostly words, with a picture of a contraceptive diagram. The text describes birth control techniques.|صفحة من كتيب [[تحديد النسل]] 1914 «[[تنظيم الأسرة|تحديد الأسرة]]» يصف غطاء عنق الرحم.]]
في ربيع عام 1915، قام أنصار سانجر بقيادة ماري دينيت بتشكيل [[تحديد النسل|الجمعية الوطنية لتحديد النسل]]، والتي تعد أول [[جمعية]] ل[[تحديد النسل]] في [[الولايات المتحدة]].<ref>Engelman, p. 51. Organizations had existed in Europe, notably England and Netherlands, since the 1870s.</ref> وخلال العام 1915، تم تشكيل منظمات إقليمية أصغر في العديد من المدن الأمريكية ك[[سان فرانسيسكو]]، [[بورتلاند]]، [[سياتل]]، و[[لوس أنجلوس]].<ref>Engelman, p. 52.</ref>
في ربيع عام 1915، قام أنصار سانجر بقيادة ماري دينيت بتشكيل [[تحديد النسل|الجمعية الوطنية لتحديد النسل]]، والتي تعد أول [[جمعية (توضيح)|جمعية]] ل[[تحديد النسل]] في [[الولايات المتحدة]].<ref>Engelman, p. 51. Organizations had existed in Europe, notably England and Netherlands, since the 1870s.</ref> وخلال العام 1915، تم تشكيل منظمات إقليمية أصغر في العديد من المدن الأمريكية ك[[سان فرانسيسكو]]، [[بورتلاند (أوريغون)|بورتلاند]]، [[سياتل]]، و[[لوس أنجلوس]].<ref>Engelman, p. 52.</ref>
عادت سانجر إلى الولايات المتحدة في أكتوبر 1915، واعتزمت فتح [[عيادة]] لتحديد النسل على غرار تلك التي زارتها في [[أمستردام]]، ولكن كان عليها أولاً أن تدفع التهم الموجهة ضدها.<ref>Engelman, pp. 57–58.<br />Kennedy, p. 77.</ref> عرض عليها المحامي المشهور كلارينس دارو الدفاع عنها بلا مقابل، غير أن الضغط العام جعل [[حكومة|الحكومة]] تسقط الاتهامات المنسوبة إليها في وقت مبكر من عام 1916.<ref>Kersten, Andrew (2011), ''Clarence Darrow: American Iconoclast'', Macmillan, p. 170.<br />Sanger, ''Autobiography'', pp. 183–189.<br />Engelman, p. 61–62: Sanger also gained sympathy from the public when her five year old daughter died immediately before the trial.</ref> وما أن تحررت [[مارجريت سانجر|سانجر]] من تهديد الحبس، حتى قامت بجولات عبر البلاد تخطب فيها، وهو ما جعلها تحظى بشعبية عارمة أعطتها سمة القيادة لحركة [[تحديد النسل]] في [[الولايات المتحدة]].<ref name=E64>Engelman, p. 64.</ref> وفي الوقت نفسه، انشغلت العديد من الشخصيات القيادية الأخرى مثل ويليام روبنسون، وماري دينيت بأعمال أقل أهمية أو إعارة إنتباههم نحو قضايا آخرى. وفي أواخر عام 1916، رحلت [[مارجريت سانجر|سانجر]] إلى [[بوسطن]] لتقديم العون لجمعية [[تحديد النسل]] ب[[ولاية ماساتشوستس]]، وكذلك دعم الناشط كلييك أليسون في محبسه.<ref>Engelman, p. 72.</ref>
عادت سانجر إلى الولايات المتحدة في أكتوبر 1915، واعتزمت فتح [[عيادة]] لتحديد النسل على غرار تلك التي زارتها في [[أمستردام]]، ولكن كان عليها أولاً أن تدفع التهم الموجهة ضدها.<ref>Engelman, pp. 57–58.<br />Kennedy, p. 77.</ref> عرض عليها المحامي المشهور كلارينس دارو الدفاع عنها بلا مقابل، غير أن الضغط العام جعل [[حكومة|الحكومة]] تسقط الاتهامات المنسوبة إليها في وقت مبكر من عام 1916.<ref>Kersten, Andrew (2011), ''Clarence Darrow: American Iconoclast'', Macmillan, p. 170.<br />Sanger, ''Autobiography'', pp. 183–189.<br />Engelman, p. 61–62: Sanger also gained sympathy from the public when her five year old daughter died immediately before the trial.</ref> وما أن تحررت [[مارجريت سانجر|سانغر]] من تهديد الحبس، حتى قامت بجولات عبر البلاد تخطب فيها، وهو ما جعلها تحظى بشعبية عارمة أعطتها سمة القيادة لحركة [[تحديد النسل]] في [[الولايات المتحدة]].<ref name="مولد تلقائيا1">Engelman, p. 64.</ref> وفي الوقت نفسه، انشغلت العديد من الشخصيات القيادية الأخرى مثل ويليام روبنسون، وماري دينيت بأعمال أقل أهمية أو إعارة انتباههم نحو قضايا آخرى. وفي أواخر عام 1916، رحلت [[مارجريت سانجر|سانغر]] إلى [[بوسطن]] لتقديم العون لجمعية [[تحديد النسل]] ب[[ماساتشوستس|ولاية ماساتشوستس]]، وكذلك دعم الناشط كلييك أليسون في محبسه.<ref>Engelman, p. 72.</ref>


=== أول عيادة لتحديد النسل في الولايات المتحدة ===
=== أول عيادة لتحديد النسل في الولايات المتحدة ===
قامت [[مارجريت سانجر|سانجر]] خلال جولاتها عام 1916 بالترويج ل[[تحديد النسل|عيادات تحديد النسل]] القائمة على [[هولندا|النموذج الهولندي]]، والتي رأتها خلال رحلتها في [[أوروبا]] عام 1914. وعلى الرغم من إلهام [[مارجريت سانجر|سانجر]] العديد من الجمعيات المحلية لإنشاء [[جمعية (توضيح)|جمعيات]] [[تحديد النسل]]، فإن أي منها لم يُنشأ.<ref>Engelman, pp. 73, 76.</ref> ولذلك عزمت سانجر إنشاء [[تحديد النسل|عيادة لتحديد النسل]] ب[[الولايات المتحدة]]، والتي يمكن فيها توفير وسائل منع [[الحمل]] للنساء مجانًا.<ref>Engelman, pp. 75–77.</ref> وبالرغم من أن [[قانون]] [[الولايات المتحدة]] كان يمنع حينها توزيع أي من وسائل منع الحمل أو التعريف بها، فإن سانجر سعت لإستغلال البند الموجود بنفس [[قانون|القانون]] الذي يسمح للأطباء بوصف وسائل منع الحمل للوقاية من [[الأمراض]].<ref>Engelman, p. 79.</ref> وفي 16 أكتوبر 1916، افتتحت [[مارجريت سانجر|سانجر]] عيادة "براونزهيل" في بروكلين، فحققت نجاحًا منقطع النظير؛ حيث سجلت [[عيادة|العيادة]] في يومها الأول معدل زيارة بلغ أكثر من 100 إمرأة، <ref>Chesler, p. 150.<br />Engelman, p. 79–80.</ref> وبعد عدة أيام من افتتاح [[عيادة|العيادة]]، وقعت [[مارجريت سانجر|سانجر]] ضحية مكيدة من شرطية سرية اشتريت منها غطاء عنق الرحم، فرفضت [[مارجريت سانجر|سانجر]] وزميل لها في العمل الانصياع لأوامر [[الشرطة]] ب[[اعتقال|اعتقالهم]]، مما أدي ب[[الشرطة]] [[سحل|لسحلهم]] إلى خارج العيادة، <ref>Chesler p. 151.<br />Engelman, p. 83.</ref> وأُغلقت العيادة، ولم يتم افتتاح أية واحدة آخرى ب[[الولايات المتحدة]] مُذ ذلك التاريخ وحتى عام 1923.<ref>Engelman, p. 86.</ref>
قامت [[مارجريت سانجر|سانغر]] خلال جولاتها عام 1916 بالترويج ل[[تحديد النسل|عيادات تحديد النسل]] القائمة على [[هولندا|النموذج الهولندي]]، والتي رأتها خلال رحلتها في [[أوروبا]] عام 1914. وعلى الرغم من إلهام [[مارجريت سانجر|سانغر]] العديد من الجمعيات المحلية لإنشاء [[جمعية (توضيح)|جمعيات]] [[تحديد النسل]]، فإن أي منها لم يُنشأ.<ref>Engelman, pp. 73, 76.</ref> ولذلك عزمت سانجر إنشاء [[تحديد النسل|عيادة لتحديد النسل]] ب[[الولايات المتحدة]]، والتي يمكن فيها توفير وسائل منع [[حمل|الحمل]] للنساء مجانًا.<ref>Engelman, pp. 75–77.</ref> وبالرغم من أن [[قانون]] [[الولايات المتحدة]] كان يمنع حينها توزيع أي من وسائل منع الحمل أو التعريف بها، فإن سانجر سعت لإستغلال البند الموجود بنفس [[قانون|القانون]] الذي يسمح للأطباء بوصف وسائل منع الحمل للوقاية من [[مرض|الأمراض]].<ref>Engelman, p. 79.</ref> وفي 16 أكتوبر 1916، افتتحت [[مارجريت سانجر|سانغر]] عيادة «براونزهيل» في بروكلين، فحققت نجاحًا منقطع النظير؛ حيث سجلت [[عيادة|العيادة]] في يومها الأول معدل زيارة بلغ أكثر من 100 امرأة، <ref>Chesler, p. 150.<br />Engelman, p. 79–80.</ref> وبعد عدة أيام من افتتاح [[عيادة|العيادة]]، وقعت [[مارجريت سانجر|سانغر]] ضحية مكيدة من شرطية سرية اشتريت منها غطاء عنق الرحم، فرفضت [[مارجريت سانجر|سانغر]] وزميل لها في العمل الانصياع لأوامر [[شرطة|الشرطة]] ب[[اعتقال]]هم، مما أدي ب[[شرطة|الشرطة]] [[السحل (توضيح)|لسحلهم]] إلى خارج العيادة، <ref>Chesler p. 151.<br />Engelman, p. 83.</ref> وأُغلقت العيادة، ولم يتم افتتاح أية واحدة آخرى ب[[الولايات المتحدة]] مُذ ذلك التاريخ وحتى عام 1923.<ref>Engelman, p. 86.</ref>
بدأت محاكمة [[مارجريت سانجر|سانجر]] في يناير عام 1917، دعمها عدد كبير من [[ثري|الأثرياء]] والنافذين الذين تحالفوا معًا لتشكيل لجنة المائة، التي خُصصت لجمع الأموال من أجل [[مارجريت سانجر|سانجر]] والمنظمة الوطنية ل[[تحديد النسل]].<ref>Engelman, pp. 87–89.</ref> وكان من مهام هذه اللجنة أيضًا نشر [[صحف|الصحيفة الشهرية]] "[[تحديد النسل|مناقشة تحديد النسل]]"؛ كما قامت بإنشاء شبكة اتصالية بين [[سياسي|السياسيين المرموقين]]، [[ناشط|والنشطاء]]، والعاملين بالصحافة.<ref>Engelman, p. 89.</ref> ومع الدعم القوي [[مارجريت سانجر|لسانجر]]، إلا أنها أُدينت، وعرض عليها [[قاضي|القاضي]] حكمًا مخففًا شريطة أن تقسم بعدم خرق [[قانون|القانون]] مرة أخرى، إلا أنها أجابت "لا أستطيع أن أحترم القانون القائم اليوم"، "<ref name="Cox">Cox, p. 65.<br />Engelman, p. 91.</ref> وحينها لاقت حكمًا بالحبس لمدة 30 يومًا.<ref name="Cox" />
بدأت محاكمة [[مارجريت سانجر|سانغر]] في يناير عام 1917، دعمها عدد كبير من [[ثراء|الأثرياء]] والنافذين الذين تحالفوا معًا لتشكيل لجنة المائة، التي خُصصت لجمع الأموال من أجل [[مارجريت سانجر|سانغر]] والمنظمة الوطنية ل[[تحديد النسل]].<ref>Engelman, pp. 87–89.</ref> وكان من مهام هذه اللجنة أيضًا نشر [[صحيفة|الصحيفة الشهرية]] "[[تحديد النسل|مناقشة تحديد النسل]]"؛ كما قامت بإنشاء شبكة اتصالية بين [[سياسي|السياسيين المرموقين]]، [[نشاطية|والنشطاء]]، والعاملين بالصحافة.<ref>Engelman, p. 89.</ref> ومع الدعم القوي [[مارجريت سانجر|لسانغر]]، إلا أنها أُدينت، وعرض عليها [[قاض|القاضي]] حكمًا مخففًا شريطة أن تقسم بعدم خرق [[قانون|القانون]] مرة أخرى، إلا أنها أجابت "لا أستطيع أن أحترم القانون القائم اليوم"، "<ref name="Cox">Cox, p. 65.<br />Engelman, p. 91.</ref> وحينها لاقت حكمًا بالحبس لمدة 30 يومًا.
وعلاوة على ذلك، كان هناك العديد من [[ناشط|النشطاء]] الآخرين الذين قاموا بأدوار عدة أمثال إيما جولدمان التي [[اعتقال|أُعتقلت]] عام 1916 جراء نشرها [[معلومة|معلومات]] عن وسائل منع [[الحمل]]، <ref>Engelman, p. 84.</ref> وإبراهام جاكوبي الذي حاول دون جدوى أن يقنع [[طب|المجتمع الطبي]] ب[[الولايات المتحدة]] بتغيير [[قانون|القانون]] الذي يمنع الترويج لوسائل منع [[الحمل]].<ref>Engelman, pp. 84–85.</ref>
وعلاوة على ذلك، كان هناك العديد من [[نشاطية|النشطاء]] الآخرين الذين قاموا بأدوار عدة أمثال إيما جولدمان التي [[اعتقال|أُعتقلت]] عام 1916 جراء نشرها [[معلومة|معلومات]] عن وسائل منع [[حمل|الحمل]]، <ref>Engelman, p. 84.</ref> وإبراهام جاكوبي الذي حاول دون جدوى أن يقنع [[طب|المجتمع الطبي]] ب[[الولايات المتحدة]] بتغيير [[قانون|القانون]] الذي يمنع الترويج لوسائل منع [[حمل|الحمل]].<ref>Engelman, pp. 84–85.</ref>


== قبول الإتجاه السائد (1917-1923) ==
== قبول الاتجاه السائد (1917-1923) ==
[[ملف:Birth Control Review 1919b.jpg|thumb|upright|alt=The cover of a 1919 magazine, titled "The Birth Control Review". On the cover a suffering mother asks a nurse for help to prevent more pregnancies.| ''مناقشة تحديد النسل'' التي نشرت شهريًا من 1917 إلى 1940.<ref>Caption at the bottom of this 1919 issue reads: "Must She Always Plead in Vain? 'You are a nurse&nbsp;– can you tell me? For the children's sake&nbsp;– help me!'"</ref>]]
[[ملف:Birth Control Review 1919b.jpg|تصغير|معدول|alt=The cover of a 1919 magazine, titled "The Birth Control Review". On the cover a suffering mother asks a nurse for help to prevent more pregnancies.| ''مناقشة تحديد النسل'' التي نشرت شهريًا من 1917 إلى 1940.<ref>Caption at the bottom of this 1919 issue reads: "Must She Always Plead in Vain? 'You are a nurse&nbsp;– can you tell me? For the children's sake&nbsp;– help me!'"</ref>]]
وَلدت الشهرة التي حظيتها محاكمة [[مارجريت سانجر|سانجر]] حماسًا عارمًا لل[[قضية]]، فبحلول عام 1917 كان هناك أكثر من 30 [[منظمة]] ل[[تحديد النسل]] في [[الولايات المتحدة]].<ref>McCann (2010), p. 751.<br />Engelman, p. 92.</ref> كانت [[مارجريت سانجر|سانجر]] دائمًا ثاقبة النظر بشأن الإستفادة من [[العلاقات العامة]]؛ ومن هنا استغلت صيت [[محاكمة|محاكمتها]] في تعزيز [[قضية|قضاياها]]، <ref>Chesler, pp. 127, 131, 148, 152, 166, 392.<br />Kennedy pp. 84, 181.<br />Engelman, pp. 92–93. In her memoirs, Sanger often understated or entirely omitted the contributions of fellow activists.</ref> فبعد المحاكمة ظهرت سانجر بصورة أكثر وضوحًا كزعيمة لحركة [[تحديد النسل]]، وهو ما لم يحظاه قادة آخرون في كسب الجاذبية، والسحر، والحماسة التي تحلت بهما [[مارجريت سانجر|سانجر]] <ref>Engelman, pp. 92–93. In her memoirs, Sanger often understated or entirely omitted the contributions of fellow activists.</ref> من أمثال وليام روبنسون، وماري دينيت، وبلانش إيمز إيمز.وتطورت هذه الحركة تدريجيًا من خلال جهود [[ناشط|النشطاء]]، وحملات الطبقات العاملة التي مولتها نساء المجتمع و[[ليبرالية|المهنيون الليبراليون]].<ref>Engelman, pp. 92–93.</ref>
وَلدت الشهرة التي حظيتها محاكمة [[مارجريت سانجر|سانغر]] حماسًا عارمًا لل[[قضية (توضيح)|قضية]]، فبحلول عام 1917 كان هناك أكثر من 30 [[منظمة]] ل[[تحديد النسل]] في [[الولايات المتحدة]].<ref>McCann (2010), p. 751.<br />Engelman, p. 92.</ref> كانت [[مارجريت سانجر|سانغر]] دائمًا ثاقبة النظر بشأن الاستفادة من [[علاقات عامة|العلاقات العامة]]؛ ومن هنا استغلت صيت [[محاكمة|محاكمتها]] في تعزيز [[قضية (توضيح)|قضاياها]]، <ref>Chesler, pp. 127, 131, 148, 152, 166, 392.<br />Kennedy pp. 84, 181.<br />Engelman, pp. 92–93. In her memoirs, Sanger often understated or entirely omitted the contributions of fellow activists.</ref> فبعد المحاكمة ظهرت سانجر بصورة أكثر وضوحًا كزعيمة لحركة [[تحديد النسل]]، وهو ما لم يحظاه قادة آخرون في كسب الجاذبية، والسحر، والحماسة التي تحلت بهما [[مارجريت سانجر|سانغر]] <ref>Engelman, pp. 92–93. In her memoirs, Sanger often understated or entirely omitted the contributions of fellow activists.</ref> من أمثال وليام روبنسون، وماري دينيت، وبلانش إيمز إيمز.وتطورت هذه الحركة تدريجيًا من خلال جهود [[نشاطية|النشطاء]]، وحملات الطبقات العاملة التي مولتها نساء المجتمع و[[ليبرالية|المهنيون الليبراليون]].<ref>Engelman, pp. 92–93.</ref>
بدأت سانجر وأنصارها باللجوء إلى الحديث عن الفوائد الإجتماعية والإقتصادية ل[[تحديد النسل]]، بدلًا من انتهاج النبرة الثورية في [[خطابة|الخطابة]]؛ <ref>Engelman, p. 93.</ref> وهي السياسة التي أدت إلى ازدياد مستوى القبول الشعبي لهذه الحركة بالولايات المتحدة. وعلي سبيل المثال، ازدادت التغطية الإعلامية لقضية تحديد النسل، <ref>Engelman, p. 92.</ref> كما أُنتج العديد من الأفلام السينيمائية الصامتة في العقد الثاني من [[القرن التاسع عشر]]، وقد تناولت [[تحديد النسل]] كفكرة محورية، ومن هذه الأفلام "تحديد النسل"، الذي أنتجته وقامت ببطولته سانجر نفسها.<ref>Engelman, pp. 94–96 ("phenomenal media hype"). <br />Sanger's movie was banned as "indecent" in New York. Other movies included ''Miracle of Life'', ''The Black Stork'', ''The Unborn'', ''Where are my Children'' and ''[[Hand That Rocks the Cradle]].''</ref>
بدأت سانجر وأنصارها باللجوء إلى الحديث عن الفوائد الاجتماعية والاقتصادية ل[[تحديد النسل]]، بدلًا من انتهاج النبرة الثورية في [[خطابة|الخطابة]]؛ <ref>Engelman, p. 93.</ref> وهي السياسة التي أدت إلى ازدياد مستوى القبول الشعبي لهذه الحركة بالولايات المتحدة. وعلى سبيل المثال، ازدادت التغطية الإعلامية لقضية تحديد النسل، <ref>Engelman, p. 92.</ref> كما أُنتج العديد من الأفلام السينيمائية الصامتة في العقد الثاني من [[القرن 19|القرن التاسع عشر]]، وقد تناولت [[تحديد النسل]] كفكرة محورية، ومن هذه الأفلام «تحديد النسل»، الذي أنتجته وقامت ببطولته سانجر نفسها.<ref>Engelman, pp. 94–96 ("phenomenal media hype"). <br />Sanger's movie was banned as "indecent" in New York. Other movies included ''Miracle of Life'', ''The Black Stork'', ''The Unborn'', ''Where are my Children'' and ''[[Hand That Rocks the Cradle]].''</ref>
ظلت المعارضة لتحديد النسل قوية للغاية، فقد رفضت السلطة التشريعية للولايات [[قانون|تقنين]] وسائل منع [[الحمل]] أو نشر أية معلومات عنها، <ref>Engelman, p. 96.</ref> كما علت أصوات علماء الدين مهاجمين [[النساء]] اللواتي فضلوا "الترف والبدعة" على الأمومة، <ref>Engelman, pp. 97, quoting [[Billy Sunday]].</ref> وعبر علماء [[تحديد النسل]] عن قلقهم بأن يسفر [[تحديد النسل]] عن زيادة الفجوة بين معدل المواليد من الجنس القديم "[[البيض (توضيح)|الأمريكيين البيض]]"، والملونين المهاجرين "[[الزنوج]]".<ref>McCann (1994), pp. 99–101.<br />Engelman, pp. 97–98.</ref>
ظلت المعارضة لتحديد النسل قوية للغاية، فقد رفضت السلطة التشريعية للولايات [[قانون|تقنين]] وسائل منع [[حمل|الحمل]] أو نشر أية معلومات عنها، <ref>Engelman, p. 96.</ref> كما علت أصوات علماء الدين مهاجمين [[النساء (توضيح)|النساء]] اللواتي فضلوا «الترف والبدعة» على الأمومة، <ref>Engelman, pp. 97, quoting [[Billy Sunday]].</ref> وعبر علماء [[تحديد النسل]] عن قلقهم بأن يسفر [[تحديد النسل]] عن زيادة الفجوة بين معدل المواليد من الجنس القديم «[[البيض (توضيح)|الأمريكيين البيض]]»، والملونين المهاجرين «[[زنج|الزنوج]]».<ref>McCann (1994), pp. 99–101.<br />Engelman, pp. 97–98.</ref>


وفي عام 1918 أنشأت سانجر شركة النشر لمؤسسة "نساء نيويورك"، وتحت رعايتها أصبحت تلك [[شركة|الشركة]] هي الناشر الرسمي لـ "مناقشة [[تحديد النسل]]".<ref>Engelman, p. 99.</ref> ومن ناحية أخرى قامت الناشطة البريطانية كيتي ماريون ببيع نسخ "مناقشة [[تحديد النسل]]" على نواصي شوارع [[نيويورك]] بسعر 20 سنتًا للنسخة الواحدة؛ مُتحملة [[الشرطة|مضايقات الشرطة]]، والمضايقات بالأسئلة، بل والبصق، و[[ضرب (تصنيف)|الإيذاء البدني]]، والأدهى من ذلك [[قتل|التهديدات بالقتل]]. وعلى مدار العشر سنوات التالية تم القبض على ماريون 9 مرات لمدافعتها عن [[تحديد النسل]].<ref>Engelman, pp. 99–101.</ref>
وفي عام 1918 أنشأت سانجر شركة النشر لمؤسسة «نساء نيويورك»، وتحت رعايتها أصبحت تلك [[شركة|الشركة]] هي الناشر الرسمي لـ «مناقشة [[تحديد النسل]]».<ref>Engelman, p. 99.</ref> ومن ناحية أخرى قامت الناشطة البريطانية كيتي ماريون ببيع نسخ «مناقشة [[تحديد النسل]]» على نواصي شوارع [[نيويورك]] بسعر 20 سنتًا للنسخة الواحدة؛ مُتحملة [[شرطة|مضايقات الشرطة]]، والمضايقات بالأسئلة، بل والبصق، و[[ضرب (تصنيف)|الإيذاء البدني]]، والأدهى من ذلك [[قتل|التهديدات بالقتل]]. وعلى مدار العشر سنوات التالية تم القبض على ماريون 9 مرات لمدافعتها عن [[تحديد النسل]].<ref>Engelman, pp. 99–101.</ref>


=== انتصار قانوني ===
=== انتصار قانوني ===
استأنفت [[مارجريت سانجر|سانجر]] [[حكم|الحكم]] الصادر ضدها عام 1917، وحققت انتصارًا ذو حدين، حيث أجمعت [[محكمة الاستئناف]] ب[[نيويورك]] على قرار كتبه [[قاضي|القاضي]] فريدريك كرين، تمسكت فيه [[محكمة|المحكمة]] بإدانة [[مارجريت سانجر|سانجر]]، غير أنها ألزمت [[السلطات القضائية]] بتقنين وسائل منع الحمل تحت إشراف الأطباء فقط.<ref>Chesler, pp. 159–160.<br />Engelman, pp. 101–103.</ref> عُمل بهذا القرار في [[نيويورك]] حيث سمحت السلطات بإنشاء عيادات تحديد النسل تحت إشراف الأطباء، <ref>Engelman, pp. 101–103.</ref> غير أن سانجر لم تستغل هذا الانتصار في الحال، واعتقدت اعتقادًا خاطئًا بأن الأوساط الطبية كافية لترويج وسائل منع الحمل؛ ووجهت أنظارها للكتابة وإلقاء المحاضرات.<ref>Engelman, p. 103.</ref>
استأنفت [[مارجريت سانجر|سانغر]] [[حكم (توضيح)|الحكم]] الصادر ضدها عام 1917، وحققت انتصارًا ذو حدين، حيث أجمعت [[محكمة الاستئناف]] ب[[نيويورك]] على قرار كتبه [[قاض|القاضي]] فريدريك كرين، تمسكت فيه [[محكمة|المحكمة]] بإدانة [[مارجريت سانجر|سانغر]]، غير أنها ألزمت [[سلطة قضائية|السلطات القضائية]] بتقنين وسائل منع الحمل تحت إشراف الأطباء فقط.<ref>Chesler, pp. 159–160.<br />Engelman, pp. 101–103.</ref> عُمل بهذا القرار في [[نيويورك]] حيث سمحت السلطات بإنشاء عيادات تحديد النسل تحت إشراف الأطباء، <ref>Engelman, pp. 101–103.</ref> غير أن سانجر لم تستغل هذا الانتصار في الحال، واعتقدت اعتقادًا خاطئًا بأن الأوساط الطبية كافية لترويج وسائل منع الحمل؛ ووجهت أنظارها للكتابة وإلقاء المحاضرات.<ref>Engelman, p. 103.</ref>


=== الحرب العالمية الأولى والعوازل الذكرية ===
=== الحرب العالمية الأولى والعوازل الذكرية ===
لاقت وسائل منع الحمل انتشارًا غير متوقع أثناء [[الحرب العالمية الأولى]]، وذلك بسبب أزمة [[الجيش الأميركي]] حيث أسفر تشخيص عدد من الجنود عن إصابتهم [[مرض الزهري|بمرض الزهري]] -مرض تناسلي مُعد، و[[السيلان|داء السيلان]]. وفي أعقاب ذلك، قام الجيش بحملات تعليمية موسعة، قام خلالها بالتركيز علي الامتناع عن [[الجنس|ممارسة الجنس]]، كما قام بنشر بعض الإرشادات حول كيفية استخدام وسائل منع الحمل.<ref>Engelman, pp. 107–109.<br />Tone, pp. 91–115 contains a history of contraception in the U.S. military in World War I. Navy secretary [[Josephus Daniels]] led the efforts to enforce abstinence.</ref> ولكن تحت ضغط دُعاة "العفة"، لم يتمكن الجيش من توزيع [[الواقي الذكري|الواقيات الذكرية]] أو حتى السماح باستخدامها؛ مما جعل من الولايات المتحدة القوة الوحيدة التي لم توفر لجنودها [[عازل ذكري|العوازل الذكرية]]. ولما كانت القوات الأمريكية بأوروبا استطاعوا بسهولة الحصول على [[عازل ذكري|العوازل الذكرية المطاطية]]، وعندما عادوا لوطنهم وجدوا أن هذه العوازل هي الطريقة المثلى لتحديد النسل.<ref>Engelman, pp. 107–109.</ref>
لاقت وسائل منع الحمل انتشارًا غير متوقع أثناء [[الحرب العالمية الأولى]]، وذلك بسبب أزمة [[القوات البرية للولايات المتحدة|الجيش الأميركي]] حيث أسفر تشخيص عدد من الجنود عن إصابتهم [[زهري (مرض)|بمرض الزهري]] -مرض تناسلي مُعد، و[[سيلان (مرض)|داء السيلان]]. وفي أعقاب ذلك، قام الجيش بحملات تعليمية موسعة، قام خلالها بالتركيز على الامتناع عن [[جنس (توضيح)|ممارسة الجنس]]، كما قام بنشر بعض الإرشادات حول كيفية استخدام وسائل منع الحمل.<ref>Engelman, pp. 107–109.<br />Tone, pp. 91–115 contains a history of contraception in the U.S. military in World War I. Navy secretary [[جوزيف دانييل]] led the efforts to enforce abstinence.</ref> ولكن تحت ضغط دُعاة «العفة»، لم يتمكن الجيش من توزيع [[عازل ذكري|الواقيات الذكرية]] أو حتى السماح باستخدامها؛ مما جعل من الولايات المتحدة القوة الوحيدة التي لم توفر لجنودها [[عازل ذكري|العوازل الذكرية]]. ولما كانت القوات الأمريكية بأوروبا استطاعوا بسهولة الحصول على [[عازل ذكري|العوازل الذكرية المطاطية]]، وعندما عادوا لوطنهم وجدوا أن هذه العوازل هي الطريقة المثلى لتحديد النسل.<ref>Engelman, pp. 107–109.</ref>
مثلت حملة مكافحة [[داء منقول جنسيا|الأمراض التناسلية]] التي قامت بها المؤسسة العسكرية نقطة التحول الرئيسية لحركة [[تحديد النسل]]؛ فلأول مرة تنخرط [[مؤسسة حكومية]] في مناقشات عامة، ومتكررة حول مسائل جنسية.<ref>Engelman, p. 109.</ref> فقد قلبت هذه المناقشات الأمر رأسًا على عقب؛ فتحول [[جنس (تصنيف)|الجنس]] من مسألة لا يتم مناقشتها في العلن إلى مسألة مُباحة تناقش موضوعات تتعلق [[البحث العلمي|بالبحث العلمي]]، كما حولت المناقشات وسائل منع الحمل من مسألة تمس [[الأخلاق]] إلى مسأله محورها [[الصحة العامة]].<ref>Engelman pp. 109–110, quoting Tone pp. 102–109.</ref>
مثلت حملة مكافحة [[مرض منقول جنسيا|الأمراض التناسلية]] التي قامت بها المؤسسة العسكرية نقطة التحول الرئيسية لحركة [[تحديد النسل]]؛ فلأول مرة تنخرط [[مؤسسة حكومية]] في مناقشات عامة، ومتكررة حول مسائل جنسية.<ref>Engelman, p. 109.</ref> فقد قلبت هذه المناقشات الأمر رأسًا على عقب؛ فتحول [[جنس (تصنيف)|الجنس]] من مسألة لا يتم مناقشتها في العلن إلى مسألة مُباحة تناقش موضوعات تتعلق [[بحث علمي|بالبحث العلمي]]، كما حولت المناقشات وسائل منع الحمل من مسألة تمس [[أخلاق|الأخلاق]] إلى مسأله محورها [[صحة عامة|الصحة العامة]].<ref>Engelman pp. 109–110, quoting Tone pp. 102–109.</ref>


=== جهود تشريعية ===
=== جهود تشريعية ===
ركزت ماري دينيت جهودها أثناء [[الحرب العالمية الأولى]] على حركة السلام، وفي عام 1918 وجهت جهودها لصالح حركة تحديد النسل، <ref>Engelman, p. 104.</ref> واستمرت في قيادة [[منظمة]] [[تحديد النسل]] الوطنية، كما تحالفت مع [[مارجريت سانجر|سانجر]] في شركة النشر لمؤسسة "[[نيويورك (توضيح)|نساء نيويورك]]". وفي العام 1919، نشرت دينيت على نطاق واسع كتيب تعليمي أسمته "الجانب الجنسي من الحياة"، الذي عالج [[الجنس]] كفعل طبيعي وممتع. .<ref>Engelman, p. 105.</ref> ولكن، وفي العام نفسه، انتشرت حالة من الإحباط بسبب العجز المستمر في [[تمويل]] [[تحديد النسل|منظمة تحديد النسل الوطنية]]، فانفصلت دينيت عن [[منظمة|المنظمة]]، وشكلت "المنظمة الأبوية التطوعية".<ref>Engelman, p. 111.</ref>
ركزت ماري دينيت جهودها أثناء [[الحرب العالمية الأولى]] على حركة السلام، وفي عام 1918 وجهت جهودها لصالح حركة تحديد النسل، <ref>Engelman, p. 104.</ref> واستمرت في قيادة [[منظمة]] [[تحديد النسل]] الوطنية، كما تحالفت مع [[مارجريت سانجر|سانغر]] في شركة النشر لمؤسسة «[[نيويورك (توضيح)|نساء نيويورك]]». وفي العام 1919، نشرت دينيت على نطاق واسع كتيب تعليمي أسمته «الجانب الجنسي من الحياة»، الذي عالج [[جنس (توضيح)|الجنس]] كفعل طبيعي وممتع.<ref>Engelman, p. 105.</ref> ولكن، وفي العام نفسه، انتشرت حالة من الإحباط بسبب العجز المستمر في [[تمويل]] [[تحديد النسل|منظمة تحديد النسل الوطنية]]، فانفصلت دينيت عن [[منظمة|المنظمة]]، وشكلت «المنظمة الأبوية التطوعية».<ref>Engelman, p. 111.</ref>
اقترحت كل من دينيت وسانجر تغييرات تشريعية من شأنها تقنين وسائل منع الحمل، وانتهج كل منهم نهجًا يختلف عن الآخر؛ فأيدت سانجر انتشار وسائل منع الحمل تحت إشراف [[طبيب|الأطباء]]، وعلي النقيض حاولت دينيت جاهدة من أجل الوصول إلى [[تشريع]] يسمح بإمكانية الحصول على وسائل منع الحمل بصورة مطلقة.<ref name="McCann_a">McCann (1994) pp. 69–70.<br />Engelman, pp. 113–115.</ref> فقد كانت [[مارجريت سانجر|سانجر]] -أحد دعاة استخدام الحجاب العازل الأنثوي، قلقة إزاء الحصول على وسائل منع [[الحمل]] دون إشراف [[طبيب|الأطباء]]، لأن ذلك في نظرها سيؤدي إلى الاستخدام الخاطئ لها، وبالتبعية سيؤدي إلى الاستغلال [[طب|الطبي]].<ref>Engelman, pp. 113–115.<br />McCann (1994), pp. 71–72 gives examples that show Sanger's fears were justified.</ref> كما كانت دينيت هي الأخرى قلقة حيال تقييد الحصول على وسائل منع [[الحمل]] إلا تحت إشراف [[طبيب|الأطباء]]، الذي من شأنه أن يمنع [[النساء]] الفقيرات من الحصول على [[الحمل|وسائل منع الحمل]]، وكانت منزعجة بشأن الافتقار [[طبيب|للأطباء]] المتدربين في مجال [[تحديد النسل]].
اقترحت كل من دينيت وسانجر تغييرات تشريعية من شأنها تقنين وسائل منع الحمل، وانتهج كل منهم نهجًا يختلف عن الآخر؛ فأيدت سانجر انتشار وسائل منع الحمل تحت إشراف [[طبيب|الأطباء]]، وعلى النقيض حاولت دينيت جاهدة من أجل الوصول إلى [[تشريع]] يسمح بإمكانية الحصول على وسائل منع الحمل بصورة مطلقة.<ref name="McCann_a">McCann (1994) pp. 69–70.<br />Engelman, pp. 113–115.</ref> فقد كانت [[مارجريت سانجر|سانغر]] -أحد دعاة استخدام الحجاب العازل الأنثوي، قلقة إزاء الحصول على وسائل منع [[حمل|الحمل]] دون إشراف [[طبيب|الأطباء]]، لأن ذلك في نظرها سيؤدي إلى الاستخدام الخاطئ لها، وبالتبعية سيؤدي إلى الاستغلال [[طب|الطبي]].<ref>Engelman, pp. 113–115.<br />McCann (1994), pp. 71–72 gives examples that show Sanger's fears were justified.</ref> كما كانت دينيت هي الأخرى قلقة حيال تقييد الحصول على وسائل منع [[حمل|الحمل]] إلا تحت إشراف [[طبيب|الأطباء]]، الذي من شأنه أن يمنع [[النساء (توضيح)|النساء]] الفقيرات من الحصول على [[حمل|وسائل منع الحمل]]، وكانت منزعجة بشأن الافتقار [[طبيب|للأطباء]] المتدربين في مجال [[تحديد النسل]].
فشلت كل المبادرات التشريعية لكل من دينيت و[[مارجريت سانجر|سانجر]] ، ويرجع ذلك جزئيًا إلى بعض [[مشرع|المشرعين]] الذين رأوا أن الخوف من الحمل هو السبب الوحيد لامتناع [[المرأة]] عن ممارسة [[جنس (تصنيف)|الجنس]]. .<ref>McCann (1994), pp. 44–45.</ref> وفي وقت مبكر من العام 1920، أصبحت مكانة سانجر أكثر بروزًا كقائدة لحركة [[تحديد النسل]]، ويرجع ذلك لانغماسها في إلقاء [[محاضرات|المحاضرات العامة]] باستمرار، ولجؤها لخطوات استبعدت فيها دينيت من [[اجتماع|الاجتماعات]]، والأحداث العامة.<ref>Engelman, pp. 115–116. Sanger, jealous of her leadership role, excluded Dennett from meetings and other activities that would benefit Dennett.</ref>
فشلت كل المبادرات التشريعية لكل من دينيت و[[مارجريت سانجر|سانغر]]، ويرجع ذلك جزئيًا إلى بعض [[مشرع (أحياء)|المشرعين]] الذين رأوا أن الخوف من الحمل هو السبب الوحيد لامتناع [[امرأة|المرأة]] عن ممارسة [[جنس (تصنيف)|الجنس]].<ref>McCann (1994), pp. 44–45.</ref> وفي وقت مبكر من العام 1920، أصبحت مكانة سانجر أكثر بروزًا كقائدة لحركة [[تحديد النسل]]، ويرجع ذلك لانغماسها في إلقاء [[محاضرة|المحاضرات العامة]] باستمرار، ولجوئها لخطوات استبعدت فيها دينيت من [[اجتماع|الاجتماعات]]، والأحداث العامة.<ref>Engelman, pp. 115–116. Sanger, jealous of her leadership role, excluded Dennett from meetings and other activities that would benefit Dennett.</ref>


=== المنظمة الأمريكية لتحديد النسل ===
=== المنظمة الأمريكية لتحديد النسل ===
على الرغم من انشغال [[مارجريت سانجر|سانجر]] في نشر "[[تحديد النسل|مناقشة تحديد النسل]]" خلال السنوات 1919و1920، فإنها لم تكن منتسبة رسميًا لأي من "منظمة [[تحديد النسل]] الوطنية" أو "المنظمة الأبوية التطوعية" خلال هذه الفترة. ولكن في عام 1921 رأت [[سانجر]] أن عليها الانخراط في هيئة رسمية لكسب دعم كل من [[جمعية (توضيح)|الجمعيات الوطنية]]، والأوساط العلمية؛ وبدلًا من الانضمام إلى [[منظمة]] قائمة، قررت هي إنشاء منظمة جديدة.<ref>Engelman, p. 120–122.</ref> وكخطوة أولى، نظمت [[مارجريت سانجر|سانجر]] أول [[مؤتمر]] ب[[الولايات المتحدة]] حول تحديد النسل، تم عقده في نوفمبر 1921 [[مدينة نيويورك|بمدينة نيويورك]]، وفي ختام [[مؤتمر|المؤتمر]] حيث كانت [[مارجريت سانجر|سانجر]] تستعد لإلقاء خطاب أمام الجماهير المحتشدة في [[مسرح]] "تاون هول"، داهمت الشرطة الاجتماع، واعتقلت [[مارجريت سانجر|سانجر]] بتهمة الإخلال بالنظام العام، ومن مكانها على المسرح صرخت سانجر قائلة: "لدينا الحق في عقد هذا الاجتماع طبقًا [[دستور|للدستور]]..فدعوهم يبرحونا ضربًا إذا كانوا يريدون". أُطلق سراحها فيما بعد، وفي اليوم التالي [[اعتقال|لاعتقالها]]، برح الخفاء بأن باتريك جوزيف هايس -[[أسقف|كبير أساقفة]] [[نيويورك]]- هو من ضغط على الشرطة لإلغاء [[اجتماع|الاجتماع]].<ref>Engelman, pp. 125–126.</ref> وكان إلغاء الاجتماع أيضًا بمثابة نقطة تحول لحركة [[تحديد النسل]]؛ فقد اضمحلت [[المعارضة]] من قِبل [[الحكومة]] والمجتمع الطبي، غير أن [[كاثوليكية|الكنيسة الكاثولكية]] ظهرت كالغصة في حلق حركة [[تحديد النسل]].<ref>Engelman, p. 129.</ref> وعقِبَ هذا الاجتماع، أنشأت [[سانجر]] ومؤيدوها منظمة [[تحديد النسل]] الأمريكية.
على الرغم من انشغال [[مارجريت سانجر|سانغر]] في نشر «[[تحديد النسل|مناقشة تحديد النسل]]» خلال السنوات 1919 و1920، فإنها لم تكن منتسبة رسميًا لأي من «منظمة [[تحديد النسل]] الوطنية» أو «المنظمة الأبوية التطوعية» خلال هذه الفترة. ولكن في عام 1921 رأت [[سنغر (شركة)|سانجر]] أن عليها الانخراط في هيئة رسمية لكسب دعم كل من [[جمعية (توضيح)|الجمعيات الوطنية]]، والأوساط العلمية؛ وبدلًا من الانضمام إلى [[منظمة]] قائمة، قررت هي إنشاء منظمة جديدة.<ref>Engelman, p. 120–122.</ref> وكخطوة أولى، نظمت [[مارجريت سانجر|سانغر]] أول [[مؤتمر]] ب[[الولايات المتحدة]] حول تحديد النسل، تم عقده في نوفمبر 1921 [[نيويورك|بمدينة نيويورك]]، وفي ختام [[مؤتمر|المؤتمر]] حيث كانت [[مارجريت سانجر|سانغر]] تستعد لإلقاء خطاب أمام الجماهير المحتشدة في [[مسرح]] «تاون هول»، داهمت الشرطة الاجتماع، واعتقلت [[مارجريت سانجر|سانغر]] بتهمة الإخلال بالنظام العام، ومن مكانها على المسرح صرخت سانجر قائلة: «لدينا الحق في عقد هذا الاجتماع طبقًا [[دستور|للدستور]]. فدعوهم يبرحونا ضربًا إذا كانوا يريدون». أُطلق سراحها فيما بعد، وفي اليوم التالي [[اعتقال|لاعتقالها]]، برح الخفاء بأن باتريك جوزيف هايس -[[أسقف|كبير أساقفة]] [[نيويورك]]- هو من ضغط على الشرطة لإلغاء [[اجتماع|الاجتماع]].<ref>Engelman, pp. 125–126.</ref> وكان إلغاء الاجتماع أيضًا بمثابة نقطة تحول لحركة [[تحديد النسل]]؛ فقد اضمحلت [[معارضة|المعارضة]] من قِبل [[حكومة|الحكومة]] والمجتمع الطبي، غير أن [[كاثوليكية|الكنيسة الكاثولكية]] ظهرت كالغصة في حلق حركة [[تحديد النسل]].<ref>Engelman, p. 129.</ref> وعقِبَ هذا الاجتماع، أنشأت [[سنغر (شركة)|سانجر]] ومؤيدوها منظمة [[تحديد النسل]] الأمريكية.


[[ملف:17-23 West 16th St.jpg|تصغير|معدول|alt=A brick building in New York City|مبنى ثاني عيادة ل[[تحديد النسل]] ب[[الولايات المتحدة]] "مكتب البحوث السريرية.]]
=== ثاني عيادة لتحديد النسل ===
=== ثاني عيادة لتحديد النسل ===
بعد أربعة أعوام من السماح بانتشار وسائل منع الحمل تحت إشراف [[طبيب|الأطباء]]، افتتحت سانجر العيادة الثانية ل[[تحديد النسل]]، وكانت هذه المرة تعمل سانجر في [[عيادة|العيادة]]؛ لتصبح أول [[تمريض|ممرضة]] تعمل في عيادة [[تحديد النسل|لتحديد النسل]] في ظل قرار [[محكمة الاستئناف]] ب[[نيويورك]] بإشراف [[طبيب|الأطباء]] على ترويج وسائل منع الحمل.<ref>Engelman, p. 137.</ref> افتتحت العيادة في اليوم الثاني من يناير 1923، تحت اسم «مكتب البحوث السريرية».<ref>Engelman, p. 138.</ref> ولتجنب مضايقات [[شرطة|الشرطة]]، لم يتم الإعلان عن وجود [[عيادة|العيادة]] في بادئ الأمر، وتم توجيه جهودها ل[[بحث علمي|لبحث العلمي]]، وقصر الخدمات المُقدمة على [[النساء (توضيح)|النساء]] المتزوجات فقط.<ref>Engelman, p. 138. The CRB, from its inception, collected detailed data on the effectiveness of various contraceptive methods, and published the results in many reports and journals.</ref> وفي ديسمبر 1923، تم الإعلان أخيرًا عن وجود [[عيادة|العيادة]]، غير أن هذه المرة كانت بلا [[اعتقال]]ات أو مضايقات، وهو ما جعل [[نشاطية|النشطاء]] يوقنون بأن 10 سنوات من الكفاح قد أتت ثمارها بهذا القبول العارم ب[[تحديد النسل]] في أرجاء [[الولايات المتحدة]].<ref name="مولد تلقائيا2">Engelman, p. 139.</ref> والجدير بالذكر أن «مكتب البحوث السريرية» هو أول [[عيادة]] رسمية ل[[تحديد النسل]] في [[الولايات المتحدة]]، التي سرعان ما تطورت حتى أصبحت من رواد البحث العلمي المتعلق ب[[تحديد النسل]] في العالم.
[[ملف:17-23 West 16th St.jpg|thumb|upright|alt=A brick building in New York City|مبنى ثاني عيادة ل[[تحديد النسل]] ب[[الولايات المتحدة]] "مكتب البحوث السريرية.]]
بعد أربعة أعوام من السماح بانتشار وسائل منع الحمل تحت إشراف [[طبيب|الأطباء]]، افتتحت سانجر العيادة الثانية ل[[تحديد النسل]]، وكانت هذه المرة تعمل سانجر في [[عيادة|العيادة]]؛ لتصبح أول [[تمريض|ممرضة]] تعمل في عيادة [[تحديد النسل|لتحديد النسل]] في ظل قرار [[محكمة الاستئناف]] ب[[نيويورك]] بإشراف [[طبيب|الأطباء]] على ترويج وسائل منع الحمل.<ref>Engelman, p. 137.</ref> أفتتحت العيادة في اليوم الثاني من يناير 1923، تحت إسم "مكتب البحوث السريرية".<ref>Engelman, p. 138.</ref> ولتجنب مضايقات [[الشرطة]]، لم يتم الإعلان عن وجود [[عيادة|العيادة]] في بادئ الأمر، وتم توجيه جهودها ل[[بحث علمي|لبحث العلمي]]، وقصر الخدمات المُقدمة على [[النساء]] المتزوجات فقط.<ref>Engelman, p. 138. The CRB, from its inception, collected detailed data on the effectiveness of various contraceptive methods, and published the results in many reports and journals.</ref> وفي ديسمبر 1923، تم الإعلان أخيرًا عن وجود [[عيادة|العيادة]]، غير أن هذه المرة كانت بلا [[اعتقال|اعتقالات]] أو مضايقات، وهو ما جعل [[ناشط|النشطاء]] يوقنون بأن 10 سنوات من الكفاح قد أتت ثمارها بهذا القبول العارم ب[[تحديد النسل]] في أرجاء [[الولايات المتحدة]].<ref name=E139>Engelman, p. 139.</ref> والجدير بالذكر أن "مكتب البحوث السريرية" هو أول [[عيادة]] رسمية ل[[تحديد النسل]] في [[الولايات المتحدة]]، التي سرعان ما تطورت حتى أصبحت من رواد البحث العلمي المتعلق ب[[تحديد النسل]] في العالم.<ref name=E139/>


== تقدم وانتكاسة (1920-1940) ==
== تقدم وانتكاسة (1920-1940) ==
=== قبول واسع النطاق ===
=== قبول واسع النطاق ===
[[ملف:1926BirthControl.jpg|thumb|upright|alt=A newspaper advertisement selling birth control products. A woman's head is shown, with text underneath.|إعلان في صحيفة عام 1926 يعلن عن بيع أحد وسائل منع الحمل]]
[[ملف:1926BirthControl.jpg|تصغير|معدول|alt=A newspaper advertisement selling birth control products. A woman's head is shown, with text underneath.|إعلان في صحيفة عام 1926 يعلن عن بيع أحد وسائل منع الحمل]]
في أعقاب النجاح الباهر الذي حققته العيادة الثانية لتحديد النسل، أصبحت مناقشة وسائل منع [[الحمل]] علنيًا أمرًا أكثر شيوعًا، كما أصبح مصطلح "[[تحديد النسل]]" دارجًا في [[اللغة]].<ref>Engelman, pp. 141–142.</ref> ومن بين مئات المراجع عن [[تحديد النسل]] في الصحف والمجلات في عشرينيات [[القرن 19|القرن الماضي]]، فإن أكثر من ثلثيها كان يحظى باستحسان.<ref name=E142>Engelman, p. 142.</ref> إن انتشار [[تحديد النسل|وسائل منع الحمل]] على نطاق واسع تعد بمثابة تحول من [[مجتمع]] يتعامل مع [[عرف|الأعراف الجنسية]] بصرامة مُنذ [[العصر الفكتوري]] إلى [[مجتمع]] أكثر تساهلًا في التعامل مع تلك [[الأعراف]].<ref name=E142/> ومن العوامل الأخرى التي غيرت من معايير التعامل مع الأعراف الجنسية: كثرة التنقل التي سهلتها [[وسائل المواصلات]]، والتعرف على أنماط [[مدينة|الحياة الحضرية]] المُغفلة، والنشوة التي تلت [[الحرب العالمية الأولى]].<ref name=E142/> وكشف علماء الاجتماع الذين شملت استطلاعاتهم [[المرأة]] في مدينة مونس [[ولاية إنديانا|بولاية إنديانا]] عام 1925، أن كل [[النساء]] من [[أرستقراطية|الطبقة الأرستقراطية]]، و80 بالمائة من النساء من الطبقة العاملة، أيدوا [[تحديد النسل]].<ref>Lynd, Robert S., Lynd, Helen Merrell (1929), ''Middletown: A Study in Modern American Culture,'' Harcourt, Brace & World, pp. 123–124.<br />Lynd cited by Engelman, p. 143.</ref> كما أن معدل المواليد قد انخفض في [[الولايات المتحدة]] 20 بالمائة بين عامي 1920و1930، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى استخدام وسائل منع الحمل. .<ref>Engelman, p. 144.</ref>
في أعقاب النجاح الباهر الذي حققته العيادة الثانية لتحديد النسل، أصبحت مناقشة وسائل منع [[حمل|الحمل]] علنيًا أمرًا أكثر شيوعًا، كما أصبح مصطلح «[[تحديد النسل]]» دارجًا في [[لغة|اللغة]].<ref>Engelman, pp. 141–142.</ref> ومن بين مئات المراجع عن [[تحديد النسل]] في الصحف والمجلات في عشرينيات [[القرن 19|القرن الماضي]]، فإن أكثر من ثلثيها كان يحظى باستحسان.<ref name="مولد تلقائيا3">Engelman, p. 142.</ref> إن انتشار [[تحديد النسل|وسائل منع الحمل]] على نطاق واسع تعد بمثابة تحول من [[مجتمع]] يتعامل مع [[عرف|الأعراف الجنسية]] بصرامة مُنذ [[العصر الفيكتوري|العصر الفكتوري]] إلى [[مجتمع]] أكثر تساهلًا في التعامل مع تلك [[الأعراف (توضيح)|الأعراف]]. ومن العوامل الأخرى التي غيرت من معايير التعامل مع الأعراف الجنسية: كثرة التنقل التي سهلتها [[وسيلة نقل|وسائل المواصلات]]، والتعرف على أنماط [[مدينة|الحياة الحضرية]] المُغفلة، والنشوة التي تلت [[الحرب العالمية الأولى]]. وكشف علماء الاجتماع الذين شملت استطلاعاتهم [[امرأة|المرأة]] في مدينة مونس [[إنديانا|بولاية إنديانا]] عام 1925، أن كل [[النساء (توضيح)|النساء]] من [[أرستقراطية|الطبقة الأرستقراطية]]، و80 بالمائة من النساء من الطبقة العاملة، أيدوا [[تحديد النسل]].<ref>Lynd, Robert S., Lynd, Helen Merrell (1929), ''Middletown: A Study in Modern American Culture,'' Harcourt, Brace & World, pp. 123–124.<br />Lynd cited by Engelman, p. 143.</ref> كما أن معدل المواليد قد انخفض في [[الولايات المتحدة]] 20 بالمائة بين عامي 1920و1930، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى استخدام وسائل منع الحمل.<ref>Engelman, p. 144.</ref>


=== المعارضة ===
=== المعارضة ===
على الرغم من انتشار عيادات [[تحديد النسل]] في أواخر عشرينيات [[القرن التاسع عشر]]، فإن حركة [[تحديد النسل]] كانت لا تزال تواجه تحديات كبيرة؛ فقطاعات عديدة من [[الطب|المجتمع الطبي]] كانت لا تزال تعارض [[تحديد النسل]]، كما تم إدراج العديد من أنصار تحديد النسل في القائمة السوداء [[إذاعة|لمحطات الإذاعة]]. وعلى العكس من أن [[قانون|قوانين الدولة]]، وقانون [[الحكومة الفيدرالية للولايات المتحدة|الحكومة الفيدرالية]] لم يكن معمول بها؛ فإن وسائل منع الحمل كانت لا تزال محظورة.<ref>McCann (1994), pp. 67–68 (medical resistance).<br />Chesler, p. 220 (blacklisting).<br />McCann (1994), pp. 68–69 (laws: advocates tried repeatedly from 1921 onwards to have anti-contraception laws removed from the books, but their efforts rarely made it out of committee).</ref>
على الرغم من انتشار عيادات [[تحديد النسل]] في أواخر عشرينيات [[القرن 19|القرن التاسع عشر]]، فإن حركة [[تحديد النسل]] كانت لا تزال تواجه تحديات كبيرة؛ فقطاعات عديدة من [[طب|المجتمع الطبي]] كانت لا تزال تعارض [[تحديد النسل]]، كما تم إدراج العديد من أنصار تحديد النسل في القائمة السوداء [[إذاعة|لمحطات الإذاعة]]. وعلى العكس من أن [[قانون|قوانين الدولة]]، وقانون [[الحكومة الفيدرالية للولايات المتحدة|الحكومة الفيدرالية]] لم يكن معمول بها؛ فإن وسائل منع الحمل كانت لا تزال محظورة.<ref>McCann (1994), pp. 67–68 (medical resistance).<br />Chesler, p. 220 (blacklisting).<br />McCann (1994), pp. 68–69 (laws: advocates tried repeatedly from 1921 onwards to have anti-contraception laws removed from the books, but their efforts rarely made it out of committee).</ref>
كان العدو اللدود لحركة تحديد النسل [[كاثولكية|الكنيسة الكاثولكية]]، التي حشدت [[معارضة|المعارضة]] في العديد من الأماكن طوال [[القرن التاسع عشر|عشرينيات القرن الماضي]].<ref>Engelman, pp. 146–147.</ref> أقنع [[كاثوليكية|الكاثوليك]] مجلس [[سيراكيوز، نيويورك|مدينة سيراكيوز]] بمنع [[مارجريت سانجر|سانجر]] من إلقاء خطبة عام 1924؛ ومارس "مؤتمر الرفاة الوطني" -الذي يعقده [[كاثوليكية|الكاثوليك]] سنويًا، ضغطًا مناهضًا لحركة [[تحديد النسل]]؛ وقاطعت "جمعية فرسان كولومبوس" الفنادق المضيفة للفعاليات المتعلقة ب[[تحديد النسل]]؛ ومنع أيضًا قائد الشرطة [[ألباني، نيويورك|بألباني]] -عاصمة [[ولاية نيويورك]]- سانجر من إلقاء الخطب بشكل علني؛ وخضعت العديد من [[نشر|شركات النشر الإخبارية]] هي الأخرى لضغوط من الكاثوليك لترفض تغطية المقالات المتعلقة بتحديد النسل.<ref>Engelman, pp. 147–148.<br />Chesler, p. 220 (newsreels).</ref> ومن ناحية أخرى، فقد استغلت منظمة [[تحديد النسل]] هذه الأمور لصالحها من خلال استخدام [[الصحافة]] لتوليد تعاطف جماهيري لقضية [[تحديد النسل]].<ref>Engelman, p. 148.</ref> ومع كل هذا، ظل الضغط الكاثوليكي أكثر قوة خاصة في الميدان التشريعي، حيث عملت [[ذريعة|ذريعتهم]] بأن وسائل منع الحمل غير طبيعية، وضارة، و[[فحش|فاحشة]]؛ على إعاقة العديد من المبادرات، بما في ذلك محاولة ماري دينيت عام 1924 تغيير القوانين الفيدرالية لمكافحة وسائل منع الحمل.<ref>Engelman, p. 148.<br />For a detailed discussion of religious objection to birth control, see: Tobin, Kathleen (2001), ''The American Religious Debate Over Birth Control, 1907–1937'', McFarland.</ref> وخلال عشرينيات [[القرن التاسع عشر]]، تم إنشاء العديد من عيادات تحديد النسل في جميع أنحاء الولايات المتحدة، والجدير بالذكر أن كل افتتاح كان لابد وأن يشهد حادثة.<ref>Engelman, p. 153 (number increasing).<br />Robinson, Caroline Hadley (1930), ''Seventy Birth Control Clinics'', Williams and Wilkins (70 clinics in U.S. and Britain by 1930, cited by Kennedy, p. 291).</ref> فعلى سبيل المثال، في عام 1929، عندما اقتحمت [[الشرطة|قوات الشرطة]] [[عيادة]] [[نيويورك (مدينة)|بنيويورك]]، وقامت ب[[اعتقال|إلقاء القبض]] على [[طبيب|طبيبين]] وثلاث ممرضات بتهمة توزيع معلومات -غير متعلقة بالوقاية من الأمراض- حول كيفية استخدام وسائل منع الحمل. .<ref>Engelman, p. 157.</ref> وفي غضون ذلك، حققت منظمة تحديد النسل الأمريكية انتصارًا كبيرًا في المحاكمة عندما أقر القاضي بأن استخدام وسائل منع [[الحمل]] بهدف صنع فارق أكبر بين المواليد، هو عمل طبي مشروع يصب بفائدتة لصالح صحة الأم.<ref>Engelman, p. 158.</ref> والأكثر من ذلك، فهذه [[محاكمة|المحاكمة]] التي شارك فيها العديد من الأطباء البارزين كشهود دفاع، جذبت شريحة واسعة من المجتمع الطبي لدعم دعاة [[تحديد النسل]].<ref>Engelman, pp. 157–158.</ref>
كان العدو اللدود لحركة تحديد النسل [[كاثوليكية|الكنيسة الكاثولكية]]، التي حشدت [[معارضة|المعارضة]] في العديد من الأماكن طوال [[القرن 19|عشرينيات القرن الماضي]].<ref>Engelman, pp. 146–147.</ref> أقنع [[كاثوليكية|الكاثوليك]] مجلس [[سيراكيوز (نيويورك)|مدينة سيراكيوز]] بمنع [[مارجريت سانجر|سانغر]] من إلقاء خطبة عام 1924؛ ومارس «مؤتمر الرفاة الوطني» -الذي يعقده [[كاثوليكية|الكاثوليك]] سنويًا، ضغطًا مناهضًا لحركة [[تحديد النسل]]؛ وقاطعت «جمعية فرسان كولومبوس» الفنادق المضيفة للفعاليات المتعلقة ب[[تحديد النسل]]؛ ومنع أيضًا قائد الشرطة [[ألباني (نيويورك)|بألباني]] -عاصمة [[نيويورك (ولاية)|ولاية نيويورك]]- سانجر من إلقاء الخطب بشكل علني؛ وخضعت العديد من [[نشر|شركات النشر الإخبارية]] هي الأخرى لضغوط من الكاثوليك لترفض تغطية المقالات المتعلقة بتحديد النسل.<ref>Engelman, pp. 147–148.<br />Chesler, p. 220 (newsreels).</ref> ومن ناحية أخرى، فقد استغلت منظمة [[تحديد النسل]] هذه الأمور لصالحها من خلال استخدام [[صحافة|الصحافة]] لتوليد تعاطف جماهيري لقضية [[تحديد النسل]].<ref>Engelman, p. 148.</ref> ومع كل هذا، ظل الضغط الكاثوليكي أكثر قوة خاصة في الميدان التشريعي، حيث عملت [[ذريعة (توضيح)|ذريعتهم]] بأن وسائل منع الحمل غير طبيعية، وضارة، و[[فحش|فاحشة]]؛ على إعاقة العديد من المبادرات، بما في ذلك محاولة ماري دينيت عام 1924 تغيير القوانين الفيدرالية لمكافحة وسائل منع الحمل.<ref>Engelman, p. 148.<br />For a detailed discussion of religious objection to birth control, see: Tobin, Kathleen (2001), ''The American Religious Debate Over Birth Control, 1907–1937'', McFarland.</ref> وخلال عشرينيات [[القرن 19|القرن التاسع عشر]]، تم إنشاء العديد من عيادات تحديد النسل في جميع أنحاء الولايات المتحدة، والجدير بالذكر أن كل افتتاح كان لابد وأن يشهد حادثة.<ref>Engelman, p. 153 (number increasing).<br />Robinson, Caroline Hadley (1930), ''Seventy Birth Control Clinics'', Williams and Wilkins (70 clinics in U.S. and Britain by 1930, cited by Kennedy, p. 291).</ref> فعلى سبيل المثال، في عام 1929، عندما اقتحمت [[شرطة|قوات الشرطة]] [[عيادة]] [[نيويورك|بنيويورك]]، وقامت ب[[اعتقال|إلقاء القبض]] على [[طبيب]]ين وثلاث ممرضات بتهمة توزيع معلومات -غير متعلقة بالوقاية من الأمراض- حول كيفية استخدام وسائل منع الحمل.<ref>Engelman, p. 157.</ref> وفي غضون ذلك، حققت منظمة تحديد النسل الأمريكية انتصارًا كبيرًا في المحاكمة عندما أقر القاضي بأن استخدام وسائل منع [[حمل|الحمل]] بهدف صنع فارق أكبر بين المواليد، هو عمل طبي مشروع يصب بفائدتة لصالح صحة الأم.<ref>Engelman, p. 158.</ref> والأكثر من ذلك، فهذه [[محاكمة|المحاكمة]] التي شارك فيها العديد من الأطباء البارزين كشهود دفاع، جذبت شريحة واسعة من المجتمع الطبي لدعم دعاة [[تحديد النسل]].<ref>Engelman, pp. 157–158.</ref>


=== العنصرية وعلم تحسين النسل ===
=== العنصرية وعلم تحسين النسل ===
[[ملف:Woman And The New Race.png|thumb | left|alt=An advertisement for a book entitled "Woman and the New Race". At the top is a photo of a woman, seated affectionately with her two sons.|كتاب [[مارجريت سانجر|سانجر]] التي أيدت فيه [[علم تحسين النسل]] بعنوان "[[عرق (توضيح)|المرأة والعِرق الجديد]]" عام1920 .]]
[[ملف:Woman And The New Race.png|تصغير | يمين|alt=An advertisement for a book entitled "Woman and the New Race". At the top is a photo of a woman, seated affectionately with her two sons.|كتاب [[مارجريت سانجر|سانغر]] التي أيدت فيه [[تحسين النسل|علم تحسين النسل]] بعنوان «[[عرق (توضيح)|المرأة والعِرق الجديد]]» عام 1920.]]
كان علم [[تحديد النسل]] قد أصبح ذائع الصيت ب[[الولايات المتحدة]] و[[أوروبا|أوربا]] قبل ظهور [[حركة (توضيح)|حركة]] [[تحديد النسل]]، كما كانت موضوعات هذا [[علم|العلم]] تُناقش على نطاق واسع في [[صحيفة|المقالات]]، [[محاضرة|والمحاضرات]]، و[[فيلم|الأفلام]].<ref>Engelman, p. 131.<br />[[ريتشارد لين|Lynn, Richard]], (2001), ''Eugenics: A Reassessment'', Praeger, p. 18.<br />For a detailed discussion of [[مارجريت سانجر|مارغريت سانغر]], see: Ordover, Nancy (2003), ''American eugenics: race, queer anatomy, and the science of nationalism'', University of Minnesota Press, pp. 137–158.</ref> لم يكِن [[عالم (توضيح)|علماء]] [[تحسين النسل]] نفس المشاعر تجاه [[تحديد النسل|حركة تحديد النسل]]، فالبعض كان قلقًا أن يسفر [[تحديد النسل]] عن زيادة الفارق في معدلات المواليد بين [[البيض (توضيح)|البيض]] –[[عرق قوقازي|العِرق القوقازي]]، والسود –[[أمريكيون أفارقة|الأمريكيون الأفارقة]]؛ في حين أنهم كانوا يدركون قيمة [[تحديد النسل]] كوسيلة لتحقيق [[عرق (توضيح)|التوازن العِرقي]].<ref>McCann (1994), pp. 107–110.<br />Engelman, pp. 131–132.</ref> تضافرت جهود [[زعيم (توضيح)|زعماء]] [[تحديد النسل]] بالمناداة ب[[حرية التعبير|حرية الرأي]] و[[حقوق المرأة]] بدلاً من [[تحسين النسل]] –إذ لم يكن من الأهداف المرجوة. لكن في عام 1920، تبدل الحال إذ سعى زعماء حركة [[تحديد النسل]] إلى وجود نقطة التقاء مشتركة بينهم وبين علماء [[تحسين النسل]] في سبيل تعزيز الدعم للحركة.<ref>Engelman, pp. 132–133.<br />Free speech as primary goal: McCann (2010), pp. 750–751.<br />McCann (1994), p. 59.</ref> كان كلاهما يتفقون على أن زيادة عدد المواليد هو السبب الرئيس ل[[فقر|لفقر]] و[[جريمة|الجريمة]] و[[مرض|المرض]].<ref>McCann (1994), pp. 124–125.<br />Engelman, p. 134.</ref> وفي أوائل عشرينيات [[القرن 19|القرن التاسع عشر]]، نشرت [[مارجريت سانجر|سانغر]] [[كتاب]]ين أبرزت فيهم تأييدها ل[[تحسين النسل|علم تحسين النسل]] هم: «[[مارجريت سانجر|المرأة والعِرق الجديد]]» و«[[مارجريت سانجر|المحور الحضاري]]».<ref>Engelman, pp. 132–133.</ref> أيدت [[مارجريت سانجر|سانغر]] ومناصرين «[[تحسين النسل|تحسين النسل الاتِّقائِيّ]]»، أي عدم تشجيع [[تكاثر|التناسل]] من [[أمريكيون أفارقة|السود]]؛ غير أنها لم تناصر ومؤيدوها «تحسين النسل التطويري»، بتأييدها [[ولادة|الإنجاب]] من البيض.<ref>McCann (1994), pp. 110–113.<br />Engelman, p. 134.</ref> بالإضافة إلى ذلك، أدانت [[مارجريت سانجر|سانغر]] [[موت رحيم|القتل الرحيم]] –[[قتل]] من يشكو [[مرض]]ًا عضالاً. ومن ناحية أخرى، رفض العديد من [[عالم (توضيح)|علماء]] [[تحسين النسل]] دعم حركة [[تحديد النسل]]، وذلك لإصرار [[مارجريت سانجر|سانغر]] بأن [[واجب|الواجب]] الأساسي ل[[امرأة|لمرأة]] ينبغي أن يكون لصالحها، لا لصالح [[الدولة (لقب)|الدولة]]! <ref>Engelman, p. 134.</ref>
اتفقت رؤى بعض [[زعيم (توضيح)|زعماء]] حركة [[تحديد النسل]] مع كثير من الأمريكيين البيض بأفضلية أصحاب البشرة الفاتحة على غيرهم من [[بشرة|ذوي البشرة الداكنة]]، <ref>McCann (1994), pp. 150–4. Bigotry: p. 153.<br />See also ''The Selected Papers of Margaret Sanger, Volume 1'', p. 45.</ref> إذ كانوا يرون أن عقلية [[أمريكيون أفارقة|الأمريكيين الأفارقة]] متخلفة، حيث لا يمتلكون [[كفاءة|الكفاءة]] لإدارة شؤونهم الصحية مقارنة بغيرهم من [[البيض (توضيح)|الأمريكيين البيض]]، وبالتالي يحتاجون إشرافًا خاصًا من البيض. اتهم السود –[[أمريكيون أفارقة|الأمريكيون الأفارقة]]، حركة [[تحديد النسل]] بمحاباة [[البيض (توضيح)|البيض]] إذ كان [[البيض (توضيح)|البيض]] يهيمنون على الهيئة الطبية [[تحديد النسل|ومراكز القيادة بالحركة]]، مما أدى لإثارة الريبة، وظهور فكرة «[[إبادة جماعية|الإبادة العرقية]]» كنتيجة حتمية لانتشار حركة [[تحديد النسل]] على نطاق واسع،<ref>Tone pp. 86–87: [[ماركوس غارفي]] was a black leader that opposed contraception due to fear of "extinction" of blacks.<br />McCann (1994), pp. 151–154 ("race suicide").</ref> غير أن العديد من أنصار حركة [[تحديد النسل]]، خاصة البيض، رأوا أن هذه [[شبهة|الشبهات]] ما هي إلا عدم اكتراث بوسائل منع الحمل.<ref>McCann (1994), p. 152.</ref>


[[ملف:WEB DuBois 1918.jpg|تصغير|يسار|معدول|alt=A dignified African-American man, with a mustache, dressed stylishly, sitting down.|[[دو بويز|وليام إدوارد دو بويز]] هو أحد العاملين بعيادة [[هارلم (نيويورك)|هارلم]] ل[[تحديد النسل]].<ref>Baker, p. 200.</ref>]]
كان علم [[تحديد النسل]] قد أصبح ذائع الصيت ب[[الولايات المتحدة]] و[[أوربا]] قبل ظهور [[حركة]] [[تحديد النسل]]، كما كانت موضوعات هذا [[علم|العلم]] تُناقش على نطاق واسع في [[صحف|المقالات]]، [[محاضرة|والمحاضرات]]، و[[أفلام|الأفلام]].<ref>Engelman, p. 131.<br />[[Richard Lynn|Lynn, Richard]], (2001), ''Eugenics: A Reassessment'', Praeger, p. 18.<br />For a detailed discussion of [[Margaret Sanger#Eugenics|Sanger and Eugenics]], see: Ordover, Nancy (2003), ''American eugenics: race, queer anatomy, and the science of nationalism'', University of Minnesota Press, pp. 137–158.</ref> لم يكِن [[عالم|علماء]] [[تحسين النسل]] نفس المشاعر تجاه [[تحديد النسل|حركة تحديد النسل]]، فالبعض كان قلقًا أن يسفر [[تحديد النسل]] عن زيادة الفارق في معدلات المواليد بين [[البيض (توضيح)|البيض]] –[[العرق القوقازي|العِرق القوقازي]]، والسود –[[الأمريكيون الأفارقة]]؛ في حين أنهم كانوا يدركون قيمة [[تحديد النسل]] كوسيلة لتحقيق [[عرق (توضيح)|التوازن العِرقي]].<ref>McCann (1994), pp. 107–110.<br />Engelman, pp. 131–132.</ref> تضافرت جهود [[زعيم|زعماء]] [[تحديد النسل]] بالمناداة ب[[حرية الرأي]] و[[حقوق المرأة]] بدلاً من [[تحسين النسل]] –إذ لم يكن من الأهداف المرجوة. لكن في عام 1920، تبدل الحال إذ سعى زعماء حركة [[تحديد النسل]] إلى وجود نقطة التقاء مشتركة بينهم وبين علماء [[تحسين النسل]] في سبيل تعزيز الدعم للحركة.<ref>Engelman, pp. 132–133.<br />Free speech as primary goal: McCann (2010), pp. 750–751.<br />McCann (1994), p. 59.</ref> كان كلاهما يتفقون على أن زيادة عدد المواليد هو السبب الرئيس ل[[فقر|لفقر]] و[[جريمة|الجريمة]] و[[مرض|المرض]].<ref>McCann (1994), pp. 124–125.<br />Engelman, p. 134.</ref> وفي أوائل عشرينيات [[القرن التاسع عشر]]، نشرت [[مارجريت سانجر|سانجر]] [[كتاب|كتابين]] أبرزت فيهم تأييدها ل[[علم تحسين النسل]] هم: "[[مارجريت سانجر|المرأة والعِرق الجديد]]" و "[[مارجريت سانجر|المحور الحضاري]]".<ref>Engelman, pp. 132–133.</ref> أيدت [[مارجريت سانجر|سانجر]] ومناصرين "[[تحسين النسل|تحسين النسل الاتِّقائِيّ]]"، أي عدم تشجيع [[تناسل|التناسل]] من [[الأفارقة الأمريكيون|السود]]؛ غير أنها لم تناصر ومؤيدوها "تحسين النسل التطويري"، بتأييدها [[إنجاب|الإنجاب]] من البيض.<ref>McCann (1994), pp. 110–113.<br />Engelman, p. 134.</ref> بالإضافة إلى ذلك، أدانت [[مارجريت سانجر|سانجر]] [[القتل الرحيم]] –[[قتل]] من يشكو [[مرض|مرضًا]] عضالاً. ومن ناحية أخرى، رفض العديد من [[عالم|علماء]] [[تحسين النسل]] دعم حركة [[تحديد النسل]]، وذلك لإصرار [[مارجريت سانجر|سانجر]] بأن [[الواجب]] الأساسي ل[[المرأة|لمرأة]] ينبغي أن يكون لصالحها، لا لصالح [[الدولة]]! <ref>Engelman, p. 134.</ref>
اتفقت رؤى بعض [[زعيم|زعماء]] حركة [[تحديد النسل]] مع كثير من الأمريكيين البيض بأفضلية أصحاب البشرة الفاتحة على غيرهم من [[بشرة|ذوي البشرة الداكنة]]، <ref>McCann (1994), pp. 150–4. Bigotry: p. 153.<br />See also ''The Selected Papers of Margaret Sanger, Volume 1'', p. 45.</ref> إذ كانوا يرون أن عقلية [[الأمريكيون الأفارقة|الأمريكيين الأفارقة]] متخلفة، حيث لا يمتلكون [[كفاءة|الكفاءة]] لإدارة شئونهم الصحية مقارنة بغيرهم من [[البيض (توضيح)|الأمريكيين البيض]]، وبالتالي يحتاجون إشرافًا خاصًا من البيض. اتهم السود –[[الأمريكيون الأفارقة]]، حركة [[تحديد النسل]] بمحاباة [[البيض]] إذ كان [[البيض]] يهيمنون على الهيئة الطبية [[تحديد النسل|ومراكز القيادة بالحركة]]، مما أدى لإثارة الريبة، وظهور فكرة "[[إبادة عرقية|الإبادة العرقية]]" كنتيجة حتمية لانتشار حركة [[تحديد النسل]] على نطاق واسع، <ref>Tone pp. 86–87: [[Marcus Garvey]] was a black leader that opposed contraception due to fear of "extinction" of blacks.<br />McCann (1994), pp. 151–154 ("race suicide").</ref> غير أن العديد من أنصار حركة [[تحديد النسل]]، خاصة البيض، رأوا أن هذه [[شبهة|الشبهات]] ما هي إلا عدم اكتراث بوسائل منع الحمل.<ref>McCann (1994), p. 152.</ref>


وبالرغم من هذه الشكوك، كان يوجد العديد من الزعماء [[أمريكيون أفارقة|الأمريكيين الأفارقة]] يبذلون الكثير من الجهود لدعم [[تحديد النسل|حركة تحديد النسل]] في [[مجتمع|مجتمعات الأفارقة]] [[الولايات المتحدة|بالولايات المتحدة]]. ففي عام 1929، طلب [[مجتمع|الباحث الاجتماعي]]، وزعيم الرابطة الحضرية [[نيويورك (توضيح)|بنيويورك]]، جيمس هوبرت، من [[مارجريت سانجر|سانغر]] أن تقوم بإنشاء [[عيادة]] ل[[تحديد النسل]] بحي [[هارلم (نيويورك)|هارلم]] -أحد أحياء [[نيويورك]].<ref>Hajo, p. 85.<br />Engelman, p. 160.</ref> وفي عام 1930، أنشأت سانجر [[عيادة|العيادة]] بعد حصولها على [[تمويل]] من صندوق «روزين والد». كان جميع من يعمل بالعيادة من أصل [[إفريقيا|أفريقي]]، <ref>Engelman, p. 160.</ref> بدءًا من [[طبيب|الأطباء]] العاملين بها؛ حتى المجلس الاستشاري، إذ كان يتكون من [[طبيب|أطباء]]، [[ممرض|وممرضين]]، و[[دين (توضيح)|رجال دين]]، و[[صحفي]]ين، إلى جانب [[مجتمع|أخصائيين اجتماعيين]] –كلهم من أصل [[إفريقيا|أفريقي]].<ref name=H85>Hajo, p. 85.</ref> انتشرت هذه الأخبار في [[صحيفة|الصحافة الأمريكية الأفريقية]] و[[كنيسة|الكنائس]]، ونالت استحسان أحد مؤسسي [[رابطة (توضيح)|الرابطة]] الوطنية لتحسين أوضاع [[مواطنة|المواطنين]] الملونين (السود) NAACP، وهو «[[دو بويز|وليام إدوارد دو بويز]]». وفي أوائل أربعينيات [[القرن 19|القرن التاسع عشر]]، قام «الاتحاد الأمريكي لتحديد النسل» بتدشين حملة «مشروع [[زنج|الزنوج]]»، وتولت إدارتها «قطاع خدمة [[زنج|الزنوج]]» في الاتحاد نفسه.<ref>McCann (1994), pp. 160–161.<br />Engelman, pp. 175–177.</ref> وقد سعى المشرفون على «[[زنج|مشروع الزنوج]]» لتحقيق نفس أهداف عيادة هارلم بتحسين كل من صحة الأم والأطفال.<ref>McCann (1994), p. 166.</ref> ومن خلال خبرات [[مارجريت سانجر|سانغر]] في [[هارلم (نيويورك)|عيادة هارلم]]، رأت سانجر أن [[أمريكيون أفارقة|الأمريكيين الأفارقة]] يميلون بدرجة أكبر إلى اتباع إرشادات [[طبيب|الأطباء]] من نفس [[عرقية (توضيح)|عرقهم]]، لكن قادة آخرون رأوا ضرورة الاعتماد على [[البيض (توضيح)|الأمريكيين البيض]] في حملات التوعية، بل أصروا على ذلك! <ref>McCann (1994), p. 163.</ref> وعملت الممارسات التمييزية والتصريحات التي أدلى بها قادة حركة [[تحديد النسل]] بين عامي 1920 و1940 إلى استمرار المزاعم حول «[[عنصرية|عنصرية الحركة]]».<ref>McCann (1994), pp. 168–173.<br />{{استشهاد بدورية محكمة |صحيفة=Margaret Sanger Papers Project Newsletter |مسار=http://www.nyu.edu/projects/sanger/secure/newsletter/articles/bc_or_race_control.html |عنوان=Birth Control or Race Control? Sanger and the Negro Project |العدد=28 |تاريخ=14 November 2002 |ناشر=Margaret Sanger Papers Project |تاريخ الوصول=25 January 2009 |مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20130918034630/http://www.nyu.edu/projects/sanger/secure/newsletter/articles/bc_or_race_control.html |تاريخ أرشيف=18 سبتمبر 2013 |حالة المسار=dead }}<br />Allegations of racism can be found in Franks, Angela (2005), ''Margaret Sanger's Eugenic Legacy: The Control of Female Fertility'', McFarland; and in [[أنجيلا ديفيس|أنغيلا ديفيس]] (1981), ''Women, Race, and Class''.</ref>
[[ملف:WEB DuBois 1918.jpg|thumb|left|upright|alt=A dignified African-American man, with a mustache, dressed stylishly, sitting down.|[[دو بويز|وليام إدوارد دو بويز]] هو أحد العاملين بعيادة [[هارلم (نيويورك)|هارلم]] ل[[تحديد النسل]].<ref>Baker, p. 200.</ref>]]

وبالرغم من هذه الشكوك، كان يوجد العديد من الزعماء [[الأفارقة الأمريكيون|الأمريكيين الأفارقة]] يبذلون الكثير من الجهود لدعم [[تحديد النسل|حركة تحديد النسل]] في [[مجتمع|مجتمعات الأفارقة]] [[الولايات المتحدة|بالولايات المتحدة]]. ففي عام 1929، طلب [[مجتمع|الباحث الاجتماعي]]، وزعيم الرابطة الحضرية [[نيويورك (توضيح)|بنيويورك]]، جيمس هوبرت، من [[مارجريت سانجر|سانجر]] أن تقوم بإنشاء [[عيادة]] ل[[تحديد النسل]] بحي [[هارلم (نيويورك)|هارلم]] -أحد أحياء [[نيويورك]].<ref>Hajo, p. 85.<br />Engelman, p. 160.</ref> وفي عام 1930، أنشأت سانجر [[عيادة|العيادة]] بعد حصولها على [[تمويل]] من صندوق "روزين والد". كان جميع من يعمل بالعيادة من أصل [[أفريقيا|أفريقي]]، <ref>Engelman, p. 160.</ref> بدءًا من [[طبيب|الأطباء]] العاملين بها؛ حتى المجلس الاستشاري، إذ كان يتكون من [[طبيب|أطباء]]، [[ممرض|وممرضين]]، و[[دين|رجال دين]]، و[[صحفي|صحفيين]]، إلى جانب [[مجتمع|أخصائيين اجتماعيين]] –كلهم من أصل [[أفريقيا|أفريقي]].<ref name=H85>Hajo, p. 85.</ref> انتشرت هذه الأخبار في [[صحف|الصحافة الأمريكية الأفريقية]] و[[كنائس|الكنائس]]، ونالت استحسان أحد مؤسسي [[رابطة|الرابطة]] الوطنية لتحسين أوضاع [[مواطن|المواطنين]] الملونين (السود) NAACP، وهو "[[دو بويز|وليام إدوارد دو بويز]]". وفي أوائل أربعينيات [[القرن التاسع عشر]]، قام "الاتحاد الأمريكي لتحديد النسل" بتدشين حملة "مشروع [[الزنوج]]"، وتولت إدارتها "قطاع خدمة [[الزنوج]]" في الاتحاد نفسه.<ref>McCann (1994), pp. 160–161.<br />Engelman, pp. 175–177.</ref> وقد سعى المشرفون على "[[الزنوج|مشروع الزنوج]]" لتحقيق نفس أهداف عيادة هارلم بتحسين كل من صحة الأم والأطفال.<ref>McCann (1994), p. 166.</ref> ومن خلال خبرات [[مارجريت سانجر|سانجر]] في [[هارلم (نيويورك)|عيادة هارلم]]، رأت سانجر أن [[الأفارقة الأمريكيون|الأمريكيين الأفارقة]] يميلون بدرجة أكبر إلى اتباع إرشادات [[طبيب|الأطباء]] من نفس [[عرقية (توضيح)|عرقهم]]، لكن قادة آخرون رأوا ضرورة الاعتماد على [[البيض (توضيح)|الأمريكيين البيض]] في حملات التوعية، بل أصروا على ذلك! <ref>McCann (1994), p. 163.</ref> وعملت الممارسات التمييزية والتصريحات التي أدلى بها قادة حركة [[تحديد النسل]] بين عامي 1920 و 1940 إلى استمرار المزاعم حول "[[عنصرية|عنصرية الحركة]]".<ref>McCann (1994), pp. 168–173.<br />{{cite journal |journal=Margaret Sanger Papers Project Newsletter |url=http://www.nyu.edu/projects/sanger/secure/newsletter/articles/bc_or_race_control.html |title=Birth Control or Race Control? Sanger and the Negro Project |issue=28 |date=14 November 2002|publisher=Margaret Sanger Papers Project |accessdate=25 January 2009}}<br />Allegations of racism can be found in Franks, Angela (2005), ''Margaret Sanger's Eugenic Legacy: The Control of Female Fertility'', McFarland; and in [[Angela Davis|Davis, Angela]] (1981), ''Women, Race, and Class''.</ref>


=== الانتشار الهائل لوسائل منع الحمل ===
=== الانتشار الهائل لوسائل منع الحمل ===
في عام 1930، قامت إحدى [[شركة|شركات]] تصنيع [[الواقي الذكري]] برفع [[دعوى قضائية]] ضد أخرى فيما يعرف [[قضية|بقضية]] "يونجز روبر"، أكد [[قاضي|القاضي]] خلالها بأن تصنيع [[الحمل|وسائل منع الحمل]] هو عمل تجاري مشروع، كما أقر بأن حظر القانون الفيدرالي إرسال [[الواقي الذكري|الواقيات الذكرية]] عن طريق [[البريد]] لم يكن سليمًا من [[قانون|الناحية القانونية]].<ref>Engelman, p. 166. The case was ''Youngs Rubber Corporation v. C. I. Lee and Co, Inc.'' 1930, 45 F. 2d 103.</ref> ومن ناحية اخرى، طلبت [[مارجريت سانجر|سانجر]] شراء حجاب عازل أنثوي من [[اليابان]] عام 1932 على أمل أن تفوز بمعركة قضائية، <ref>Engelman, p. 166.</ref> وسرعان ما أحرزت [[مارجريت سانجر|سانجر]] نصرًا قانونيًا آخر؛ إذ صادرت [[الحكومة الأمريكية]] الحجاب العازل، فقامت [[مارجريت سانجر|سانجر]] على الفور بتحدٍ جديد نتج عنه "الحزمة القانونية الواحدة" عام 1936، التي أصدرها [[قاضي|القاضي]] أوغسطس هاند. ألغت قرارات هاند قوانين مكافحة وسائل منع الحمل، التي تحظر امتلاك [[طبيب|الأطباء]] لأي من تلك الوسائل. كان لتلك الحكمين في ثلاثينيات القرن التاسع عشر دورهما في تسهيل الحصول على وسائل منع الحمل. .<ref>Engelman, pp. 167–168.<br />Rose, Melody, ''Abortion: A Documentary and Reference Guide'', ABC-CLIO, 2008, p. 29.<br />Tone, p. 178: Tone calls the ruling a ''coup d'etat'' for Sanger.</ref> وبالإضافة إلى ذلك، فقد تلى هذا الانتصار اعتماد [[الجمعية الطبية الأمريكية]] [[الحمل|وسائل منع الحمل]] نهائية كواحدة من الخدمات الطبية العادية، واعتبارها عنصر رئيس في [[منهج دراسي|المناهج الدراسية]].<ref>Engelman, pp. 169–170.<br />[http://asteria.fivecolleges.edu/findaids/sophiasmith/mnsss43_bioghist.html "Biographical Note", Smith College, Margaret Sangers Papers]. Retrieved 15 October 2011.</ref> بيد أن الأوساط الطبية لم تتواكب مع هذا التغيير بسرعة؛ فظل [[النساء]] يتبعون تعليمات خطرة وغير مناسبة، من مصادر ليست محل ثقة، حول كيفية استخدام وسائل [[الحمل|منع الحمل]].<ref>Tone, p. 155.</ref>
في عام 1930، قامت إحدى [[شركة|شركات]] تصنيع [[عازل ذكري|الواقي الذكري]] برفع [[دعوى قضائية]] ضد أخرى فيما يعرف [[قضية (توضيح)|بقضية]] «يونجز روبر»، أكد [[قاض|القاضي]] خلالها بأن تصنيع [[حمل|وسائل منع الحمل]] هو عمل تجاري مشروع، كما أقر بأن حظر القانون الفيدرالي إرسال [[عازل ذكري|الواقيات الذكرية]] عن طريق [[بريد (توضيح)|البريد]] لم يكن سليمًا من [[قانون|الناحية القانونية]].<ref>Engelman, p. 166. The case was ''Youngs Rubber Corporation v. C. I. Lee and Co, Inc.'' 1930, 45 F. 2d 103.</ref> ومن ناحية أخرى، طلبت [[مارجريت سانجر|سانغر]] شراء حجاب عازل أنثوي من [[اليابان]] عام 1932 على أمل أن تفوز بمعركة قضائية، <ref>Engelman, p. 166.</ref> وسرعان ما أحرزت [[مارجريت سانجر|سانغر]] نصرًا قانونيًا آخر؛ إذ صادرت [[الحكومة الفيدرالية للولايات المتحدة|الحكومة الأمريكية]] الحجاب العازل، فقامت [[مارجريت سانجر|سانغر]] على الفور بتحدٍ جديد نتج عنه «الحزمة القانونية الواحدة» عام 1936، التي أصدرها [[قاض|القاضي]] أوغسطس هاند. ألغت قرارات هاند قوانين مكافحة وسائل منع الحمل، التي تحظر امتلاك [[طبيب|الأطباء]] لأي من تلك الوسائل. كان لتلك الحكمين في ثلاثينيات القرن التاسع عشر دورهما في تسهيل الحصول على وسائل منع الحمل.<ref>Engelman, pp. 167–168.<br />Rose, Melody, ''Abortion: A Documentary and Reference Guide'', ABC-CLIO, 2008, p. 29.<br />Tone, p. 178: Tone calls the ruling a ''coup d'etat'' for Sanger.</ref> وبالإضافة إلى ذلك، فقد تلى هذا الانتصار اعتماد [[الجمعية الطبية الأمريكية]] [[حمل|وسائل منع الحمل]] نهائية كواحدة من الخدمات الطبية العادية، واعتبارها عنصر رئيس في [[منهج دراسي|المناهج الدراسية]].<ref>Engelman, pp. 169–170.<br />[http://asteria.fivecolleges.edu/findaids/sophiasmith/mnsss43_bioghist.html "Biographical Note", Smith College, Margaret Sangers Papers]. Retrieved 15 October 2011. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20161206064237/http://asteria.fivecolleges.edu/findaids/sophiasmith/mnsss43_bioghist.html |date=06 ديسمبر 2016}}</ref> بيد أن الأوساط الطبية لم تتواكب مع هذا التغيير بسرعة؛ فظل [[النساء (توضيح)|النساء]] يتبعون تعليمات خطرة وغير مناسبة، من مصادر ليست محل ثقة، حول كيفية استخدام وسائل [[حمل|منع الحمل]].<ref>Tone, p. 155.</ref>
وبحلول عام 1938، تجاوز العائد من [[الصناعة]] ال250 مليون دولار في العام الواحد، ويرجع ذلك لوجود أكثر من 400 [[شركة]] مُصنعة لوسائل [[الحمل|منع الحمل]]، وتوافر أكثر من 600 [[علامة تجارية]] لوسائل منع الحمل الخاصة [[النساء|بالنساء]].<ref>Engelman, p. 167.</ref> كان يمكن شراء [[واقي ذكري|الواقيات الذكرية]] عبر ماكينات البيع الموجودة في بعض دورات المياه العامة، والجدير بالذكر أن الرجال كانوا ينفقون على [[الواقي الذكري|الواقيات الذكرية]] ضعف ما كانوا ينفقونه على [[ماكينة حلاقة|ماكينات الحلاقة]].<ref>Engelman, p. 167.<br />Tone, p. 136.</ref> وفي نفس الوقت الذي انتشرت فيه [[الواقي الذكري|الواقيات الذكرية]] انتشارًا كبيرًا في ثلاثينيات [[القرن التاسع عشر]]، عملت القيادات النسائية بحركة [[تحديد النسل]] على تطوير وسائل منع الحمل الخاصة [[النساء (توضيح)|بالاستعمال النسائي]]، إذ كانوا يعتقدون أن [[تحديد النسل]] هو أمر يجب قصره على [[النساء]] فقط، وهي [[أفكار|الأفكار]] التي أدت في نهاية المطاف إلى ظهور [[حبوب منع الحمل]] فيما بعد.<ref>Tone, p. 108–110.</ref> أنشأ [[أنصار]] [[تحديد النسل]] شركة "هولاند - رانتوس" بغاية إنتاج المزيد من وسائل منع الحمل عالية الجودة، ووضعت الشركة تصنيع الحجاب العازل الأنثوي في المقام الأول، الذي أوصت [[مارجريت سانجر|سانجر]] باستخدامه كوسيلة مثلى لمنع الحمل.<ref>Tone, pp. 127–128. Holland–Rantos was founded in 1925.</ref> ومع أواخر ثلاثينيات [[القرن التاسع عشر]]، أصبح الحجاب العازل –ذو الهُلام [[نطفة|المُبيد للنطاف]]، هو النموذج الأكثر شيوعًا لمنع الحمل.<ref>Tone, p. 117.</ref> وفي عام 1938، شكلت وسائل منع [[الحمل]] [[الإناث|للإناث]] نسبة 85% من المبيعات السنوية لوسائل منع [[الحمل]].<ref>Tone, p. 152.</ref>
وبحلول عام 1938، تجاوز العائد من [[صناعة|الصناعة]] ال250 مليون دولار في العام الواحد، ويرجع ذلك لوجود أكثر من 400 [[شركة]] مُصنعة لوسائل [[حمل|منع الحمل]]، وتوافر أكثر من 600 [[علامة تجارية]] لوسائل منع الحمل الخاصة [[النساء (توضيح)|بالنساء]].<ref>Engelman, p. 167.</ref> كان يمكن شراء [[عازل ذكري|الواقيات الذكرية]] عبر ماكينات البيع الموجودة في بعض دورات المياه العامة، والجدير بالذكر أن الرجال كانوا ينفقون على [[عازل ذكري|الواقيات الذكرية]] ضعف ما كانوا ينفقونه على [[شفرة حلاقة|ماكينات الحلاقة]].<ref>Engelman, p. 167.<br />Tone, p. 136.</ref> وفي نفس الوقت الذي انتشرت فيه [[عازل ذكري|الواقيات الذكرية]] انتشارًا كبيرًا في ثلاثينيات [[القرن 19|القرن التاسع عشر]]، عملت القيادات النسائية بحركة [[تحديد النسل]] على تطوير وسائل منع الحمل الخاصة [[النساء (توضيح)|بالاستعمال النسائي]]، إذ كانوا يعتقدون أن [[تحديد النسل]] هو أمر يجب قصره على [[النساء (توضيح)|النساء]] فقط، وهي [[أفكار (توضيح)|الأفكار]] التي أدت في نهاية المطاف إلى ظهور [[حبوب منع الحمل]] فيما بعد.<ref>Tone, p. 108–110.</ref> أنشأ [[الأنصار|أنصار]] [[تحديد النسل]] شركة «هولاند - رانتوس» بغاية إنتاج المزيد من وسائل منع الحمل عالية الجودة، ووضعت الشركة تصنيع الحجاب العازل الأنثوي في المقام الأول، الذي أوصت [[مارجريت سانجر|سانغر]] باستخدامه كوسيلة مثلى لمنع الحمل.<ref>Tone, pp. 127–128. Holland–Rantos was founded in 1925.</ref> ومع أواخر ثلاثينيات [[القرن 19|القرن التاسع عشر]]، أصبح الحجاب العازل –ذو الهُلام [[حيوان منوي|المُبيد للنطاف]]، هو النموذج الأكثر شيوعًا لمنع الحمل.<ref>Tone, p. 117.</ref> وفي عام 1938، شكلت وسائل منع [[حمل|الحمل]] [[أنثى|للإناث]] نسبة 85% من المبيعات السنوية لوسائل منع [[حمل|الحمل]].<ref>Tone, p. 152.</ref>


[[ملف:Contraceptive diaphragm.jpg|يسار|alt=A diaphragm contraceptive device, shown with its box, and a coin (it is about 3 times wider than the quarter).|تصغير|[[حجاب حاجز|الحجاب الحاجز الأنثوي]] هو أشهر الوسائل لمنع الحمل قبل ظهور حبوب منع الحمل.]]
=== جمعية تنظيم الأسرة الأمريكية ===
=== جمعية تنظيم الأسرة الأمريكية ===
ساعدت قرارات [[قاض|القاضي]] أوجستين هاند على التعاون بين كل من [[تحديد النسل|منظمة تحديد النسل الأمريكية]] ومكتب البحوث السريرية لتحديد النسل، الذين وحدوا قواهم لتكوين قوة دفاعية أكثر تأثيرًا، <ref>Engelman, pp. 170–171.</ref> ولهذا تم تشكيل المجلس الأمريكي لتحديد النسل عام 1937، تحت قيادة سانجر، لإحداث الدمج بين [[منظمة|المنظمتين]]. ساهمت جهود [[مارجريت سانجر|سانغر]] على دمج [[منظمة|المنظمتين]] أخيرًا عام 1939 في منظمة واحدة أطلق عليها «[[تحديد النسل|الاتحاد الأمريكي لتحديد النسل]]».<ref>Engelman, p. 171.<br />NYU Margaret Sanger Papers Project [http://www.nyu.edu/projects/sanger/secure/aboutms/organization_bcca.html "Birth Control Council of America".] Retrieved 12 October 2011. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20130922075156/http://www.nyu.edu/projects/sanger/secure/aboutms/organization_bcca.html |date=22 سبتمبر 2013}}</ref> وعلى الرغم من استمرار [[مارجريت سانجر|سانغر]] كقائدة للمنظمة، فإنها لم تعد تمارس النفوذ نفسه الذي كانت تحظى به في بداية ظهور حركة تحديد النسل، <ref>[http://www.nyu.edu/projects/sanger/secure/aboutms/organization_ppfa.html NYU Margaret Sanger Papers Project]. Retrieved 12 October 2011.<br />Date of merger recorded as 1938 (not 1939) in: O'Connor, Karen (2010), ''Gender and Women's Leadership: A Reference Handbook'', p. 743. O'Connor cites Gordon (1976). {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20130827144718/http://www.nyu.edu/projects/sanger/secure/aboutms/organization_ppfa.html |date=27 أغسطس 2013}}</ref> ومن الأدلة على ذلك تغيير القوى الأكثر تحفظًا [[منظمة|بالمنظمة]] اسمها ليصبح «اتحاد تنظيم الأسرة الأمريكية»، وهو الاسم نفسه الذي لاقى [[اعتراض (معان)|اعتراضًا]] من [[مارجريت سانجر|سانغر]] آنفًا باعتباره «تلطيفي».<ref>Chesler, p. 393.<br />Engelman, pp. 178–179.<br />[http://www.nyu.edu/projects/sanger/secure/aboutms/organization_ppfa.html MS Papers: Planned Parenthood] (retrieved 14 October 2011). {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20130827144718/http://www.nyu.edu/projects/sanger/secure/aboutms/organization_ppfa.html |date=27 أغسطس 2013}}</ref> وبعد [[الحرب العالمية الثانية]]، صرف رؤساء «[[تنظيم الأسرة|اتحاد تنظيم الأسرة الأمريكية]]» نظرهم عن «[[نسوية|النسوية الراديكالية]]»، وركزوا على مواضيع أكثر اعتدالًا مثل [[تنظيم الأسرة]] و[[شعب|السياسة السكانية]].<ref>McCann (1994), pp. 1–2.</ref> وفي نفس وقت تشكيل «جمعية تنظيم الأسرة الأمريكية»، كادت [[تحديد النسل|حركة تحديد النسل الأمريكية]] تقترب من [[قانون|تقنين]] استخدام وسائل منع الحمل.<ref>Engelman, pp. 181–186.</ref> ففي عام 1942، كانت هناك أكثر من 400 [[مؤسسة]] ل[[تحديد النسل]] في [[الولايات المتحدة]]، واعترفت [[طب|الأوساط الطبية]] بوسائل منع الحمل بالكامل، كما أن قوانين كومستوك المناهضة لوسائل منع الحمل كانت نادرًا ما تطبق- إذ كانت نصوصًا في [[كتاب|كتب]]! <ref>Engelman, p. 171 (400 organizations).</ref>

[[ملف:Contraceptive diaphragm.jpg|left|alt=A diaphragm contraceptive device, shown with its box, and a coin (it is about 3 times wider than the quarter).|thumb|[[حجاب حاجز|الحجاب الحاجز الأنثوي]] هو أشهر الوسائل لمنع الحمل قبل ظهور حبوب منع الحمل .]]

ساعدت قرارات [[قاضي|القاضي]] أوجستين هاند على التعاون بين كل من [[تحديد النسل|منظمة تحديد النسل الأمريكية]] ومكتب البحوث السريرية لتحديد النسل، الذين وحدوا قواهم لتكوين قوة دفاعية أكثر تأثيرًا، <ref>Engelman, pp. 170–171.</ref> ولهذا تم تشكيل المجلس الأمريكي لتحديد النسل عام 1937، تحت قيادة سانجر، لإحداث الدمج بين [[منظمة|المنظمتين]]. ساهمت جهود [[مارجريت سانجر|سانجر]] على دمج [[منظمة|المنظمتين]] أخيرًا عام 1939 في منظمة واحدة أطلق عليها "[[تحديد النسل|الاتحاد الأمريكي لتحديد النسل]]".<ref>Engelman, p. 171.<br />NYU Margaret Sanger Papers Project [http://www.nyu.edu/projects/sanger/secure/aboutms/organization_bcca.html "Birth Control Council of America".] Retrieved 12 October 2011.</ref> وعلى الرغم من استمرار [[مارجريت سانجر|سانجر]] كقائدة للمنظمة، فإنها لم تعد تمارس النفوذ نفسه الذي كانت تحظى به في بداية ظهور حركة تحديد النسل، <ref>[http://www.nyu.edu/projects/sanger/secure/aboutms/organization_ppfa.html NYU Margaret Sanger Papers Project]. Retrieved 12 October 2011.<br />Date of merger recorded as 1938 (not 1939) in: O'Connor, Karen (2010), ''Gender and Women's Leadership: A Reference Handbook'', p. 743. O'Connor cites Gordon (1976).</ref> ومن الأدلة على ذلك تغيير القوى الأكثر تحفظًا [[منظمة|بالمنظمة]] اسمها ليصبح "اتحاد تنظيم الأسرة الأمريكية"، وهو الاسم نفسه الذي لاقى [[اعتراض (معان)|اعتراضًا]] من [[مارجريت سانجر|سانجر]] آنفًا باعتباره "تلطيفي".<ref>Chesler, p. 393.<br />Engelman, pp. 178–179.<br />[http://www.nyu.edu/projects/sanger/secure/aboutms/organization_ppfa.html MS Papers: Planned Parenthood] (retrieved 14 October 2011).</ref> وبعد [[الحرب العالمية الثانية]]، صرف رؤساء " [[تنظيم الأسرة|اتحاد تنظيم الأسرة الأمريكية]]" نظرهم عن "[[النسوية|النسوية الراديكالية]]"، وركزوا على مواضيع أكثر اعتدالًا مثل [[تنظيم الأسرة]] و[[السكان|السياسة السكانية]].<ref>McCann (1994), pp. 1–2.</ref> وفي نفس وقت تشكيل "جمعية تنظيم الأسرة الأمريكية"، كادت [[تحديد النسل|حركة تحديد النسل الأمريكية]] تقترب من [[قانون|تقنين]] استخدام وسائل منع الحمل.<ref>Engelman, pp. 181–186.</ref> ففي عام 1942، كانت هناك أكثر من 400 [[مؤسسة]] ل[[تحديد النسل]] في [[الولايات المتحدة]]، واعترفت [[الطب|الأوساط الطبية]] بوسائل منع الحمل بالكامل، كما أن قوانين كومستوك المناهضة لوسائل منع الحمل كانت نادرًا ما تطبق- إذ كانت نصوصًا في [[كتاب|كتب]]! <ref>Engelman, p. 171 (400 organizations).</ref>


== ما بعد تقنين وسائل منع الحمل ==
== ما بعد تقنين وسائل منع الحمل ==
تلت [[الحرب العالمية الثانية]] [[حقبة]] جديدة أخذت فيها المناداة ب[[حقوق الإنجاب]] منحى جديد إذ تم التركيز على [[الإجهاض]]، و[[التمويل|التمويل العام]]، و[[التأمين|التغطية التأمينية]].<ref>Engelman, p 186.</ref> كذلك فإن دعم [[تحديد النسل]] أخذ يتطبع بتوجة عالمي من حيث الاندماج بين [[منظمة|المنظمات]]. وفي عام 1946، ساعدت [[مارجريت سانجر|سانجر]] على إنشاء اللجنة الدولية المعنية ب[[تنظيم الأسرة]]، التي تطورت فيما بعد لتصبح "[[تنظيم الأسرة|الاتحاد الدولي لتنظيم الأسرة]]"، والذي سرعان ما أصبح أكبر [[منظمة غير حكومية]] لتنظيم الأسرة في [[العالم]].<ref>Esser-Stuart, Joan E., "Margaret Higgins Sanger", in ''Encyclopedia of Social Welfare History in North America'', Herrick, John and Stuart, Paul (Eds), SAGE, 2005, p. 323.</ref> وفي عام 1952، أسس جون روكلفرالثالث مجلس السكان الذي أثر تأثيرًا فعالًا من خلال مجهوداته آنذاك.
تلت [[الحرب العالمية الثانية]] [[حقبة (جيولوجيا)|حقبة]] جديدة أخذت فيها المناداة ب[[حقوق الإنجاب]] منحى جديد إذ تم التركيز على [[إجهاض|الإجهاض]]، و[[تمويل|التمويل العام]]، و[[تأمين|التغطية التأمينية]].<ref>Engelman, p 186.</ref> كذلك فإن دعم [[تحديد النسل]] أخذ يتطبع بتوجة عالمي من حيث الاندماج بين [[منظمة|المنظمات]]. وفي عام 1946، ساعدت [[مارجريت سانجر|سانغر]] على إنشاء اللجنة الدولية المعنية ب[[تنظيم الأسرة]]، التي تطورت فيما بعد لتصبح «[[تنظيم الأسرة|الاتحاد الدولي لتنظيم الأسرة]]»، والذي سرعان ما أصبح أكبر [[منظمة غير حكومية]] لتنظيم الأسرة في [[العالم]].<ref>Esser-Stuart, Joan E., "Margaret Higgins Sanger", in ''Encyclopedia of Social Welfare History in North America'', Herrick, John and Stuart, Paul (Eds), SAGE, 2005, p. 323.</ref> وفي عام 1952، أسس جون روكلفرالثالث مجلس السكان الذي أثر تأثيرًا فعالًا من خلال مجهوداته آنذاك.
كان [[السكان|الانفجار السكاني]] قضية أساسية تثير الكثير من القلق خلال ستينيات [[القرن التاسع عشر]]، وبالتبعية وَلدت هذه [[قضية|القضية]] قلقًا إزاء قضايا أخرى ك[[التلوث|مشكلة التلوث]]، و[[المجاعات|نقص الغذاء]]، و[[مستوى المعيشة|نوعية الحياة]]؛ وهو ما أدى بدوره إلى [[تمويل]] حملات التوعية ب[[تنظيم الأسرة]] [[تمويل|تمويلًا]] أكبر عن ذي قبل في جميع أنحاء [[العالم]].<ref>Tone, pp. 207–208, 265–266.</ref>
كان [[شعب|الانفجار السكاني]] قضية أساسية تثير الكثير من القلق خلال ستينيات [[القرن 19|القرن التاسع عشر]]، وبالتبعية وَلدت هذه [[قضية (توضيح)|القضية]] قلقًا إزاء قضايا أخرى ك[[تلوث|مشكلة التلوث]]، و[[مجاعة|نقص الغذاء]]، و[[مستوى المعيشة|نوعية الحياة]]؛ وهو ما أدى بدوره إلى [[تمويل]] حملات التوعية ب[[تنظيم الأسرة]] [[تمويل]]ًا أكبر عن ذي قبل في جميع أنحاء [[العالم]].<ref>Tone, pp. 207–208, 265–266.</ref>
تناول [[مؤتمر|المؤتمر الدولي للسكان والتنمية]] عام 1994، والمؤتمر العالمي الرابع للمرأة عام 1995؛ [[تحديد النسل]]، كما ناقش التصريحات المؤثرة المعنية ب[[حقوق الإنسان]]، التي أكدت على [[حق]] المرأة الكامل في [[الإجهاض]].<ref>{{cite journal |last=Cook |first=Rebecca J. |coauthors=Mahmoud F. Fathalla |year=1996 |month=September |title=Advancing Reproductive Rights Beyond Cairo and Beijing |journal=International Family Planning Perspectives |volume=22 |issue=3 |pages=115–121 |doi=10.2307/2950752}}<br />See also: Petchesky, Rosalind Pollack (2001), "Reproductive Politics", in ''The Oxford Companion to Politics of the World'', Joël Krieger, Margaret E. Crahan (Eds.), Oxford University Press, pp. 726–727.</ref>
تناول [[مؤتمر|المؤتمر الدولي للسكان والتنمية]] عام 1994، والمؤتمر العالمي الرابع للمرأة عام 1995؛ [[تحديد النسل]]، كما ناقش التصريحات المؤثرة المعنية ب[[حقوق الإنسان]]، التي أكدت على [[حق]] المرأة الكامل في [[إجهاض|الإجهاض]].<ref>{{استشهاد بدورية محكمة|الأخير=Cook |الأول=Rebecca J. |المؤلفون=Mahmoud F. Fathalla | تاريخ = September 1996 |عنوان=Advancing Reproductive Rights Beyond Cairo and Beijing |مسار=https://archive.org/details/sim_international-family-planning-perspectives_1996-09_22_3/page/115 |صحيفة=International Family Planning Perspectives |المجلد=22 |العدد=3 |صفحات=115–121 |doi=10.2307/2950752}}<br />See also: Petchesky, Rosalind Pollack (2001), "Reproductive Politics", in ''The Oxford Companion to Politics of the World'', Joël Krieger, Margaret E. Crahan (Eds.), Oxford University Press, pp. 726–727.</ref>
وفي [[الولايات المتحدة]]، غيرت سلسلة من الإجراءات القانونية في ستينيات [[القرن التاسع عشر]] خريطة [[حقوق الإنجاب|الحقوق الإنجابية]]؛ ففي عام 1965، قضت [[المحكمة العليا]] في دعوى "جرينولد ضد كونيكتكت" بعدم [[دستور|دستورية]] ما أقرته [[الحكومة]] من [[حظر]] استخدام [[زوج|الزوجين]] [[الحمل|وسائل منع الحمل]]. وفي عام 1967، [[اعتقال|اُعتقل]] [[ناشط|الناشط]] بيل بايرد [[اتهام|بتهمة]] توزيع الرغوة –المبيدة للنُطاف، و[[واقي ذكري]] لطالب خلال [[محاضرة]] عن [[تحديد النسل]] و[[الإجهاض]] ب[[جامعة بوسطن]]. طعن بايرد على [[حكم|الحكم]] الصادر ضده في [[قضية|قضيته]] "بايرد ضد آيزنشتات" عام 1972؛ فاتسعت آفاق [[قضية|القضية]] لتشمل استخدام [[الحمل|وسائل منع الحمل]] لغير المتزوجين إلى جانب المتزوجين، وفي نهاية المطاف أقرت [[المحكمة العليا]] بأن استخدام وسائل منع الحمل حق يتمتع به كل [[مواطن]] [[أمريكي]]. وفي عام 1970، أزال الكونجرس كل نص يشير إلى وسائل منع الحمل في [[الإباحية|القانون الفيدرالي لمكافحة الإباحية]].<ref>Engelman, p. 184.</ref> وفي عام 1973، قضت [[المحكمة العليا]] ب[[الولايات المتحدة]] في قرارها "رو ضد وايد" بقصر عملية [[الإجهاض]] على الأشهر الثلاثة الأولى من [[الحمل]].<ref name="Roe">''Roe v. Wade'', [http://laws.findlaw.com/us/410/113.html 410 U.S. 113] (1972). Findlaw.com. Retrieved 26 January 2007.</ref> وفي الوقت ذاته، كانت [[صناعة الأدوية|الصناعة الصيدلانية]] تطور باستمرار طرائق جديدة لمنع [[الحمل]]. ففي أوائل الخمسينيات من [[القرن التاسع عشر]]، قدمت كاثرين ماكورميك [[دعم|دعمًا ماليًا]] خيريًا [[عالم أحياء|لعَالِم الأحياء]] جريجوري بينكس لتطوير [[حبوب منع الحمل]]، التي صدقت عليها إدارة الأغذية والأدوية عام 1960.<ref>Tone, pp. 204–207.<br />Engelman, Peter, "McCormick, Katharine Dexter", in ''Encyclopedia of Birth Control'', Vern L. Bullough (Ed.), ABC-CLIO, 2001, pp. 170–171.<br />Engelman, p. 182 (FDA approval).</ref> انتشرت حبوب منع [[الحمل]] بدرجة جد كبيرة، وكان لها تأثير كبير على [[المجتمع]] و[[ثقافة|ثقافته]]؛ إذ ساهمت في زيادة معدل حضور [[الطلاب]] ب[[الجامعات]]، وازدادت نسبة التخرج خاصة بين الطالبات.<ref>{{Cite web|url=http://www.time.com/time/covers/0,16641,1101670407,00.html |title=TIME Magazine Cover: The Pill |publisher=Time.com |date=April 7, 1967 |accessdate=2010-03-20}}<br />{{Cite journal|author=Goldin, Claudia, and Lawrence Katz |year=2002 |title=The Power of the Pill: Oral Contraceptives and Women's Career and Marriage Decisions |journal=Journal of Political Economy |volume=110 |issue=4 |pages=730–770 |doi=10.1086/340778}}</ref> وفي ستينيات [[القرن التاسع عشر]]، ظهرت أنماط جديدة ل[[الرحم|وسائل منع الحمل الرحمية]]؛ وهو ما زاد من انتشار موانع الحمل العكوسة –مديدة المفعول.<ref name="slides">{{cite web |last=Lynch |first=Catherine M. |title=History of the IUD |work=Contraception Online |publisher=Baylor College of Medicine |url=http://www.contraceptiononline.org/meetings/IUD/lynch/presentation_text.cfm?cme_activityid=47&showmenu=1 |accessdate=2006-07-09 |archiveurl = http://web.archive.org/web/20060127085615/http://www.contraceptiononline.org/meetings/IUD/lynch/presentation_text.cfm?cme_activityid=47&showmenu=1 <!-- Bot retrieved archive --> |archivedate = 2006-01-27}}</ref>
وفي [[الولايات المتحدة]]، غيرت سلسلة من الإجراءات القانونية في ستينيات [[القرن 19|القرن التاسع عشر]] خريطة [[حقوق الإنجاب|الحقوق الإنجابية]]؛ ففي عام 1965، قضت [[المحكمة العليا (توضيح)|المحكمة العليا]] في دعوى «جرينولد ضد كونيكتكت» بعدم [[دستور]]ية ما أقرته [[حكومة|الحكومة]] من [[حظر]] استخدام [[زوج|الزوجين]] [[حمل|وسائل منع الحمل]]. وفي عام 1967، [[اعتقال|اُعتقل]] [[نشاطية|الناشط]] بيل بايرد [[اتهام (توضيح)|بتهمة]] توزيع الرغوة –المبيدة للنُطاف، و[[عازل ذكري|واقي ذكري]] لطالب خلال [[محاضرة]] عن [[تحديد النسل]] و[[إجهاض|الإجهاض]] ب[[جامعة بوسطن]]. طعن بايرد على [[حكم (توضيح)|الحكم]] الصادر ضده في [[قضية (توضيح)|قضيته]] «بايرد ضد آيزنشتات» عام 1972؛ فاتسعت آفاق [[قضية (توضيح)|القضية]] لتشمل استخدام [[حمل|وسائل منع الحمل]] لغير المتزوجين إلى جانب المتزوجين، وفي نهاية المطاف أقرت [[المحكمة العليا (توضيح)|المحكمة العليا]] بأن استخدام وسائل منع الحمل حق يتمتع به كل [[مواطنة|مواطن]] [[أمريكيون|أمريكي]]. وفي عام 1970، أزال الكونجرس كل نص يشير إلى وسائل منع الحمل في [[إباحية|القانون الفيدرالي لمكافحة الإباحية]].<ref>Engelman, p. 184.</ref> وفي عام 1973، قضت [[المحكمة العليا (توضيح)|المحكمة العليا]] ب[[الولايات المتحدة]] في قرارها «رو ضد وايد» بقصر عملية [[إجهاض|الإجهاض]] على الأشهر الثلاثة الأولى من [[حمل|الحمل]].<ref name="Roe">''Roe v. Wade'', [http://laws.findlaw.com/us/410/113.html 410 U.S. 113] (1972). Findlaw.com. Retrieved 26 January 2007. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20200314113525/http://caselaw.findlaw.com/ |date=14 مارس 2020}}</ref> وفي الوقت ذاته، كانت [[صناعة الدواء|الصناعة الصيدلانية]] تطور باستمرار طرائق جديدة لمنع [[حمل|الحمل]]. ففي أوائل الخمسينيات من [[القرن 19|القرن التاسع عشر]]، قدمت كاثرين ماكورميك [[دعم (توضيح)|دعمًا ماليًا]] خيريًا [[أحيائي|لعَالِم الأحياء]] جريجوري بينكس لتطوير [[حبوب منع الحمل]]، التي صدقت عليها إدارة الأغذية والأدوية عام 1960.<ref>Tone, pp. 204–207.<br />Engelman, Peter, "McCormick, Katharine Dexter", in ''Encyclopedia of Birth Control'', Vern L. Bullough (Ed.), ABC-CLIO, 2001, pp. 170–171.<br />Engelman, p. 182 (FDA approval).</ref> انتشرت حبوب منع [[حمل|الحمل]] بدرجة جد كبيرة، وكان لها تأثير كبير على [[مجتمع|المجتمع]] و[[ثقافة|ثقافته]]؛ إذ ساهمت في زيادة معدل حضور [[طالب|الطلاب]] ب[[جامعة|الجامعات]]، وازدادت نسبة التخرج خاصة بين الطالبات.<ref>{{استشهاد ويب|مسار=http://www.time.com/time/covers/0,16641,1101670407,00.html |عنوان=TIME Magazine Cover: The Pill |ناشر=Time.com |تاريخ=April 7, 1967 |تاريخ الوصول=2010-03-20| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20130525071955/http://www.time.com/time/covers/0,16641,1101670407,00.html | تاريخ أرشيف = 25 مايو 2013 }}<br />{{استشهاد بدورية محكمة|مؤلف=Goldin, Claudia, and Lawrence Katz |سنة=2002 |عنوان=The Power of the Pill: Oral Contraceptives and Women's Career and Marriage Decisions |مسار=https://archive.org/details/sim_journal-of-political-economy_2002-08_110_4/page/730 |صحيفة=Journal of Political Economy |المجلد=110 |العدد=4 |صفحات=730–770 |doi=10.1086/340778}}</ref> وفي ستينيات [[القرن 19|القرن التاسع عشر]]، ظهرت أنماط جديدة ل[[رحم|وسائل منع الحمل الرحمية]]؛ وهو ما زاد من انتشار موانع الحمل العكوسة –مديدة المفعول.<ref name="slides">{{استشهاد ويب |الأخير=Lynch |الأول=Catherine M. |عنوان=History of the IUD |عمل=Contraception Online |ناشر=Baylor College of Medicine |مسار=http://www.contraceptiononline.org/meetings/IUD/lynch/presentation_text.cfm?cme_activityid=47&showmenu=1 |تاريخ الوصول=2006-07-09 |مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20060127085615/http://www.contraceptiononline.org/meetings/IUD/lynch/presentation_text.cfm?cme_activityid=47&showmenu=1 <!-- Bot retrieved archive --> |تاريخ أرشيف = 2006-01-27|حالة المسار=dead}}</ref>


[[ملف:Plaquettes de pilule.jpg|thumb|alt=Several packages of birth control pills.|left|[[حبوب منع الحمل]]]]
[[ملف:Plaquettes de pilule.jpg|تصغير|alt=Several packages of birth control pills.|يسار|[[حبوب منع الحمل]]]]


وفي عام 1982، طورت شركات الأدوية [[أوربا|الأوربية]] المايفبرستون –[[مركب كيميائي|مركب اصطناعي]]، الذي اُستخدم في بادئ الأمر كوسيلة من [[الحمل|وسائل منع الحمل]]، غير أنه في الوقت الحاضر غالبًا ما يوصف مع البروستاجلاندين ليجعل [[عملية]] [[الإجهاض]] في الشهر الرابع من [[الحمل]] ممكنة.<ref name="RU-486">The drug is also known as RU-486 or Mifeprex.<br /> Mifepristone is still used for contraception in Russia and China.<br />Ebadi, Manuchair, "Mifepristone" in ''Desk reference of clinical pharmacology'', CRC Press, 2007, p. 443, ISBN 978-1-4200-4743-1.<br />{{cite book |author=Baulieu, Étienne-Émile; Rosenblum, Mort |year=1991 |title=The "abortion pill" : RU-486, a woman's choice |publisher=Simon & Schuster |isbn=0-671-73816-X}}<br />
وفي عام 1982، طورت شركات الأدوية [[أوروبا|الأوربية]] المايفبرستون –[[مركب كيميائي|مركب اصطناعي]]، الذي اُستخدم في بادئ الأمر كوسيلة من [[حمل|وسائل منع الحمل]]، غير أنه في الوقت الحاضر غالبًا ما يوصف مع البروستاجلاندين ليجعل [[عملية (توضيح)|عملية]] [[إجهاض|الإجهاض]] في الشهر الرابع من [[حمل|الحمل]] ممكنة.<ref name="RU-486">The drug is also known as RU-486 or Mifeprex.<br /> Mifepristone is still used for contraception in Russia and China.<br />Ebadi, Manuchair, "Mifepristone" in ''Desk reference of clinical pharmacology'', CRC Press, 2007, p. 443, ISBN 978-1-4200-4743-1.<br />{{استشهاد بكتاب|مؤلف=Baulieu, Étienne-Émile; Rosenblum, Mort|سنة=1991|عنوان=The "abortion pill" : RU-486, a woman's choice|مسار= https://archive.org/details/abortionpillru00baul|ناشر=Simon & Schuster|ردمك=0-671-73816-X|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20211009110520/https://archive.org/details/abortionpillru00baul|تاريخ أرشيف=2021-10-09}}<br />
[http://www.accessdata.fda.gov/drugsatfda_docs/label/2005/020687s013lbl.pdf Mifeprex prescribing information (label)]. Retrieved 24 January 2012.<br />[http://www.fda.gov/Drugs/DrugSafety/PostmarketDrugSafetyInformationforPatientsandProviders/ucm111323.htm Mifeprex (mifepristone) Information]. Retrieved 24 January 2012.<br />[http://www.accessdata.fda.gov/drugsatfda_docs/appletter/2000/20687appltr.htm FDA approval letter to Population Council]. 28 September 2000. Retrieved 24 January 2012.</ref>
[http://www.accessdata.fda.gov/drugsatfda_docs/label/2005/020687s013lbl.pdf Mifeprex prescribing information (label)]. Retrieved 24 January 2012.<br />[http://www.fda.gov/Drugs/DrugSafety/PostmarketDrugSafetyInformationforPatientsandProviders/ucm111323.htm Mifeprex (mifepristone) Information]. Retrieved 24 January 2012.<br />[http://www.accessdata.fda.gov/drugsatfda_docs/appletter/2000/20687appltr.htm FDA approval letter to Population Council]. 28 September 2000. Retrieved 24 January 2012. {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20170901230708/https://www.accessdata.fda.gov/drugsatfda_docs/label/2005/020687s013lbl.pdf|date=01 سبتمبر 2017}}</ref>
منحت الشركات المُصنعة للمايفبرستون ب[[الولايات المتحدة]] حقوق التصنيع الخاصة بها إلى مختبرات دانكو –التي أسسها مناصرين [[إجهاض|للإجهاض]]، وذلك بهدف توزيع المايفبرستون، بالإضافة إلى تجنب الآثار المترتبة على مقاطعة المستهلكين لمنتجات تلك الشركات الذين يقعون تحت تأثير حملات المنظمات المناهضة للإجهاض.<ref>{{cite news |author=Kolata, Gina |date=September 29, 2000 |title=U.S. approves abortion pill; drug offers more privacy and could reshape debate |newspaper=The New York Times |page=A1 |url=http://www.nytimes.com/2000/09/29/us/us-approves-abortion-pill-drug-offers-more-privacy-and-could-reshape-debate.html?pagewanted=all}} Retrieved 15 November 2011.</ref>
منحت الشركات المُصنعة للمايفبرستون ب[[الولايات المتحدة]] حقوق التصنيع الخاصة بها إلى مختبرات دانكو –التي أسسها مناصرين [[إجهاض|للإجهاض]]، وذلك بهدف توزيع المايفبرستون، بالإضافة إلى تجنب الآثار المترتبة على مقاطعة المستهلكين لمنتجات تلك الشركات الذين يقعون تحت تأثير حملات المنظمات المناهضة للإجهاض.<ref>{{استشهاد بخبر |مؤلف=Kolata, Gina |تاريخ=September 29, 2000 |عنوان=U.S. approves abortion pill; drug offers more privacy and could reshape debate |صحيفة=The New York Times |صفحة=A1 |مسار=https://www.nytimes.com/2000/09/29/us/us-approves-abortion-pill-drug-offers-more-privacy-and-could-reshape-debate.html?pagewanted=all| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20170804114939/http://www.nytimes.com/2000/09/29/us/us-approves-abortion-pill-drug-offers-more-privacy-and-could-reshape-debate.html?pagewanted=all | تاريخ أرشيف = 04 أغسطس 2017 }} Retrieved 15 November 2011.</ref>
وفي عام 1997، اعتمدت [[إدارة الأغذية والأدوية]] تشريع استثنائي لاستخدام [[حبوب منع الحمل|حبوب منع الحمل التداركية]]، عُرف هذا [[تشريع|التشريع]] باسم [[حبة دوائية|حبة الصباح التالي]]، ويتم تناول الحبة بعد الجماع مباشرة لمنع الحمل، وفي عام 2006 أصبحت [[حبوب منع الحمل]] مُتاحة دون وصفة طبية.<ref>The FDA approved the [[Yuzpe regimen]] in 1997.<br />[[Levonorgestrel]] (Plan B) was approved, by prescription, in 1999.<br />Ebadi, Manuchair, "Levonorgestrel", in ''Desk Reference of Clinical Pharmacology'', CRC Press, 2007, p. 338, ISBN 978-1-4200-4743-1.<br />[http://www.fda.gov/NewsEvents/Newsroom/PressAnnouncements/2009/ucm149568.htm Updated FDA Action on Plan B (levonorgestrel) Tablets] (press release). 22 April 2009. Retrieved 24 January 2012.<br />[http://www.fda.gov/NewsEvents/Newsroom/PressAnnouncements/2006/ucm108717.htm FDA Approves Over-the-Counter Access for Plan B for Women 18 and Older] (press release). 24 August 2006. Retrieved 24 January 2012.<br />The phrase "morning after pill" is a misnomer, because it can be taken several days after unprotected [[sexual intercourse]] to have an effect to reduce the rates of an unplanned pregnancy.</ref> وفي العام 2010، تمت الموافقة على أسيتات اليوليبريستال كوسيلة أكثر فاعلية لمنع الحمل التداركي ولاستخدام يصل إلى خمسة أيام بعد [[الجماع]] الذي لا تتوافر له أسباب الحماية.<ref>The drug is known as [[ulipristal acetate]] or by the brand name ''ella''.<br />Sankar, Nathan, ''Oxford Handbook of Genitourinary Medicine, HIV, and Sexual Health'', Oxford University Press, 2010, p. 386, ISBN 978-0-19-957166-6.<br />[http://www.fda.gov/downloads/AdvisoryCommittees/CommitteesMeetingMaterials/Drugs/ReproductiveHealthDrugsAdvisoryCommittee/UCM217418.pdf ella, ulipristal acetate]. FDA Reproductive Health Drugs Advisory Committee report. 17 June 2010. Retrieved 24 January 2012.<br />
وفي عام 1997، اعتمدت [[إدارة الغذاء والدواء (الولايات المتحدة)|إدارة الأغذية والأدوية]] تشريع استثنائي لاستخدام [[حبوب منع الحمل|حبوب منع الحمل التداركية]]، عُرف هذا [[تشريع|التشريع]] باسم [[مضغوط (دواء)|حبة الصباح التالي]]، ويتم تناول الحبة بعد الجماع مباشرة لمنع الحمل، وفي عام 2006 أصبحت [[حبوب منع الحمل]] مُتاحة دون وصفة طبية.<ref>The FDA approved the [[Yuzpe regimen]] in 1997.<br />[[ليفونورغيستريل]] (Plan B) was approved, by prescription, in 1999.<br />Ebadi, Manuchair, "Levonorgestrel", in ''Desk Reference of Clinical Pharmacology'', CRC Press, 2007, p. 338, ISBN 978-1-4200-4743-1.<br />[http://www.fda.gov/NewsEvents/Newsroom/PressAnnouncements/2009/ucm149568.htm Updated FDA Action on Plan B (levonorgestrel) Tablets] (press release). 22 April 2009. Retrieved 24 January 2012.<br />[http://www.fda.gov/NewsEvents/Newsroom/PressAnnouncements/2006/ucm108717.htm FDA Approves Over-the-Counter Access for Plan B for Women 18 and Older] (press release). 24 August 2006. Retrieved 24 January 2012.<br />The phrase "morning after pill" is a misnomer, because it can be taken several days after unprotected [[جماع]] to have an effect to reduce the rates of an unplanned pregnancy. {{وصلة مكسورة|date=فبراير 2018|bot=JarBot}} {{استشهاد ويب |مسار=http://www.fda.gov/NewsEvents/Newsroom/PressAnnouncements/2009/ucm149568.htm |عنوان=نسخة مؤرشفة |تاريخ الوصول=24 يوليو 2013 |تاريخ أرشيف=18 يناير 2017 |مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20170118091040/http://www.fda.gov/NewsEvents/Newsroom/PressAnnouncements/2009/ucm149568.htm |حالة المسار=bot: unknown }}</ref> وفي العام 2010، تمت الموافقة على أسيتات اليوليبريستال كوسيلة أكثر فاعلية لمنع الحمل التداركي ولاستخدام يصل إلى خمسة أيام بعد [[جماع|الجماع]] الذي لا تتوافر له أسباب الحماية.<ref>The drug is known as [[أسيتات الوليبرستال]] or by the brand name ''ella''.<br />Sankar, Nathan, ''Oxford Handbook of Genitourinary Medicine, HIV, and Sexual Health'', Oxford University Press, 2010, p. 386, ISBN 978-0-19-957166-6.<br />[http://www.fda.gov/downloads/AdvisoryCommittees/CommitteesMeetingMaterials/Drugs/ReproductiveHealthDrugsAdvisoryCommittee/UCM217418.pdf ella, ulipristal acetate]. FDA Reproductive Health Drugs Advisory Committee report. 17 June 2010. Retrieved 24 January 2012.<br />
[http://www.accessdata.fda.gov/drugsatfda_docs/label/2010/022474s000lbl.pdf Prescribing information for ''ella'']. Retrieved 24 January 2012<br />[http://www.fda.gov/NewsEvents/Newsroom/PressAnnouncements/2010/ucm222428.htm FDA approves ella™ tablets for prescription emergency contraception] (press release). 13 August 2012. Retrieved 24 January 2012.</ref> والجدير بالذكر أن حوالي 50 إلى 60% من [[النساء]] الذين قرروا إجراء [[الإجهاض|عملية الإجهاض]] قد أصبحوا [[حمل|حبلى]] في الظروف التي كان يمكن فيها استخدام وسائل منع الحمل التداركية.<ref>Speroff, Leon (2010), ''A Clinical Guide for Contraception'', Lippincott Williams & Wilkins, ISBN 978-1-60831-610-6, pp. 153–155.</ref> كانت وسائل منع الحمل التداركية رأس حربة جديدة لمناهضة [[حقوق الإنجاب]].<ref>Jackson, p. 89.<br />Gordon (2002), p. 336.</ref> وكان [[معارضة|المعارضين]] لوسائل منع الحمل التداركية يعتبرونها شكلاً من أشكال [[الإجهاض]]، إذ تمنع [[الجنين]] المُخصب من [[النمو]] داخل [[الرحم]]؛ في حين رأى [[أنصار]] هذه الوسائل أنها بريئة تمامًا من ذلك، لأن غياب الانغراس يعني أن [[الحمل]] مستحيل.<ref>McBride, Dorothy (2008), ''Abortion in the United States: a Reference Handbook'', ABC-CLIO, ISBN 978-1-59884-098-8, pp. 67–68.</ref>
[http://www.accessdata.fda.gov/drugsatfda_docs/label/2010/022474s000lbl.pdf Prescribing information for ''ella'']. Retrieved 24 January 2012<br />[http://www.fda.gov/NewsEvents/Newsroom/PressAnnouncements/2010/ucm222428.htm FDA approves ella™ tablets for prescription emergency contraception](press release). 13 August 2012. Retrieved 24 January 2012. {{webarchive|url=https://web.archive.org/web/20120209174312/http://www.fda.gov/NewsEvents/Newsroom/PressAnnouncements/2010/ucm222428.htm |date=9 فبراير 2012 }} {{استشهاد ويب |مسار=https://www.fda.gov/downloads/AdvisoryCommittees/CommitteesMeetingMaterials/Drugs/ReproductiveHealthDrugsAdvisoryCommittee/UCM217418.pdf |عنوان=نسخة مؤرشفة |تاريخ الوصول=8 فبراير 2018 |تاريخ أرشيف=9 مايو 2017 |مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20170509182251/https://www.fda.gov/downloads/AdvisoryCommittees/CommitteesMeetingMaterials/Drugs/ReproductiveHealthDrugsAdvisoryCommittee/UCM217418.pdf |حالة المسار=bot: unknown }}</ref> والجدير بالذكر أن حوالي 50 إلى 60% من [[النساء (توضيح)|النساء]] الذين قرروا إجراء [[إجهاض|عملية الإجهاض]] قد أصبحوا [[حمل|حبلى]] في الظروف التي كان يمكن فيها استخدام وسائل منع الحمل التداركية.<ref>Speroff, Leon (2010), ''A Clinical Guide for Contraception'', Lippincott Williams & Wilkins, ISBN 978-1-60831-610-6, pp. 153–155.</ref> كانت وسائل منع الحمل التداركية رأس حربة جديدة لمناهضة [[حقوق الإنجاب]].<ref>Jackson, p. 89.<br />Gordon (2002), p. 336.</ref> وكان المعارضون لوسائل منع الحمل التداركية يعتبرونها شكلاً من أشكال [[إجهاض|الإجهاض]]، إذ تمنع [[جنين|الجنين]] المُخصب من [[نمو (توضيح)|النمو]] داخل [[رحم|الرحم]]؛ في حين رأى أنصار هذه الوسائل أنها بريئة تمامًا من ذلك، لأن غياب الانغراس يعني أن [[حمل|الحمل]] مستحيل.<ref>McBride, Dorothy (2008), ''Abortion in the United States: a Reference Handbook'', ABC-CLIO, ISBN 978-1-59884-098-8, pp. 67–68.</ref>


== انظر أيضا ==
== انظر أيضًا ==
{{تصنيف كومنز|Birth control movement in the United States}}
* [[تناسل|التناسل]]
* [[تكاثر|التناسل]]
* [[الجماع]]
* [[العزل|العزل في الجماع]]
* [[جماع|الجماع]]
* [[عزل (جماع)|العزل في الجماع]]
* [[تحديد النسل]]
* [[تحديد النسل]]
* [[تحسين النسل]]
* [[تحسين النسل]]
* [[تنظيم الأسرة]]
* [[تنظيم الأسرة]]
* [[صناعة الأدوية|الصناعة الصيدلانية]]
* [[صناعة الدواء|الصناعة الصيدلانية]]
* [[الواقي الانثوي|الحجاب العازل الأنثوي]]
* [[واق أنثوي|الحجاب العازل الأنثوي]]
* [[الواقي الذكري|العازل الذكري]]
* [[عازل ذكري|العازل الذكري]]
* [[داء منقول جنسيا|الأمراض التناسلية]]
* [[مرض منقول جنسيا|الأمراض التناسلية]]
* [[الإجهاض]]
* [[إجهاض|الإجهاض]]
* [[حقوق الإنجاب]]
* [[حقوق الإنجاب]]
* [[الزيادة السكانية]]
* [[انفجار سكاني|الزيادة السكانية]]
* [[حقوق الإنسان]]
* [[حقوق الإنسان]]
* [[الحركة المؤيدة للإجهاض بالولايات المتحدة الأمريكية]]

== مصادر ==
{{مراجع|2}}


== المراجع ==
== المراجع ==
;فهرس المراجع
{{refbegin}}
{{مراجع|محاذاة=نعم}}

;معلومات المراجع كاملة
<div style="direction: ltr;">
{{بداية المراجع}}
* Baker, Jean H. (2011), ''Margaret Sanger: A Life of Passion'', Macmillan, ISBN 978-0-8090-9498-1.
* Baker, Jean H. (2011), ''Margaret Sanger: A Life of Passion'', Macmillan, ISBN 978-0-8090-9498-1.
* Buchanan, Paul D. (2009), ''American Women's Rights Movement: A Chronology of Events and of Opportunities from 1600 to 2008'', Branden Books, ISBN 978-0-8283-2160-0.
* Buchanan, Paul D. (2009), ''American Women's Rights Movement: A Chronology of Events and of Opportunities from 1600 to 2008'', Branden Books, ISBN 978-0-8283-2160-0.
* Chesler, Ellen (1992), ''Woman of Valor: Margaret Sanger and the Birth Control Movement in America'', Simon & Schuster, ISBN 0-671-60088-5.
* Chesler, Ellen (1992), ''Woman of Valor: Margaret Sanger and the Birth Control Movement in America'', Simon & Schuster, ISBN 0-671-60088-5.
* Cox, Vicki (2004), ''Margaret Sanger: Rebel For Women's Rights'', Chelsea House Publications, ISBN 0-7910-8030-7.
* Cox, Vicki (2004), ''Margaret Sanger: Rebel For Women's Rights'', Chelsea House Publications, ISBN 0-7910-8030-7.
* ‪Engelman‬, ‪Peter C. (2011), ''‪A History of the Birth Control Movement in America‬'', ‪ABC-CLIO, ISBN 978-0-313-36509-6.
* Engelman, Peter C. (2011), ''A History of the Birth Control Movement in America'', ABC-CLIO, ISBN 978-0-313-36509-6.
* [[Linda Gordon|Gordon, Linda]] (1976), ''Woman's Body, Woman's Right: A Social History of Birth Control in America'', Grossman Publishers, ISBN 978-0-670-77817-1.
* [[ليندا غوردون]] (1976), ''Woman's Body, Woman's Right: A Social History of Birth Control in America'', Grossman Publishers, ISBN 978-0-670-77817-1.
* Gordon, Linda (2002), ''The Moral Property of Women: a History of Birth Control Politics in America'', University of Illinois Press, ISBN 978-0-252-02764-2.
* Gordon, Linda (2002), ''The Moral Property of Women: a History of Birth Control Politics in America'', University of Illinois Press, ISBN 978-0-252-02764-2.
* Hajo, Cathy Moran (2010), ''Birth Control on Main Street: Organizing Clinics in the United States, 1916–1939'', University of Illinois Press, ISBN 978-0-252-03536-4.
* Hajo, Cathy Moran (2010), ''Birth Control on Main Street: Organizing Clinics in the United States, 1916–1939'', University of Illinois Press, ISBN 978-0-252-03536-4.
* Jackson, Emily (2001), ''Regulating reproduction: law, technology and autonomy'', Hart Publishing, ISBN 978-1-84113-301-0.
* Jackson, Emily (2001), ''Regulating reproduction: law, technology and autonomy'', Hart Publishing, ISBN 978-1-84113-301-0.
* [[David M. Kennedy (historian)|Kennedy, David]] (1970), ''Birth Control in America: The Career of Margaret Sanger'', Yale University Press, ISBN 978-0-300-01495-2.
* [[دايفيد إم. كينيدي]] (1970), ''Birth Control in America: The Career of Margaret Sanger'', Yale University Press, ISBN 978-0-300-01495-2.
* McCann, Carole Ruth (1994), ''Birth Control Politics in the United States, 1916–1945 '', Cornell University Press, ISBN 978-0-8014-8612-8.
* McCann, Carole Ruth (1994), ''Birth Control Politics in the United States, 1916–1945 '', Cornell University Press, ISBN 978-0-8014-8612-8.
* McCann, Carole Ruth (2010), "Women as Leaders in the Contraceptive Movement", in ''Gender and Women's Leadership: A Reference Handbook'', Karen O'Connor (Ed), SAGE, ISBN 978-1-4129-6083-0.
* McCann, Carole Ruth (2010), "Women as Leaders in the Contraceptive Movement", in ''Gender and Women's Leadership: A Reference Handbook'', Karen O'Connor (Ed), SAGE, ISBN 978-1-4129-6083-0.
* Tone, Andrea (2002), ''Devices and Desires: A History of Contraceptives in America'', Hill and Wang, ISBN 978-0-8090-3816-9.
* Tone, Andrea (2002), ''Devices and Desires: A History of Contraceptives in America'', Hill and Wang, ISBN 978-0-8090-3816-9.
{{نهاية المراجع}}
{{refend}}
</div>


;قراءة موسعة
== اقرأ أيضًا ==
<div dir="ltr" class="reflist4" style="height: 250px; overflow: auto; padding: 3px" >
{{refbegin}}
<div style="direction: ltr;">
{{بداية المراجع}}
* Allosso, Dan (2013), ''An Infidel Body-Snatcher and the Fruits of His Philosophy'', SOTB Publishing, ISBN 978-1-4826-7868-0.
* Allosso, Dan (2013), ''An Infidel Body-Snatcher and the Fruits of His Philosophy'', SOTB Publishing, ISBN 978-1-4826-7868-0.
* Coates, Patricia Walsh (2008), ''Margaret Sanger and the Origin of the Birth Control Movement, 1910–1930: The Concept of Women's Sexual Autonomy'', Edwin Mellen Press, ISBN 978-0-7734-5099-8.
* Coates, Patricia Walsh (2008), ''Margaret Sanger and the Origin of the Birth Control Movement, 1910–1930: The Concept of Women's Sexual Autonomy'', Edwin Mellen Press, ISBN 978-0-7734-5099-8.
* [[Emma Goldman|Goldman, Emma]] (1931), ''Living My Life'', Knopf, ISBN 978-0-87905-096-2 (1982 reprint).
* [[إيما جولدمان]] (1931), ''Living My Life'', Knopf, ISBN 978-0-87905-096-2 (1982 reprint).
* Rosen, Robyn L. (2003), ''Reproductive Health, Reproductive Rights: Reformers and the Politics of Maternal Welfare, 1917–1940'', Ohio State University Press, ISBN 978-0-8142-0920-2.
* Rosen, Robyn L. (2003), ''Reproductive Health, Reproductive Rights: Reformers and the Politics of Maternal Welfare, 1917–1940'', Ohio State University Press, ISBN 978-0-8142-0920-2.
* Sanger, Margaret (1938), ''An Autobiography'', Cooper Square Press, ISBN 0-8154-1015-8.
* Sanger, Margaret (1938), ''An Autobiography'', Cooper Square Press, ISBN 0-8154-1015-8.
{{refend}}

;أعمال مختارة مُتعلقة بتاريخ حركة تحديد النسل
{{refbegin}}
* Bocker, Dorothy (1924), ''Birth Control Methods'', BCCRB.
* Bocker, Dorothy (1924), ''Birth Control Methods'', BCCRB.
* [[Katherine Bement Davis|Davis, Katharine Bement]] (1922), "A Study of the Sex Life of the Normal Married Woman", ''Journal of Social Hygiene'' 8 (April, 1922): 173–89.
* [[كاثرين بيمنت ديفيز]] (1922), "A Study of the Sex Life of the Normal Married Woman", ''Journal of Social Hygiene'' 8 (April, 1922): 173–89.
* Dennett, Mary (1919), ''The Sex Side of Life'', published by author. [http://books.google.com/books?id=oLlDAAAAYAAJ 1919 edition, Google books]
* Dennett, Mary (1919), ''The Sex Side of Life'', published by author. [http://books.google.com/books?id=oLlDAAAAYAAJ 1919 edition, Google books]
* [[Mary Dennett|Dennett, Mary]] (1926), ''Birth Control Laws: Shall We Keep Them, Abolish Them, or Change Them?'', Frederick H. Hitchcock.
* {{Ill-WD2|Dennett, Mary|id=Q6779314}} (1926), ''Birth Control Laws: Shall We Keep Them, Abolish Them, or Change Them?'', Frederick H. Hitchcock.
* [[Robert Latou Dickinson|Dickinson, Robert Latou]] (1942), ''Techniques of Contraception Control'', Williams & Wilkins.
* {{Ill-WD2|Dickinson, Robert Latou|id=Q7346726}} (1942), ''Techniques of Contraception Control'', Williams & Wilkins.
* [[Charles Knowlton|Knowlton, Charles]], (1832), ''The Fruits of Philosophy, or the Private Companion of Young Married People'', [http://books.google.com/books?id=60DIWglaAsoC 1891 Bradlaugh-Besant Reprint (Google books)]
* [[تشارلز كنولتون]]، (1832), ''The Fruits of Philosophy, or the Private Companion of Young Married People'', [http://books.google.com/books?id=60DIWglaAsoC 1891 Bradlaugh-Besant Reprint (Google books)]
* [[Robert Dale Owen|Owen, Robert Dale]] (1831), ''Moral Physiology, or A Brief and Plain Treatise on the Population Question'', [http://books.google.com/books?id=xmy9jW43xUAC 1842 edition, (Google books)]
* [[روبرت دالي أوين]] (1831), ''Moral Physiology, or A Brief and Plain Treatise on the Population Question'', [http://books.google.com/books?id=xmy9jW43xUAC 1842 edition, (Google books)]
* [[Margaret Sanger|Sanger, Margaret]] (1911), ''What Every Mother Should Know'', Based on a series of articles Sanger published in 1911 in the [[New York Call]], which were, in turn, based on a set of lectures Sanger gave to groups of Socialist party women in 1910–11. Multiple editions published through the 1920s, by Max N. Maisel and Sincere Publishing, with the title ''What Every Mother Should Know, or how six little children were taught the truth.'' [http://magic.msu.edu/search~S39?/cHQ56+.S3+1921/chq+++56+s3+1921/1%2C2%2C3%2CE/frameset&FF=chq+++56+s3+1921+online&1%2C1%2C 1921 edition, Michigan State University]
* [[مارجريت سانجر|Sanger, Margaret]] (1911), ''What Every Mother Should Know'', Based on a series of articles Sanger published in 1911 in the [[New York Call]], which were, in turn, based on a set of lectures Sanger gave to groups of Socialist party women in 1910–11. Multiple editions published through the 1920s, by Max N. Maisel and Sincere Publishing, with the title ''What Every Mother Should Know, or how six little children were taught the truth.'' [http://magic.msu.edu/search~S39?/cHQ56+.S3+1921/chq+++56+s3+1921/1%2C2%2C3%2CE/frameset&FF=chq+++56+s3+1921+online&1%2C1%2C 1921 edition, Michigan State University] {{webarchive|url=https://web.archive.org/web/20220902200509/http://magic.msu.edu/search~S39?/cHQ56+.S3+1921/chq+++56+s3+1921/1,2,3,E/frameset&FF=chq+++56+s3+1921+online&1,1, |date=2 سبتمبر 2022 }}
* Sanger, Margaret (1914), ''Family Limitation'', a 16-page pamphlet; also published in several later editions. [http://magic.msu.edu/search~S39?/cHQ766+.S32+1917/chq++766+s32+1917/1%2C2%2C3%2CE/frameset&FF=chq++766+s32+1917+online&1%2C1%2C 1917, 6th edition, Michigan State University]
* Sanger, Margaret (1914), ''Family Limitation'', a 16-page pamphlet; also published in several later editions. [http://magic.msu.edu/search~S39?/cHQ766+.S32+1917/chq++766+s32+1917/1%2C2%2C3%2CE/frameset&FF=chq++766+s32+1917+online&1%2C1%2C 1917, 6th edition, Michigan State University] {{webarchive|url=https://web.archive.org/web/20220902200542/http://magic.msu.edu/search~S39?/cHQ766+.S32+1917/chq++766+s32+1917/1,2,3,E/frameset&FF=chq++766+s32+1917+online&1,1, |date=2 سبتمبر 2022 }}
* Sanger, Margaret (1916), ''What Every Girl Should Know'', Max N. Maisel; 91 pages; also published in several later editions. [http://magic.msu.edu/search~S39?/cHQ57+.S28+1920/chq+++57+s28+1920/1%2C2%2C3%2CE/frameset&FF=chq+++57+s28+1920+online&1%2C1%2C 1920 edition, Michigan State University]; [http://magic.msu.edu/search~S39?/cHQ57+.S28+1922/chq+++57+s28+1922/1%2C2%2C3%2CE/frameset&FF=chq+++57+s28+1922+online&1%2C1%2C 1922 edition, Michigan State University]
* Sanger, Margaret (1916), ''What Every Girl Should Know'', Max N. Maisel; 91 pages; also published in several later editions. [http://magic.msu.edu/search~S39?/cHQ57+.S28+1920/chq+++57+s28+1920/1%2C2%2C3%2CE/frameset&FF=chq+++57+s28+1920+online&1%2C1%2C 1920 edition, Michigan State University] {{webarchive|url=https://web.archive.org/web/20220902200520/http://magic.msu.edu/search~S39?/cHQ57+.S28+1920/chq+++57+s28+1920/1,2,3,E/frameset&FF=chq+++57+s28+1920+online&1,1, |date=2 سبتمبر 2022 }}؛ [http://magic.msu.edu/search~S39?/cHQ57+.S28+1922/chq+++57+s28+1922/1%2C2%2C3%2CE/frameset&FF=chq+++57+s28+1922+online&1%2C1%2C 1922 edition, Michigan State University] {{webarchive|url=https://web.archive.org/web/20220902200531/http://magic.msu.edu/search~S39?/cHQ57+.S28+1922/chq+++57+s28+1922/1,2,3,E/frameset&FF=chq+++57+s28+1922+online&1,1, |date=2 سبتمبر 2022 }}
* Sanger, Margaret (1920), ''Woman and the New Race'', Truth Publishing, forward by Havelock Ellis. [http://pds.lib.harvard.edu/pds/view/2575249?id=2575249&n=2&s=4&res=3 Harvard University], [[:gutenberg:8660|Project Gutenberg]], [http://books.google.com/books?id=VLHH8qVM0sgC Google Books]
* Sanger, Margaret (1920), ''Woman and the New Race'', Truth Publishing, forward by Havelock Ellis. [http://pds.lib.harvard.edu/pds/view/2575249?id=2575249&n=2&s=4&res=3 Harvard University], [[:gutenberg:8660|Project Gutenberg]], [http://books.google.com/books?id=VLHH8qVM0sgC Google Books]
* Sanger, Margaret (1922), ''The Pivot of Civilization'', Brentanos. [[:gutenberg:1689|1922 edition, Project Gutenberg]]; [http://books.google.com/books?id=DjEbAAAAYAAJ 1922 edition, Google Books]
* Sanger, Margaret (1922), ''The Pivot of Civilization'', Brentanos. [[:gutenberg:1689|1922 edition, Project Gutenberg]]؛ [http://books.google.com/books?id=DjEbAAAAYAAJ 1922 edition, Google Books]
* Stone, Hannah (1925), ''Contraceptive Methods&nbsp;– A Clinical Survey'', ABCL.
* Stone, Hannah (1925), ''Contraceptive Methods&nbsp;– A Clinical Survey'', ABCL.
{{نهاية المراجع}}
{{refend}}
</div>
</div>


== وصلات خارجية ==
== وصلات خارجية ==
* {{مؤلف غوتنبرغ| id=Goldman+Emma | name=إيما جولدمان}}
* [http://asteria.fivecolleges.edu/findaids/sophiasmith/mnsss43_main.html The Margaret Sanger Papers at Smith College]''
* {{مشروع الدليل المفتوح|Health/Reproductive_Health/Birth_Control/}}
* [http://www.nyu.edu/projects/sanger/ The Margaret Sanger Papers Project at New York University]
{{صحة إنجابية|state= collapsed}}
* [http://www.un.org/esa/population/publications/abortion Abortion Policies: A Global Review], published by the United Nations
{{شريط بوابات|التاريخ|المرأة|الولايات المتحدة|حقوق الإنسان|صحة المرأة|طب|مجتمع|نسوية}}
<!-- HELP KEEP THIS ARTICLE SHORT AND SIMPLE: ADD LINKS TO WHICHEVER SUB-ARTICLE WOULD BE APPROPRIATE INSTEAD OF HERE. ALSO, PLEASE UNDERSTAND THAT SITES CONTAINING SHOCK MATERIAL SHALL IN NO CASE BE ACCEPTED. THANKS!!-->
{{شريط محتوى متميز|مختارة|النسخة=11819211|تاريخ=6 نوفمبر 2013}}
* [http://www.findagrave.com/cgi-bin/fg.cgi?page=gr&GRid=6544735 Margaret Sanger; findagrave.com]
* [http://www.redletterpress.org/firstdecade.html Socialist Feminism: The First Decade, 1966-76] by Gloria Martin
* [http://www.cwluherstory.com/CWLUArchive/socialfem.html What is Socialist Feminism?] by Barbara Ehrenreich at the CWLU Herstory Archive
* [http://www.gutenberg.org/files/31732/31732-h/31732-h.htm The Sex Side of Life], ebook from Project Gutenberg


[[تصنيف:الرقابة في الولايات المتحدة]]
* {{gutenberg author| id=Goldman+Emma | name=Emma Goldman}}
[[تصنيف:النسوية والتاريخ]]

* {{dmoz|Health/Reproductive_Health/Birth_Control/}}
* {{cite book|first=World Health Organization Department of Reproductive Health and Research and Johns Hopkins Bloomberg School of Public Health|title=Family planning : a global handbook for providers : evidence-based guidance developed through worldwide collaboration.|year=2011|publisher=WHO and Center for Communication Programs|location=Geneva, Switzerland|isbn=978-0-9788563-7-3|url=http://www.fphandbook.org/sites/default/files/hb_english_2012.pdf|edition=Rev. and Updated ed.}}
* {{cite journal|last=Division of Reproductive Health, National Center for Chronic Disease Prevention and Health|first=Promotion|title=U.s. Selected practice recommendations for contraceptive use, 2013: adapted from the world health organization selected practice recommendations for contraceptive use, 2nd edition.|journal=MMWR. Recommendations and reports : Morbidity and mortality weekly report. Recommendations and reports / Centers for Disease Control|date=2013 Jun 21|volume=62|issue=RR-05|pages=1-60|pmid=23784109|url=http://www.cdc.gov/mmwr/preview/mmwrhtml/rr6205a1.htm?s_cid=rr6205a1_w}}
* {{cite web|title=Birth Control Comparison Chart|url=http://www.birth-control-comparison.info/|publisher=Cedar River Clinics}}

* {{dmoz|Health/Reproductive_Health/Sexually_Transmitted_Diseases/}}
* [http://www.cdc.gov/mmwr/preview/mmwrhtml/rr5912a1.htm CDC Sexually Transmitted Diseases Treatment Guidelines, 2010]
* [http://www.stdsincolor.com/ STDs In Color: Sexually Transmitted Disease Facts and Photos]
* [http://wonder.cdc.gov/std.html]: Sexually transmitted diseases in the U.S.
* [http://www.plannedparenthood.org/ Planned Parenthood Federation of America]
* {{NYTtopic|organizations/p/planned_parenthood_federation_of_america|Planned Parenthood Federation of America}}
* [http://www.americanpregnancy.org/preventingpregnancy/contraceptivesponge.html Contraceptive Sponge] - American Pregnancy Association
* [http://archive.salon.com/health/feature/2000/03/15/today_sponge/ Spongeworthiness] - Salon.com
* [http://www.drdonnica.com/display.asp?article=4125 The Contraceptive Sponge] - DrDonnica.com
* [http://forums.ovusoft.com/tm.asp?m=3216108&p=1&tmode=6 Contraceptive Sponges (Today / Protectaid / Pharmatex)] - FAQ thread on Ovusoft.com message boards

* {{Citation | url = http://www.pbs.org/wgbh/amex/pill/peopleevents/e_comstock.html | title = Anthony Comstock's "Chastity" Laws | publisher = PBS}}.

* {{Citation | url = http://www.profam.org/pub/fia/fia.2301.htm | title = Comstockery, Contraception, and the Family: The Remarkable Achievements of an Anti-Vice Crusader | publisher = Profam}}.
* [http://www.sagefemmetoday.com Sage-Femme Collective, ''Natural Liberty: Rediscovering Self-Induced Abortion Methods'']
* [http://www.medicalnewstoday.com/medicalnews.php?newsid=23828 Mexican Immigrant May Face Two Years in Prison for Self-Induced Abortion Under South Carolina Law]

* ‪Engelman‬, ‪Peter C.‬ (2011), ''‪A History of the Birth Control Movement in America‬'', ‪ABC-CLIO, ISBN 978-0-313-36509-6.‬
* Goldman, Emma, Candace Falk, Barry Pateman, Jessica M. Moran, ''Emma Goldman: Making speech free, 1902-1909'', (Anthology), University of California Press, 2004

{{تصنيف كومنز|Safer sex}}
* [http://www.agum.org.uk/std/prevention-std.html "Prevention - Sexually Transimitted Disease, AGUM (Association of Genital Urinary Medicine)]
* [http://www.arrow.org.my Arrow: The Asian-Pacific Resource & Research Centre for Women]
* [http://www.bashh.org/guidelines "Guidelines", British Association for Sexual health and HIV (BASHH)]
* [http://hivinsite.ucsf.edu/InSite?page=kb-07-02-02 "Safer-Sex Methods", HIV InSite]
* [http://www.sexuality.org/concise.html "Guide to Safer Sex", Sexuality.org, Concise version (20k)]
* [http://members.personallifemedia.com/2010/10/29/safe-sex-guide-for-play-parties/ Safer Sex Guide For Play Parties]

{{شريط بوابات|الولايات المتحدة|طب|تاريخ|المرأة}}

[[تصنيف:تحديد النسل في الولايات المتحدة]]
[[تصنيف:تاريخ الحركات الاجتماعية]]
[[تصنيف:تاريخ الحركات الاجتماعية]]
[[تصنيف:تاريخ الولايات المتحدة الاجتماعي]]
[[تصنيف:تاريخ الولايات المتحدة الاجتماعي]]
[[تصنيف:تنظيم الأسرة]]
[[تصنيف:تحديد النسل]]
[[تصنيف:الرقابة في الولايات المتحدة]]
[[تصنيف:تحديد النسل في الولايات المتحدة]]
[[تصنيف:جمعية تنظيم الأسرة الأمريكية]]
[[تصنيف:حركات صحية]]
[[تصنيف:حركات صحية]]
[[تصنيف:أنثوية و التاريخ]]
[[تصنيف:حقوق الإنجاب في الولايات المتحدة]]
[[تصنيف:تنظيم النسل]]
[[تصنيف:صحة المرأة]]

{{وصلة مقالة مختارة|en}}

النسخة الحالية 10:45، 11 سبتمبر 2023

حركة تحديد النسل في الولايات المتحدة
مارغريت سانغر لحظة خروجها من المحكمة بنيويورك عام 1917 وسط مؤيديها.

البلد الولايات المتحدة  تعديل قيمة خاصية (P17) في ويكي بيانات
المقر الرئيسي الولايات المتحدة الأمريكية
تاريخ التأسيس 1914-1945
الاهتمامات حرية التعبير- الحقوق الإنجابية- حقوق المرأة
عدد المتطوعين ماري دينيت، إيما جولدمان، مارغريت سانغر

حركة تحديد النسل في الولايات المتحدة هي حركة من حركات الإصلاح الاجتماعي، قامت في الولايات المتحدة عام 1914 م واستمرت حتى عام 1945م. كان هدفها إتاحة وسائل منع الحمل لتحديد النسل من خلال التعريف بها، وإباحتها قانونيًا. وقد بدأت هذه الحركة عام 1914م عندما شعرت مجموعة من دعاة التغيير السياسيين تحت قيادة كل من إيما جولدمان، وماري دينيت، ومارغريت سانغر، بالقلق إزاء المصاعب التي تسببها عملية الولادة، أو عملية الإجهاض المتعمد بالنسبة لهؤلاء النساء من ذوي الدخل المتوسط. والجدير بالذكر أن مناقشة وسائل منع الحمل كانت تُعد في ذلك الوقت مسألة مخالفة للآداب العامة. ولذلك عمل هؤلاء النشطاء على مهاجمة قوانين «كومستوك»؛ التي تحظر بيع أي من هذه الوسائل «المخلة بالآداب، والدعارة، والمثيرة للشهوات»، عن طريق الصحف. وسعيًا لاستصدار قانون مؤقت لهذه الحركة، قامت مارغريت سانغر بخرق القانون من خلال توزيع «تمرد المرأة»، وهي رسالة إخبارية احتوت على مناقشة طويلة لوسائل منع الحمل. وفي عام 1916، افتتحت أول عيادة لتحديد النسل في الولايات المتحدة، والتي سرعان ما قامت الشرطة بإغلاقها، ولاقت مارغريت سانغر حكمًا بالحبس لمدة 30 يومًا. وجاءت الحرب العالمية الأولى كنقطة تحول، حيث أسفر تشخيص عدد من الجنود الأمريكيين بالكشف عن إصابتهم بأمراض تناسلية. كان رد الحكومة على هذا الأمر أن شنت حملة لمكافحة الأمراض التناسلية، التي صورت الجماع ووسائل منع الحمل بأنها أمور ترتبط بالصحة العامة، كما أجازت الحكومة موضوعات البحث العلمي المتعلقة بهذا الشأن. وكانت هذه المرة الأولى التي تنخرط فيها الحكومة الأمريكية في مناقشات عامة ومستمرة حول أمور جنسية.

وبناء على ذلك، تحولت وسائل منع الحمل من مسألة تمس الأخلاق إلى مسألة محورها الصحة العامة. وشيئًا فشيئًا تغيرت نظرة العامة تجاه مسألة تحديد النسل، وهو ما دفع بمارغريت سانغر إلى إنشاء عيادة ثانية لتحديد النسل عام 1923، لكن هذه المرة كانت بلا اعتقالات أو مضايقات. وخلال عشرينيات القرن العشرين، أصبحت مناقشة وسائل منع الحمل أكثر شيوعًا، وأصبح مفهوم «تحديد النسل» دارجًا في اللغة. كما أن إتاحة وسائل منع الحمل على نطاق واسع يُعد بمثابة التحول من مجتمع يتعامل مع الأعراف الجنسية بصرامة مُنذ العصر الفكتوري، إلى مجتمع أكثر تساهلًا في التعامل مع تلك الأعراف. وخلال ثلاثينيات القرن العشرين، عملت الانتصارات القانونية المتتالية على إضعاف القوانين المناهضة لوسائل منع الحمل. كما دفعت هذه الانتصارات الجمعية الطبية الأمريكية عام 1937 للنظر إلى وسائل منع الحمل باعتبارها جزء لا يتجزأ من المناهج الدراسية الطبية، غير أن المجتمع الطبي لم يستجب لتلك المسؤولية الجديدة بسرعة، وهو ما دفع النساء إلى اللجوء لوسائل غير آمنة، وغير فعالة لمنع الحمل، بالإضافة إلى الاعتماد على أُناس لا يملكون الخبرة الكافية في هذا المجال. وفي عام 1942، تم تشكيل اتحاد تنظيم الأسرة الأمريكي، الذي أدى بدوره إلى إنشاء شبكة وطنية من عيادات تنظيم النسل. وبعد الحرب العالمية الثانية، جاء نتاج حملة تحديد النسل، بأن اعترفت الأوساط الطبية بتحديد النسل بشكل نهائي، وأصبحت قوانين مكافحة وسائل منع الحمل غير قسرية

وسائل منع الحمل في القرن التاسع عشر[عدل]

استخدام وسائل منع الحمل[عدل]

كان استخدام وسائل منع الحمل أمرًا شائعًا في جميع أنحاء الولايات المتحدة قبل العام 1914م، وهو نفس الوقت الذي دعت فيه حركة تحديد النسل إلى تقنين وسائل منع الحمل. ومن وسائل منع الحمل المستخدمة في ذلك الوقت: طريقة النظم -التنظيم الطبيعي للنسل، أو العزل في الجماع -القذف الخارجي، أو باستخدام الحجاب العازل الأنثوي، أو مبيد النطاف، أو الإسفنج المهبلي، أو العازل الذكري، أو من خلال إطالة مدة الرضاعة الطبيعية.[1] وقد ازداد استخدام هذه الوسائل خلال القرن التاسع عشر، وهو ما ساهم في خفض معدل الخصوبة بحوالي 50% بين العامي 1800م و1900م، ولا سيما في المناطق الحضرية.[2]

والجدير بالذكر أن الدراسة الوحيدة المعروفة التي أجريت حول استخدام النساء الأمريكيات لمثل هذه الوسائل، كانت هي الدراسة التي قامت بها سيليا موشر من العام 1892م إلى العام 1912م.[3] وقد استندت هذه الدراسة إلى عينة صغيرة من النساء من الطبقة الأرستقراطية.

A portrait of a well dressed man, around 50 years old, circa 1850.
روبرت دالي أوين صاحب أول كتاب يناقش وسائل منع الحمل بالولايات المتحدة.

وبناء عليه، فقد أوضحت الدراسة أن أكثر وسائل منع الحمل انتشارًا في هذا الوقت هي: القذف الخارجي، وطريقة النظم، واستخدام الوابل، والواقيات الجنسية، والفراذج. كما كشفت هذه الدراسة عن نظرة هؤلاء النساء للجماع على أنه «وسيلة للمتعة» أكثر منه «وسيلة للتناسل».[4]

وعلى الرغم من الانتشار النسبي لوسائل منع الحمل في مجتمعات الطبقات الراقية ومجتمعات الطبقات المتوسطة آنذاك، فإن مناقشة موضوع تحديد النسل على مرأى من العامة كان أمرًا نادرًا إلى أقصى الحدود.[5] غير أن روبرت دالي أوين قام على جرأة منه بمناقشة مسألة تحديد النسل باستخدام وسائل منع الحمل في كتابه «فسيولوجيا الأخلاق» أو «البحث الموجز، والواضح حول أسئلة العامة»، والذي نُشر عام 1831م.[6] وقد أشار هذا الكتاب إلى مسألة تحديد النسل على أنها «مسعى جدير بالثناء»، وأن الإشباع الجنسي بغرض المتعة فقط، هو أمر «لا يمس الأخلاق».[7] كما أوصى روبرت بأسلوب القذف الخارجي، وقام بمناقشة استخدام وسيلتي الإسفنج المهبلي، والواقي الذكري.[8] ومن ناحية آخرى، تبع كتاب روبرت كتاب آخر يسمى «ثمار الفلسفة» أو «المرافق السري للمتزوجين الشباب»، للكاتب والطبيب تشارلز نولتون. وقد حبذ تشارلز في كتابه استخدام الوابل لمنع الحمل، [9] فتم القبض عليه بولاية ماساتشوستش لمخالفته قوانين مكافحة الإباحية، ولاقى عقوبة بالحبس مدتها ثلاثة أشهر.[10] إن وسائل تحديد النسل قد تم اعتمادها بأوروبا بشكل كامل في وقت مسبق لاعتمادها بالولايات المتحدة. وفي خطوة لتحدي قوانين مكافحة الإباحية ببريطانيا، قام كل من تشالز برادلاف، وآني بيزانت بإعادة طبع كتاب نولتون «ثمار الفلسفة» عام 1877م.[11] وقد أسفر ذلك عن القبض عليهما وتقديمهما للمحاكمة، وتمت تبرئتهما في وقت لاحق، إلا أن المحاكمة قد ذاع صيتها، وهو ما ساهم في تشكيل «الرابطة المالثوسية»؛ وهي أول جماعة مناصرة لتحديد النسل في العالم. وقد سعت هذه الرابطة إلى كبح جماح النمو السكاني، وذلك خوفًا من نبوءة توماس مالتوس المفجعة حول النمو السكاني الهائل، والذي تكهن بأن معدل النمو السكاني الحالي سيؤدي إلى استشراء الفقر والمجاعات في جميع أرجاء العالم.[12] وبحلول عام 1930م، أنشئت العديد من الجمعيات المناصرة لتحديد النسل في جميع البلدان الأوربية تقريبًا، وبدأت حركة تحديد النسل تجد قبولاً واسعًا في معظم بلدان أوروبا الغربية باستثناء، أيرلندا الكاثولوكية، وإسبانيا، وفرنسا.[13] ومثلما انتشرت هذه الجمعيات في جميع أنحاء أوروبا، انتشرت بالتبعية أيضًا عيادات تحديد النسل. وقد أنشئت أول عيادة لتحديد النسل في العالم بهولندا عام 1882م، وقامت بإدارتها أول طبيبة هولندية -أليت جاكوبس.[13] كما قامت ماري ستوبس بإنشاء أول عيادة لتحديد النسل بإنجلترا عام 1921م.[14]

قوانين كومستوك[عدل]

صورة لأنطوني في الستين من عمره.
أنطوني كومستوك صاحب قانون كومستوك المناهض لوسائل منع الحمل.

كان استخدام وسائل منع الحمل عملًا قانونيًا في أغلب سنوات القرن التاسع عشر، ولكن في سبعينيات هذا القرن، انتشرت «حركة النقاء الاجتماعي» على نطاق واسع. سعت هذه الحركة إلى القضاء على رذيلة بشكل عام؛ والقضاء على الدعارة والفحش بشكل خاص.[15] تألفت هذه الحركة في باديء الأمر من مجموعة من مُصلحي الأخلاق- أصحاب المذهب البروتستانتي، والنساء من ذي الطبقة المتوسطة. والجدير بالذكر أن حملة العصر الفكتوري قد هاجمت أيضًا وسائل منع الحمل بوصفها فعل غير أخلاقي يعمل على نشر البغاء والأمراض التناسلية.[16] كان قائد حركة «النقاء الاجتماعي» كومستوك -المفتش البريدي- يمارس ضغوطًا فعالة عملت على إقرار قانون كومستوك عام 1873، وهو قانون فيدرالي يحظر إرسال «أي مادة أو أداة عبر البريد من شأنها منع الحمل أو مصممة لتحقيق عملية الإجهاض»، فضلًا عن حظر انتشار أي شكل من أشكال التعريف بوسائل منع الحمل.[17] وبالتبعية أقرت العديد من الولايات قوانين مماثلة لهذا القانون، عرفت مجتمعة باسم قوانين كومستوك. وقد أضافت تلك القوانين للقانون الفيدرالي حظر استخدام أو ترويج وسائل منع الحمل. كان كومستوك فخورًا بحقيقة أنه المسؤول عن اعتقال الآلاف، وتدمير مئات الأطنان من الكتب، والكتيبات التي تحمل معلومات عن وسائل منع الحمل.[18] كان أيضًا كومستوك وحلفاؤه من أشد المعارضين لكل من التحرريين، والطوباويين، الذين شكلوا «حركة الحب الحر»؛ وهي مبادرة سعت: للتحرر الجنسي، المساواة بين الرجل والمرأة، وإلغاء الزواج.[19] وللعلم، فإن مؤيدي حركة الحب الحر كانوا هم الوحيدين الذين عارضوا بضراوة قوانين كومستوك في القرن التاسع عشر، مهيئين الأجواء لظهور حركة تحديد النسل.[20] لم تؤت مجهودات أنصار «حركة الحب الحر» ثمارها، ولذلك قامت كل من حكومات الولايات، والحكومة الفيدرالية بتطبيق قوانين كومستوك بشكل أكثر صرامة مع بدايات القرن العشرين.[20] وكنتيجة لذلك اُستخدمت وسائل منع الحمل بطرق سرية وغير شرعية، غير أنها لم تختفِ نهائيًا، كما تناقصت عدد المنشورات عن وسائل منع الحمل، وكذلك الإعلانات. وعلى هذا فإن ظهر أي من الإثنين، فكان باستخدام عبارات مُلطفة مثل «المساعدات الزوجية»، أو «الأدوات الصحية». وعلاوة على ذلك، فقد استمرت مراكز الأدوية تبيع الواقيات الذكرية باعتبارها «سلع مطاطية»، وتبيع غطاء عنق الرحم على أنه «مُساعد للرحم».[21]

البداية (1914-1916)[عدل]

حركة حرية التعبير[عدل]

A black and white portrait of a woman, dressed fashionably, sitting at a table, wearing a dress from around 1900. She gazes seriously at the viewer.
كانت إيما جولدمان من أولى ناشطات حركة تحديد النسل.
A head/shoulder portrait of an attractive woman, dressed in fashions from around 1920.
مارغريت سانغر أحد زعماء حركة تحديد النسل

في مطلع القرن العشرين، برزت على الساحة حركة نشطة، مركزها قرية غرينيتش، كان هدفها إلغاء القيود على حرية التعبير.[22] كان يدعم هذه الحركة نشطاء، ودعاة المساواة بين الجنسين، ولاسلطويين، وملحدين؛ منهم عزرا هيوود، وموسى هارمان، ومورتيمر بينيت، وإيما جولدمان. خاض هؤلاء الأشخاص معارك منتظمة ضد قوانين مكافحة الإباحية، ولاحقًا حملت مساعي الحكومة لقمع التعبير عن الرأي خطورة التورط في الحرب العالمية الأولى.[23] وقبل العام 1914، تمركزت أنظار «حركة حرية التعبير» على السياسة، ونادرًا ما تناولت وسائل منع الحمل.[24] وفي عام 1912، انضم لدائرة جولدمان من النشطاء، والاشتراكيين، والبوهيميين؛ ممرضة تدعى مارغريت سانغر؛ توفيت والدتها في الخمسين من عمرها إثر إصابتها بمرض السل، ومرض سرطان عنق الرحم، وقد قامت والدة سانغر خلال 22عامًا من عمرها بإجراء 18 حالة ولادة.[25] وفي 1913، كانت سانجر تعمل في الجانب الشرقي الأدنى لمدينة نيويورك، حيث كانت تعيش أغلب الوقت مع نساء فقيرات يتكبدون آلام عمليات الولادة المتكررة، والإجهاض العمدي. وبعد أن شهدت سانغر حالة واحدة مأساوية، كتبت سانغر «رميت حقيبة عملي في الزاوية، وأعلنت أن لا أقبل أي حالة أخرى حتى يتسنى لجميع النساء العاملات في الولايات المتحدة بإدراك ماهية تحديد النسل».[26] ومنذ ذلك الوقت، جالت سانغر بين المكتبات العامة، تبحث عن معلومات حول وسائل منع الحمل، ولكنها لم تجد أي معلومة متاحة.[27] ولذلك غضبت سانغر من أن النساء الأرستقراطيين يمكنهم الحصول على وسائل منع الحمل بسهولة عن طريق الأطباء، في حين لا يستطيع النساء من الطبقة العاملة الحصول على وسائل منع الحمل.[28]

A magazine cover, with the title "تمرد المرأة".
تمرد المرأة، أول نسخة من تمرد المرأة، مارس 1914

وتحت تأثير كل من جولدمان، ورابطة حرية التعبير؛ عقدت سانجر العزم على تحدي قوانين كومستوك، التي تحظر نشر أية معلومات عن وسائل منع الحمل.[29] وبوضع هذا الهدف في الاعتبار، أطلقت سانغر «تمرد المرأة»، وهي نشرة شهرية من ثماني صفحات روجت لوسائل منع الحمل تحت شعار«لا آلهة، لا أسياد»، [30] كما أعلنت على الملأ أن كل امرأة يجب أن تكون «المتحكم المطلق في جسدها».[31] وبالإضافة إلى ذلك، ابتكرت سانجر مصطلح «تحديد النسل»، الذي ظهر لأول مرة في صفحات «تمرد المرأة»، كبديل أكثر صراحة للعبارات الملطفة مثل «تحديد الأسرة». '[32]

تحقق هدف سانغر من تحدي قوانين كومستوك عندما وجه اليها الاتهام في أغسطس 1914، حيث ركزت اتهامات النيابة العامة على المقالات التي كتبتها سانجر عن الاغتيال والزواج، بدلًا من التركيز على مقالاتها حول وسائل منع الحمل.[33] وخوفًا من سجنها دون أن تنال فرصة المدافعة عن تحديد النسل بالمحكمة، هربت سانجر إلى إنجلترا خشية الاعتقال.[34] في أثناء وجودها بأوروبا، واصل زوجها عملها حيث قام بتوزيع كتيبات تحديد النسل عن طريق أحد عمال البريد، مما وضع زوجها تحت طائلة القانون فتم اعتقاله وحبسه لمدة 30 يومًا.[35] كان اعتقاله وحبسه أثرًا في تشجيع العديد من الصحف السائدة بما فيها مجلة هاربرز الأسبوعية، ونيويورك تريبيون على نشر مقالات حول قضية تحديد النسل.[36] وقام كل من إيما جولدمان؛ وبين ريتمان بالطواف في أرجاء البلاد متحدثين عن دعم سانغر، وقاموا بتوزيع نسخ من كتيباتها حول تحديد النسل؛ [37] في حين عمل نفي سانغر، واعتقال زوجها بأن تتناول الصحف الأمريكية حركة تحديد النسل في صدارة صفحاتها.[38]

أولى منظمات تحديد النسل[عدل]

A page from a book, published in 1914. The page is mostly words, with a picture of a contraceptive diagram. The text describes birth control techniques.
صفحة من كتيب تحديد النسل 1914 «تحديد الأسرة» يصف غطاء عنق الرحم.

في ربيع عام 1915، قام أنصار سانجر بقيادة ماري دينيت بتشكيل الجمعية الوطنية لتحديد النسل، والتي تعد أول جمعية لتحديد النسل في الولايات المتحدة.[39] وخلال العام 1915، تم تشكيل منظمات إقليمية أصغر في العديد من المدن الأمريكية كسان فرانسيسكو، بورتلاند، سياتل، ولوس أنجلوس.[40] عادت سانجر إلى الولايات المتحدة في أكتوبر 1915، واعتزمت فتح عيادة لتحديد النسل على غرار تلك التي زارتها في أمستردام، ولكن كان عليها أولاً أن تدفع التهم الموجهة ضدها.[41] عرض عليها المحامي المشهور كلارينس دارو الدفاع عنها بلا مقابل، غير أن الضغط العام جعل الحكومة تسقط الاتهامات المنسوبة إليها في وقت مبكر من عام 1916.[42] وما أن تحررت سانغر من تهديد الحبس، حتى قامت بجولات عبر البلاد تخطب فيها، وهو ما جعلها تحظى بشعبية عارمة أعطتها سمة القيادة لحركة تحديد النسل في الولايات المتحدة.[43] وفي الوقت نفسه، انشغلت العديد من الشخصيات القيادية الأخرى مثل ويليام روبنسون، وماري دينيت بأعمال أقل أهمية أو إعارة انتباههم نحو قضايا آخرى. وفي أواخر عام 1916، رحلت سانغر إلى بوسطن لتقديم العون لجمعية تحديد النسل بولاية ماساتشوستس، وكذلك دعم الناشط كلييك أليسون في محبسه.[44]

أول عيادة لتحديد النسل في الولايات المتحدة[عدل]

قامت سانغر خلال جولاتها عام 1916 بالترويج لعيادات تحديد النسل القائمة على النموذج الهولندي، والتي رأتها خلال رحلتها في أوروبا عام 1914. وعلى الرغم من إلهام سانغر العديد من الجمعيات المحلية لإنشاء جمعيات تحديد النسل، فإن أي منها لم يُنشأ.[45] ولذلك عزمت سانجر إنشاء عيادة لتحديد النسل بالولايات المتحدة، والتي يمكن فيها توفير وسائل منع الحمل للنساء مجانًا.[46] وبالرغم من أن قانون الولايات المتحدة كان يمنع حينها توزيع أي من وسائل منع الحمل أو التعريف بها، فإن سانجر سعت لإستغلال البند الموجود بنفس القانون الذي يسمح للأطباء بوصف وسائل منع الحمل للوقاية من الأمراض.[47] وفي 16 أكتوبر 1916، افتتحت سانغر عيادة «براونزهيل» في بروكلين، فحققت نجاحًا منقطع النظير؛ حيث سجلت العيادة في يومها الأول معدل زيارة بلغ أكثر من 100 امرأة، [48] وبعد عدة أيام من افتتاح العيادة، وقعت سانغر ضحية مكيدة من شرطية سرية اشتريت منها غطاء عنق الرحم، فرفضت سانغر وزميل لها في العمل الانصياع لأوامر الشرطة باعتقالهم، مما أدي بالشرطة لسحلهم إلى خارج العيادة، [49] وأُغلقت العيادة، ولم يتم افتتاح أية واحدة آخرى بالولايات المتحدة مُذ ذلك التاريخ وحتى عام 1923.[50] بدأت محاكمة سانغر في يناير عام 1917، دعمها عدد كبير من الأثرياء والنافذين الذين تحالفوا معًا لتشكيل لجنة المائة، التي خُصصت لجمع الأموال من أجل سانغر والمنظمة الوطنية لتحديد النسل.[51] وكان من مهام هذه اللجنة أيضًا نشر الصحيفة الشهرية "مناقشة تحديد النسل"؛ كما قامت بإنشاء شبكة اتصالية بين السياسيين المرموقين، والنشطاء، والعاملين بالصحافة.[52] ومع الدعم القوي لسانغر، إلا أنها أُدينت، وعرض عليها القاضي حكمًا مخففًا شريطة أن تقسم بعدم خرق القانون مرة أخرى، إلا أنها أجابت "لا أستطيع أن أحترم القانون القائم اليوم"، "[53] وحينها لاقت حكمًا بالحبس لمدة 30 يومًا. وعلاوة على ذلك، كان هناك العديد من النشطاء الآخرين الذين قاموا بأدوار عدة أمثال إيما جولدمان التي أُعتقلت عام 1916 جراء نشرها معلومات عن وسائل منع الحمل، [54] وإبراهام جاكوبي الذي حاول دون جدوى أن يقنع المجتمع الطبي بالولايات المتحدة بتغيير القانون الذي يمنع الترويج لوسائل منع الحمل.[55]

قبول الاتجاه السائد (1917-1923)[عدل]

The cover of a 1919 magazine, titled "The Birth Control Review". On the cover a suffering mother asks a nurse for help to prevent more pregnancies.
مناقشة تحديد النسل التي نشرت شهريًا من 1917 إلى 1940.[56]

وَلدت الشهرة التي حظيتها محاكمة سانغر حماسًا عارمًا للقضية، فبحلول عام 1917 كان هناك أكثر من 30 منظمة لتحديد النسل في الولايات المتحدة.[57] كانت سانغر دائمًا ثاقبة النظر بشأن الاستفادة من العلاقات العامة؛ ومن هنا استغلت صيت محاكمتها في تعزيز قضاياها، [58] فبعد المحاكمة ظهرت سانجر بصورة أكثر وضوحًا كزعيمة لحركة تحديد النسل، وهو ما لم يحظاه قادة آخرون في كسب الجاذبية، والسحر، والحماسة التي تحلت بهما سانغر [59] من أمثال وليام روبنسون، وماري دينيت، وبلانش إيمز إيمز.وتطورت هذه الحركة تدريجيًا من خلال جهود النشطاء، وحملات الطبقات العاملة التي مولتها نساء المجتمع والمهنيون الليبراليون.[60] بدأت سانجر وأنصارها باللجوء إلى الحديث عن الفوائد الاجتماعية والاقتصادية لتحديد النسل، بدلًا من انتهاج النبرة الثورية في الخطابة؛ [61] وهي السياسة التي أدت إلى ازدياد مستوى القبول الشعبي لهذه الحركة بالولايات المتحدة. وعلى سبيل المثال، ازدادت التغطية الإعلامية لقضية تحديد النسل، [62] كما أُنتج العديد من الأفلام السينيمائية الصامتة في العقد الثاني من القرن التاسع عشر، وقد تناولت تحديد النسل كفكرة محورية، ومن هذه الأفلام «تحديد النسل»، الذي أنتجته وقامت ببطولته سانجر نفسها.[63] ظلت المعارضة لتحديد النسل قوية للغاية، فقد رفضت السلطة التشريعية للولايات تقنين وسائل منع الحمل أو نشر أية معلومات عنها، [64] كما علت أصوات علماء الدين مهاجمين النساء اللواتي فضلوا «الترف والبدعة» على الأمومة، [65] وعبر علماء تحديد النسل عن قلقهم بأن يسفر تحديد النسل عن زيادة الفجوة بين معدل المواليد من الجنس القديم «الأمريكيين البيض»، والملونين المهاجرين «الزنوج».[66]

وفي عام 1918 أنشأت سانجر شركة النشر لمؤسسة «نساء نيويورك»، وتحت رعايتها أصبحت تلك الشركة هي الناشر الرسمي لـ «مناقشة تحديد النسل».[67] ومن ناحية أخرى قامت الناشطة البريطانية كيتي ماريون ببيع نسخ «مناقشة تحديد النسل» على نواصي شوارع نيويورك بسعر 20 سنتًا للنسخة الواحدة؛ مُتحملة مضايقات الشرطة، والمضايقات بالأسئلة، بل والبصق، والإيذاء البدني، والأدهى من ذلك التهديدات بالقتل. وعلى مدار العشر سنوات التالية تم القبض على ماريون 9 مرات لمدافعتها عن تحديد النسل.[68]

انتصار قانوني[عدل]

استأنفت سانغر الحكم الصادر ضدها عام 1917، وحققت انتصارًا ذو حدين، حيث أجمعت محكمة الاستئناف بنيويورك على قرار كتبه القاضي فريدريك كرين، تمسكت فيه المحكمة بإدانة سانغر، غير أنها ألزمت السلطات القضائية بتقنين وسائل منع الحمل تحت إشراف الأطباء فقط.[69] عُمل بهذا القرار في نيويورك حيث سمحت السلطات بإنشاء عيادات تحديد النسل تحت إشراف الأطباء، [70] غير أن سانجر لم تستغل هذا الانتصار في الحال، واعتقدت اعتقادًا خاطئًا بأن الأوساط الطبية كافية لترويج وسائل منع الحمل؛ ووجهت أنظارها للكتابة وإلقاء المحاضرات.[71]

الحرب العالمية الأولى والعوازل الذكرية[عدل]

لاقت وسائل منع الحمل انتشارًا غير متوقع أثناء الحرب العالمية الأولى، وذلك بسبب أزمة الجيش الأميركي حيث أسفر تشخيص عدد من الجنود عن إصابتهم بمرض الزهري -مرض تناسلي مُعد، وداء السيلان. وفي أعقاب ذلك، قام الجيش بحملات تعليمية موسعة، قام خلالها بالتركيز على الامتناع عن ممارسة الجنس، كما قام بنشر بعض الإرشادات حول كيفية استخدام وسائل منع الحمل.[72] ولكن تحت ضغط دُعاة «العفة»، لم يتمكن الجيش من توزيع الواقيات الذكرية أو حتى السماح باستخدامها؛ مما جعل من الولايات المتحدة القوة الوحيدة التي لم توفر لجنودها العوازل الذكرية. ولما كانت القوات الأمريكية بأوروبا استطاعوا بسهولة الحصول على العوازل الذكرية المطاطية، وعندما عادوا لوطنهم وجدوا أن هذه العوازل هي الطريقة المثلى لتحديد النسل.[73] مثلت حملة مكافحة الأمراض التناسلية التي قامت بها المؤسسة العسكرية نقطة التحول الرئيسية لحركة تحديد النسل؛ فلأول مرة تنخرط مؤسسة حكومية في مناقشات عامة، ومتكررة حول مسائل جنسية.[74] فقد قلبت هذه المناقشات الأمر رأسًا على عقب؛ فتحول الجنس من مسألة لا يتم مناقشتها في العلن إلى مسألة مُباحة تناقش موضوعات تتعلق بالبحث العلمي، كما حولت المناقشات وسائل منع الحمل من مسألة تمس الأخلاق إلى مسأله محورها الصحة العامة.[75]

جهود تشريعية[عدل]

ركزت ماري دينيت جهودها أثناء الحرب العالمية الأولى على حركة السلام، وفي عام 1918 وجهت جهودها لصالح حركة تحديد النسل، [76] واستمرت في قيادة منظمة تحديد النسل الوطنية، كما تحالفت مع سانغر في شركة النشر لمؤسسة «نساء نيويورك». وفي العام 1919، نشرت دينيت على نطاق واسع كتيب تعليمي أسمته «الجانب الجنسي من الحياة»، الذي عالج الجنس كفعل طبيعي وممتع.[77] ولكن، وفي العام نفسه، انتشرت حالة من الإحباط بسبب العجز المستمر في تمويل منظمة تحديد النسل الوطنية، فانفصلت دينيت عن المنظمة، وشكلت «المنظمة الأبوية التطوعية».[78] اقترحت كل من دينيت وسانجر تغييرات تشريعية من شأنها تقنين وسائل منع الحمل، وانتهج كل منهم نهجًا يختلف عن الآخر؛ فأيدت سانجر انتشار وسائل منع الحمل تحت إشراف الأطباء، وعلى النقيض حاولت دينيت جاهدة من أجل الوصول إلى تشريع يسمح بإمكانية الحصول على وسائل منع الحمل بصورة مطلقة.[79] فقد كانت سانغر -أحد دعاة استخدام الحجاب العازل الأنثوي، قلقة إزاء الحصول على وسائل منع الحمل دون إشراف الأطباء، لأن ذلك في نظرها سيؤدي إلى الاستخدام الخاطئ لها، وبالتبعية سيؤدي إلى الاستغلال الطبي.[80] كما كانت دينيت هي الأخرى قلقة حيال تقييد الحصول على وسائل منع الحمل إلا تحت إشراف الأطباء، الذي من شأنه أن يمنع النساء الفقيرات من الحصول على وسائل منع الحمل، وكانت منزعجة بشأن الافتقار للأطباء المتدربين في مجال تحديد النسل. فشلت كل المبادرات التشريعية لكل من دينيت وسانغر، ويرجع ذلك جزئيًا إلى بعض المشرعين الذين رأوا أن الخوف من الحمل هو السبب الوحيد لامتناع المرأة عن ممارسة الجنس.[81] وفي وقت مبكر من العام 1920، أصبحت مكانة سانجر أكثر بروزًا كقائدة لحركة تحديد النسل، ويرجع ذلك لانغماسها في إلقاء المحاضرات العامة باستمرار، ولجوئها لخطوات استبعدت فيها دينيت من الاجتماعات، والأحداث العامة.[82]

المنظمة الأمريكية لتحديد النسل[عدل]

على الرغم من انشغال سانغر في نشر «مناقشة تحديد النسل» خلال السنوات 1919 و1920، فإنها لم تكن منتسبة رسميًا لأي من «منظمة تحديد النسل الوطنية» أو «المنظمة الأبوية التطوعية» خلال هذه الفترة. ولكن في عام 1921 رأت سانجر أن عليها الانخراط في هيئة رسمية لكسب دعم كل من الجمعيات الوطنية، والأوساط العلمية؛ وبدلًا من الانضمام إلى منظمة قائمة، قررت هي إنشاء منظمة جديدة.[83] وكخطوة أولى، نظمت سانغر أول مؤتمر بالولايات المتحدة حول تحديد النسل، تم عقده في نوفمبر 1921 بمدينة نيويورك، وفي ختام المؤتمر حيث كانت سانغر تستعد لإلقاء خطاب أمام الجماهير المحتشدة في مسرح «تاون هول»، داهمت الشرطة الاجتماع، واعتقلت سانغر بتهمة الإخلال بالنظام العام، ومن مكانها على المسرح صرخت سانجر قائلة: «لدينا الحق في عقد هذا الاجتماع طبقًا للدستور. فدعوهم يبرحونا ضربًا إذا كانوا يريدون». أُطلق سراحها فيما بعد، وفي اليوم التالي لاعتقالها، برح الخفاء بأن باتريك جوزيف هايس -كبير أساقفة نيويورك- هو من ضغط على الشرطة لإلغاء الاجتماع.[84] وكان إلغاء الاجتماع أيضًا بمثابة نقطة تحول لحركة تحديد النسل؛ فقد اضمحلت المعارضة من قِبل الحكومة والمجتمع الطبي، غير أن الكنيسة الكاثولكية ظهرت كالغصة في حلق حركة تحديد النسل.[85] وعقِبَ هذا الاجتماع، أنشأت سانجر ومؤيدوها منظمة تحديد النسل الأمريكية.

A brick building in New York City
مبنى ثاني عيادة لتحديد النسل بالولايات المتحدة "مكتب البحوث السريرية.

ثاني عيادة لتحديد النسل[عدل]

بعد أربعة أعوام من السماح بانتشار وسائل منع الحمل تحت إشراف الأطباء، افتتحت سانجر العيادة الثانية لتحديد النسل، وكانت هذه المرة تعمل سانجر في العيادة؛ لتصبح أول ممرضة تعمل في عيادة لتحديد النسل في ظل قرار محكمة الاستئناف بنيويورك بإشراف الأطباء على ترويج وسائل منع الحمل.[86] افتتحت العيادة في اليوم الثاني من يناير 1923، تحت اسم «مكتب البحوث السريرية».[87] ولتجنب مضايقات الشرطة، لم يتم الإعلان عن وجود العيادة في بادئ الأمر، وتم توجيه جهودها للبحث العلمي، وقصر الخدمات المُقدمة على النساء المتزوجات فقط.[88] وفي ديسمبر 1923، تم الإعلان أخيرًا عن وجود العيادة، غير أن هذه المرة كانت بلا اعتقالات أو مضايقات، وهو ما جعل النشطاء يوقنون بأن 10 سنوات من الكفاح قد أتت ثمارها بهذا القبول العارم بتحديد النسل في أرجاء الولايات المتحدة.[89] والجدير بالذكر أن «مكتب البحوث السريرية» هو أول عيادة رسمية لتحديد النسل في الولايات المتحدة، التي سرعان ما تطورت حتى أصبحت من رواد البحث العلمي المتعلق بتحديد النسل في العالم.

تقدم وانتكاسة (1920-1940)[عدل]

قبول واسع النطاق[عدل]

A newspaper advertisement selling birth control products. A woman's head is shown, with text underneath.
إعلان في صحيفة عام 1926 يعلن عن بيع أحد وسائل منع الحمل

في أعقاب النجاح الباهر الذي حققته العيادة الثانية لتحديد النسل، أصبحت مناقشة وسائل منع الحمل علنيًا أمرًا أكثر شيوعًا، كما أصبح مصطلح «تحديد النسل» دارجًا في اللغة.[90] ومن بين مئات المراجع عن تحديد النسل في الصحف والمجلات في عشرينيات القرن الماضي، فإن أكثر من ثلثيها كان يحظى باستحسان.[91] إن انتشار وسائل منع الحمل على نطاق واسع تعد بمثابة تحول من مجتمع يتعامل مع الأعراف الجنسية بصرامة مُنذ العصر الفكتوري إلى مجتمع أكثر تساهلًا في التعامل مع تلك الأعراف. ومن العوامل الأخرى التي غيرت من معايير التعامل مع الأعراف الجنسية: كثرة التنقل التي سهلتها وسائل المواصلات، والتعرف على أنماط الحياة الحضرية المُغفلة، والنشوة التي تلت الحرب العالمية الأولى. وكشف علماء الاجتماع الذين شملت استطلاعاتهم المرأة في مدينة مونس بولاية إنديانا عام 1925، أن كل النساء من الطبقة الأرستقراطية، و80 بالمائة من النساء من الطبقة العاملة، أيدوا تحديد النسل.[92] كما أن معدل المواليد قد انخفض في الولايات المتحدة 20 بالمائة بين عامي 1920و1930، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى استخدام وسائل منع الحمل.[93]

المعارضة[عدل]

على الرغم من انتشار عيادات تحديد النسل في أواخر عشرينيات القرن التاسع عشر، فإن حركة تحديد النسل كانت لا تزال تواجه تحديات كبيرة؛ فقطاعات عديدة من المجتمع الطبي كانت لا تزال تعارض تحديد النسل، كما تم إدراج العديد من أنصار تحديد النسل في القائمة السوداء لمحطات الإذاعة. وعلى العكس من أن قوانين الدولة، وقانون الحكومة الفيدرالية لم يكن معمول بها؛ فإن وسائل منع الحمل كانت لا تزال محظورة.[94] كان العدو اللدود لحركة تحديد النسل الكنيسة الكاثولكية، التي حشدت المعارضة في العديد من الأماكن طوال عشرينيات القرن الماضي.[95] أقنع الكاثوليك مجلس مدينة سيراكيوز بمنع سانغر من إلقاء خطبة عام 1924؛ ومارس «مؤتمر الرفاة الوطني» -الذي يعقده الكاثوليك سنويًا، ضغطًا مناهضًا لحركة تحديد النسل؛ وقاطعت «جمعية فرسان كولومبوس» الفنادق المضيفة للفعاليات المتعلقة بتحديد النسل؛ ومنع أيضًا قائد الشرطة بألباني -عاصمة ولاية نيويورك- سانجر من إلقاء الخطب بشكل علني؛ وخضعت العديد من شركات النشر الإخبارية هي الأخرى لضغوط من الكاثوليك لترفض تغطية المقالات المتعلقة بتحديد النسل.[96] ومن ناحية أخرى، فقد استغلت منظمة تحديد النسل هذه الأمور لصالحها من خلال استخدام الصحافة لتوليد تعاطف جماهيري لقضية تحديد النسل.[97] ومع كل هذا، ظل الضغط الكاثوليكي أكثر قوة خاصة في الميدان التشريعي، حيث عملت ذريعتهم بأن وسائل منع الحمل غير طبيعية، وضارة، وفاحشة؛ على إعاقة العديد من المبادرات، بما في ذلك محاولة ماري دينيت عام 1924 تغيير القوانين الفيدرالية لمكافحة وسائل منع الحمل.[98] وخلال عشرينيات القرن التاسع عشر، تم إنشاء العديد من عيادات تحديد النسل في جميع أنحاء الولايات المتحدة، والجدير بالذكر أن كل افتتاح كان لابد وأن يشهد حادثة.[99] فعلى سبيل المثال، في عام 1929، عندما اقتحمت قوات الشرطة عيادة بنيويورك، وقامت بإلقاء القبض على طبيبين وثلاث ممرضات بتهمة توزيع معلومات -غير متعلقة بالوقاية من الأمراض- حول كيفية استخدام وسائل منع الحمل.[100] وفي غضون ذلك، حققت منظمة تحديد النسل الأمريكية انتصارًا كبيرًا في المحاكمة عندما أقر القاضي بأن استخدام وسائل منع الحمل بهدف صنع فارق أكبر بين المواليد، هو عمل طبي مشروع يصب بفائدتة لصالح صحة الأم.[101] والأكثر من ذلك، فهذه المحاكمة التي شارك فيها العديد من الأطباء البارزين كشهود دفاع، جذبت شريحة واسعة من المجتمع الطبي لدعم دعاة تحديد النسل.[102]

العنصرية وعلم تحسين النسل[عدل]

An advertisement for a book entitled "Woman and the New Race". At the top is a photo of a woman, seated affectionately with her two sons.
كتاب سانغر التي أيدت فيه علم تحسين النسل بعنوان «المرأة والعِرق الجديد» عام 1920.

كان علم تحديد النسل قد أصبح ذائع الصيت بالولايات المتحدة وأوربا قبل ظهور حركة تحديد النسل، كما كانت موضوعات هذا العلم تُناقش على نطاق واسع في المقالات، والمحاضرات، والأفلام.[103] لم يكِن علماء تحسين النسل نفس المشاعر تجاه حركة تحديد النسل، فالبعض كان قلقًا أن يسفر تحديد النسل عن زيادة الفارق في معدلات المواليد بين البيضالعِرق القوقازي، والسود –الأمريكيون الأفارقة؛ في حين أنهم كانوا يدركون قيمة تحديد النسل كوسيلة لتحقيق التوازن العِرقي.[104] تضافرت جهود زعماء تحديد النسل بالمناداة بحرية الرأي وحقوق المرأة بدلاً من تحسين النسل –إذ لم يكن من الأهداف المرجوة. لكن في عام 1920، تبدل الحال إذ سعى زعماء حركة تحديد النسل إلى وجود نقطة التقاء مشتركة بينهم وبين علماء تحسين النسل في سبيل تعزيز الدعم للحركة.[105] كان كلاهما يتفقون على أن زيادة عدد المواليد هو السبب الرئيس للفقر والجريمة والمرض.[106] وفي أوائل عشرينيات القرن التاسع عشر، نشرت سانغر كتابين أبرزت فيهم تأييدها لعلم تحسين النسل هم: «المرأة والعِرق الجديد» و«المحور الحضاري».[107] أيدت سانغر ومناصرين «تحسين النسل الاتِّقائِيّ»، أي عدم تشجيع التناسل من السود؛ غير أنها لم تناصر ومؤيدوها «تحسين النسل التطويري»، بتأييدها الإنجاب من البيض.[108] بالإضافة إلى ذلك، أدانت سانغر القتل الرحيمقتل من يشكو مرضًا عضالاً. ومن ناحية أخرى، رفض العديد من علماء تحسين النسل دعم حركة تحديد النسل، وذلك لإصرار سانغر بأن الواجب الأساسي للمرأة ينبغي أن يكون لصالحها، لا لصالح الدولة! [109] اتفقت رؤى بعض زعماء حركة تحديد النسل مع كثير من الأمريكيين البيض بأفضلية أصحاب البشرة الفاتحة على غيرهم من ذوي البشرة الداكنة، [110] إذ كانوا يرون أن عقلية الأمريكيين الأفارقة متخلفة، حيث لا يمتلكون الكفاءة لإدارة شؤونهم الصحية مقارنة بغيرهم من الأمريكيين البيض، وبالتالي يحتاجون إشرافًا خاصًا من البيض. اتهم السود –الأمريكيون الأفارقة، حركة تحديد النسل بمحاباة البيض إذ كان البيض يهيمنون على الهيئة الطبية ومراكز القيادة بالحركة، مما أدى لإثارة الريبة، وظهور فكرة «الإبادة العرقية» كنتيجة حتمية لانتشار حركة تحديد النسل على نطاق واسع،[111] غير أن العديد من أنصار حركة تحديد النسل، خاصة البيض، رأوا أن هذه الشبهات ما هي إلا عدم اكتراث بوسائل منع الحمل.[112]

A dignified African-American man, with a mustache, dressed stylishly, sitting down.
وليام إدوارد دو بويز هو أحد العاملين بعيادة هارلم لتحديد النسل.[113]

وبالرغم من هذه الشكوك، كان يوجد العديد من الزعماء الأمريكيين الأفارقة يبذلون الكثير من الجهود لدعم حركة تحديد النسل في مجتمعات الأفارقة بالولايات المتحدة. ففي عام 1929، طلب الباحث الاجتماعي، وزعيم الرابطة الحضرية بنيويورك، جيمس هوبرت، من سانغر أن تقوم بإنشاء عيادة لتحديد النسل بحي هارلم -أحد أحياء نيويورك.[114] وفي عام 1930، أنشأت سانجر العيادة بعد حصولها على تمويل من صندوق «روزين والد». كان جميع من يعمل بالعيادة من أصل أفريقي، [115] بدءًا من الأطباء العاملين بها؛ حتى المجلس الاستشاري، إذ كان يتكون من أطباء، وممرضين، ورجال دين، وصحفيين، إلى جانب أخصائيين اجتماعيين –كلهم من أصل أفريقي.[116] انتشرت هذه الأخبار في الصحافة الأمريكية الأفريقية والكنائس، ونالت استحسان أحد مؤسسي الرابطة الوطنية لتحسين أوضاع المواطنين الملونين (السود) NAACP، وهو «وليام إدوارد دو بويز». وفي أوائل أربعينيات القرن التاسع عشر، قام «الاتحاد الأمريكي لتحديد النسل» بتدشين حملة «مشروع الزنوج»، وتولت إدارتها «قطاع خدمة الزنوج» في الاتحاد نفسه.[117] وقد سعى المشرفون على «مشروع الزنوج» لتحقيق نفس أهداف عيادة هارلم بتحسين كل من صحة الأم والأطفال.[118] ومن خلال خبرات سانغر في عيادة هارلم، رأت سانجر أن الأمريكيين الأفارقة يميلون بدرجة أكبر إلى اتباع إرشادات الأطباء من نفس عرقهم، لكن قادة آخرون رأوا ضرورة الاعتماد على الأمريكيين البيض في حملات التوعية، بل أصروا على ذلك! [119] وعملت الممارسات التمييزية والتصريحات التي أدلى بها قادة حركة تحديد النسل بين عامي 1920 و1940 إلى استمرار المزاعم حول «عنصرية الحركة».[120]

الانتشار الهائل لوسائل منع الحمل[عدل]

في عام 1930، قامت إحدى شركات تصنيع الواقي الذكري برفع دعوى قضائية ضد أخرى فيما يعرف بقضية «يونجز روبر»، أكد القاضي خلالها بأن تصنيع وسائل منع الحمل هو عمل تجاري مشروع، كما أقر بأن حظر القانون الفيدرالي إرسال الواقيات الذكرية عن طريق البريد لم يكن سليمًا من الناحية القانونية.[121] ومن ناحية أخرى، طلبت سانغر شراء حجاب عازل أنثوي من اليابان عام 1932 على أمل أن تفوز بمعركة قضائية، [122] وسرعان ما أحرزت سانغر نصرًا قانونيًا آخر؛ إذ صادرت الحكومة الأمريكية الحجاب العازل، فقامت سانغر على الفور بتحدٍ جديد نتج عنه «الحزمة القانونية الواحدة» عام 1936، التي أصدرها القاضي أوغسطس هاند. ألغت قرارات هاند قوانين مكافحة وسائل منع الحمل، التي تحظر امتلاك الأطباء لأي من تلك الوسائل. كان لتلك الحكمين في ثلاثينيات القرن التاسع عشر دورهما في تسهيل الحصول على وسائل منع الحمل.[123] وبالإضافة إلى ذلك، فقد تلى هذا الانتصار اعتماد الجمعية الطبية الأمريكية وسائل منع الحمل نهائية كواحدة من الخدمات الطبية العادية، واعتبارها عنصر رئيس في المناهج الدراسية.[124] بيد أن الأوساط الطبية لم تتواكب مع هذا التغيير بسرعة؛ فظل النساء يتبعون تعليمات خطرة وغير مناسبة، من مصادر ليست محل ثقة، حول كيفية استخدام وسائل منع الحمل.[125] وبحلول عام 1938، تجاوز العائد من الصناعة ال250 مليون دولار في العام الواحد، ويرجع ذلك لوجود أكثر من 400 شركة مُصنعة لوسائل منع الحمل، وتوافر أكثر من 600 علامة تجارية لوسائل منع الحمل الخاصة بالنساء.[126] كان يمكن شراء الواقيات الذكرية عبر ماكينات البيع الموجودة في بعض دورات المياه العامة، والجدير بالذكر أن الرجال كانوا ينفقون على الواقيات الذكرية ضعف ما كانوا ينفقونه على ماكينات الحلاقة.[127] وفي نفس الوقت الذي انتشرت فيه الواقيات الذكرية انتشارًا كبيرًا في ثلاثينيات القرن التاسع عشر، عملت القيادات النسائية بحركة تحديد النسل على تطوير وسائل منع الحمل الخاصة بالاستعمال النسائي، إذ كانوا يعتقدون أن تحديد النسل هو أمر يجب قصره على النساء فقط، وهي الأفكار التي أدت في نهاية المطاف إلى ظهور حبوب منع الحمل فيما بعد.[128] أنشأ أنصار تحديد النسل شركة «هولاند - رانتوس» بغاية إنتاج المزيد من وسائل منع الحمل عالية الجودة، ووضعت الشركة تصنيع الحجاب العازل الأنثوي في المقام الأول، الذي أوصت سانغر باستخدامه كوسيلة مثلى لمنع الحمل.[129] ومع أواخر ثلاثينيات القرن التاسع عشر، أصبح الحجاب العازل –ذو الهُلام المُبيد للنطاف، هو النموذج الأكثر شيوعًا لمنع الحمل.[130] وفي عام 1938، شكلت وسائل منع الحمل للإناث نسبة 85% من المبيعات السنوية لوسائل منع الحمل.[131]

A diaphragm contraceptive device, shown with its box, and a coin (it is about 3 times wider than the quarter).
الحجاب الحاجز الأنثوي هو أشهر الوسائل لمنع الحمل قبل ظهور حبوب منع الحمل.

جمعية تنظيم الأسرة الأمريكية[عدل]

ساعدت قرارات القاضي أوجستين هاند على التعاون بين كل من منظمة تحديد النسل الأمريكية ومكتب البحوث السريرية لتحديد النسل، الذين وحدوا قواهم لتكوين قوة دفاعية أكثر تأثيرًا، [132] ولهذا تم تشكيل المجلس الأمريكي لتحديد النسل عام 1937، تحت قيادة سانجر، لإحداث الدمج بين المنظمتين. ساهمت جهود سانغر على دمج المنظمتين أخيرًا عام 1939 في منظمة واحدة أطلق عليها «الاتحاد الأمريكي لتحديد النسل».[133] وعلى الرغم من استمرار سانغر كقائدة للمنظمة، فإنها لم تعد تمارس النفوذ نفسه الذي كانت تحظى به في بداية ظهور حركة تحديد النسل، [134] ومن الأدلة على ذلك تغيير القوى الأكثر تحفظًا بالمنظمة اسمها ليصبح «اتحاد تنظيم الأسرة الأمريكية»، وهو الاسم نفسه الذي لاقى اعتراضًا من سانغر آنفًا باعتباره «تلطيفي».[135] وبعد الحرب العالمية الثانية، صرف رؤساء «اتحاد تنظيم الأسرة الأمريكية» نظرهم عن «النسوية الراديكالية»، وركزوا على مواضيع أكثر اعتدالًا مثل تنظيم الأسرة والسياسة السكانية.[136] وفي نفس وقت تشكيل «جمعية تنظيم الأسرة الأمريكية»، كادت حركة تحديد النسل الأمريكية تقترب من تقنين استخدام وسائل منع الحمل.[137] ففي عام 1942، كانت هناك أكثر من 400 مؤسسة لتحديد النسل في الولايات المتحدة، واعترفت الأوساط الطبية بوسائل منع الحمل بالكامل، كما أن قوانين كومستوك المناهضة لوسائل منع الحمل كانت نادرًا ما تطبق- إذ كانت نصوصًا في كتب! [138]

ما بعد تقنين وسائل منع الحمل[عدل]

تلت الحرب العالمية الثانية حقبة جديدة أخذت فيها المناداة بحقوق الإنجاب منحى جديد إذ تم التركيز على الإجهاض، والتمويل العام، والتغطية التأمينية.[139] كذلك فإن دعم تحديد النسل أخذ يتطبع بتوجة عالمي من حيث الاندماج بين المنظمات. وفي عام 1946، ساعدت سانغر على إنشاء اللجنة الدولية المعنية بتنظيم الأسرة، التي تطورت فيما بعد لتصبح «الاتحاد الدولي لتنظيم الأسرة»، والذي سرعان ما أصبح أكبر منظمة غير حكومية لتنظيم الأسرة في العالم.[140] وفي عام 1952، أسس جون روكلفرالثالث مجلس السكان الذي أثر تأثيرًا فعالًا من خلال مجهوداته آنذاك. كان الانفجار السكاني قضية أساسية تثير الكثير من القلق خلال ستينيات القرن التاسع عشر، وبالتبعية وَلدت هذه القضية قلقًا إزاء قضايا أخرى كمشكلة التلوث، ونقص الغذاء، ونوعية الحياة؛ وهو ما أدى بدوره إلى تمويل حملات التوعية بتنظيم الأسرة تمويلًا أكبر عن ذي قبل في جميع أنحاء العالم.[141] تناول المؤتمر الدولي للسكان والتنمية عام 1994، والمؤتمر العالمي الرابع للمرأة عام 1995؛ تحديد النسل، كما ناقش التصريحات المؤثرة المعنية بحقوق الإنسان، التي أكدت على حق المرأة الكامل في الإجهاض.[142] وفي الولايات المتحدة، غيرت سلسلة من الإجراءات القانونية في ستينيات القرن التاسع عشر خريطة الحقوق الإنجابية؛ ففي عام 1965، قضت المحكمة العليا في دعوى «جرينولد ضد كونيكتكت» بعدم دستورية ما أقرته الحكومة من حظر استخدام الزوجين وسائل منع الحمل. وفي عام 1967، اُعتقل الناشط بيل بايرد بتهمة توزيع الرغوة –المبيدة للنُطاف، وواقي ذكري لطالب خلال محاضرة عن تحديد النسل والإجهاض بجامعة بوسطن. طعن بايرد على الحكم الصادر ضده في قضيته «بايرد ضد آيزنشتات» عام 1972؛ فاتسعت آفاق القضية لتشمل استخدام وسائل منع الحمل لغير المتزوجين إلى جانب المتزوجين، وفي نهاية المطاف أقرت المحكمة العليا بأن استخدام وسائل منع الحمل حق يتمتع به كل مواطن أمريكي. وفي عام 1970، أزال الكونجرس كل نص يشير إلى وسائل منع الحمل في القانون الفيدرالي لمكافحة الإباحية.[143] وفي عام 1973، قضت المحكمة العليا بالولايات المتحدة في قرارها «رو ضد وايد» بقصر عملية الإجهاض على الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل.[144] وفي الوقت ذاته، كانت الصناعة الصيدلانية تطور باستمرار طرائق جديدة لمنع الحمل. ففي أوائل الخمسينيات من القرن التاسع عشر، قدمت كاثرين ماكورميك دعمًا ماليًا خيريًا لعَالِم الأحياء جريجوري بينكس لتطوير حبوب منع الحمل، التي صدقت عليها إدارة الأغذية والأدوية عام 1960.[145] انتشرت حبوب منع الحمل بدرجة جد كبيرة، وكان لها تأثير كبير على المجتمع وثقافته؛ إذ ساهمت في زيادة معدل حضور الطلاب بالجامعات، وازدادت نسبة التخرج خاصة بين الطالبات.[146] وفي ستينيات القرن التاسع عشر، ظهرت أنماط جديدة لوسائل منع الحمل الرحمية؛ وهو ما زاد من انتشار موانع الحمل العكوسة –مديدة المفعول.[147]

Several packages of birth control pills.
حبوب منع الحمل

وفي عام 1982، طورت شركات الأدوية الأوربية المايفبرستون –مركب اصطناعي، الذي اُستخدم في بادئ الأمر كوسيلة من وسائل منع الحمل، غير أنه في الوقت الحاضر غالبًا ما يوصف مع البروستاجلاندين ليجعل عملية الإجهاض في الشهر الرابع من الحمل ممكنة.[148] منحت الشركات المُصنعة للمايفبرستون بالولايات المتحدة حقوق التصنيع الخاصة بها إلى مختبرات دانكو –التي أسسها مناصرين للإجهاض، وذلك بهدف توزيع المايفبرستون، بالإضافة إلى تجنب الآثار المترتبة على مقاطعة المستهلكين لمنتجات تلك الشركات الذين يقعون تحت تأثير حملات المنظمات المناهضة للإجهاض.[149] وفي عام 1997، اعتمدت إدارة الأغذية والأدوية تشريع استثنائي لاستخدام حبوب منع الحمل التداركية، عُرف هذا التشريع باسم حبة الصباح التالي، ويتم تناول الحبة بعد الجماع مباشرة لمنع الحمل، وفي عام 2006 أصبحت حبوب منع الحمل مُتاحة دون وصفة طبية.[150] وفي العام 2010، تمت الموافقة على أسيتات اليوليبريستال كوسيلة أكثر فاعلية لمنع الحمل التداركي ولاستخدام يصل إلى خمسة أيام بعد الجماع الذي لا تتوافر له أسباب الحماية.[151] والجدير بالذكر أن حوالي 50 إلى 60% من النساء الذين قرروا إجراء عملية الإجهاض قد أصبحوا حبلى في الظروف التي كان يمكن فيها استخدام وسائل منع الحمل التداركية.[152] كانت وسائل منع الحمل التداركية رأس حربة جديدة لمناهضة حقوق الإنجاب.[153] وكان المعارضون لوسائل منع الحمل التداركية يعتبرونها شكلاً من أشكال الإجهاض، إذ تمنع الجنين المُخصب من النمو داخل الرحم؛ في حين رأى أنصار هذه الوسائل أنها بريئة تمامًا من ذلك، لأن غياب الانغراس يعني أن الحمل مستحيل.[154]

انظر أيضًا[عدل]

المراجع[عدل]

فهرس المراجع
  1. ^ Engelman, pp. 3–4.
  2. ^ Engelman, p. 5. Fertility rate dropped from 7 to 3½ children per couple.
  3. ^ Engelman, p. 11.
  4. ^ Tone, pp. 73–75.
    Engelman, pp. 11–12.
  5. ^ Engelman, pp. 5–6. Rarely in public: Engelman cites Brodie, Janet, Contraception and Abortion in 19th Century America, Cornell University Press, 1987.
  6. ^ Engelman, p. 6.
    Cullen DuPont, Kathryn (2000), "Contraception" in Encyclopedia of women's history in America, Infobase Publishing, p. 53 (first book in America).
    Year of publication is variously stated as 1830 or 1831.
  7. ^ Engelman, p. 6.
  8. ^ Engelman, pp. 6–7.
  9. ^ Riddle, John M. (1999), Eve's Herbs: A History of Contraception and Abortion in the West, Harvard University Press, pp. 226–7.
  10. ^ Engelman, p. 7.
  11. ^ Engelman, pp. 7–8.
  12. ^ Engelman, pp. 8–9.
  13. ^ ا ب "Contraception", in Women's studies encyclopedia, Volume 1, Helen Tierney (Ed.), Greenwood Publishing Group, 1999, p. 301.
  14. ^ Ahluwalia, Sanjam (2008), Reproductive Restraints: Birth Control in India, 1877–1947, University of Illinois Press, p. 54.
  15. ^ Tone, p. 17.
    Engelman, pp. 13–14.
  16. ^ Engelman, pp. 13–14.
  17. ^ Engelman, p. 15.
  18. ^ Engelman, pp. 15–16.
  19. ^ Beisel, Nicola Kay (1998), Imperiled Innocents: Anthony Comstock and Family Reproduction in Victorian America, Princeton University Press, pp. 76–78.
  20. ^ ا ب Engelman, p. 20.
  21. ^ Engelman, pp. 18–19.
  22. ^ Engelman, pp. 23–27.
    Kersch, Kenneth Ira, Freedom of Speech: Rights and Liberties under the Law, ABC-CLIO, 2003, pp. 109–110.
  23. ^ Engelman, pp. 23–25.
  24. ^ Engelman, pp. 25–26.
  25. ^ Baker, pp. 50–51 (Goldman circle).
    Engelman, pp. 29–30 (Goldman circle).
    Cox, p. 4 (pregnancies).
    Buchanan, p. 121 (tuberculosis and cancer).
    Chelsler, p. 41 (age 50).
  26. ^ Baker, pp. 49–51.
    Kennedy, pp. 16–18.
  27. ^ Engelman, p. 34.
    Cronin, Mary (1996), "The Woman Rebel", in Women's periodicals in the United States: social and political issues, Endres, Kathleen L. (Ed.), Greenwood Press, p. 448.
    Cronin cites Sanger, An Autobiography, pp. 95–96.
    Cronin cites Kennedy, p. 19, who points out that some materials on birth control were available in 1913.
  28. ^ Tone, pp. 79–80.
  29. ^ McCann (2010), pp. 750–751.
  30. ^ Kennedy, pp. 1, 22. The slogan "No Gods, No Masters" originated in a flyer distributed by the عمال الصناعة في العالم  [لغات أخرى]‏ in the 1912 Lawrence Textile Strike.
  31. ^ Engelman, Peter C. (2004), "Margaret Sanger", article in Encyclopedia of Leadership, Volume 4, George R. Goethals, et al. (Eds.), SAGE, p. 1382.
    Engelman cites facsimile edited by Alex Baskin, Woman Rebel, New York: Archives of Social History, 1976. Facsimile of original.
    Engelman, pp. 43–44: At the same time, Sanger published Family Limitation, a 16-page pamphlet summarizing contraceptive techniques.
  32. ^ Sanger, The selected papers of Margaret Sanger, Volume 1, p. 70.
    Engelman, p. 23.
    Kennedy, p. 101.
  33. ^ Engelman, p. 43.
  34. ^ Baker, p. 89.
  35. ^ Chesler, p. 127.
  36. ^ Engelman, p. 49.
  37. ^ Engelman, pp. 54–55.
  38. ^ Engelman, pp. 49–50.
  39. ^ Engelman, p. 51. Organizations had existed in Europe, notably England and Netherlands, since the 1870s.
  40. ^ Engelman, p. 52.
  41. ^ Engelman, pp. 57–58.
    Kennedy, p. 77.
  42. ^ Kersten, Andrew (2011), Clarence Darrow: American Iconoclast, Macmillan, p. 170.
    Sanger, Autobiography, pp. 183–189.
    Engelman, p. 61–62: Sanger also gained sympathy from the public when her five year old daughter died immediately before the trial.
  43. ^ Engelman, p. 64.
  44. ^ Engelman, p. 72.
  45. ^ Engelman, pp. 73, 76.
  46. ^ Engelman, pp. 75–77.
  47. ^ Engelman, p. 79.
  48. ^ Chesler, p. 150.
    Engelman, p. 79–80.
  49. ^ Chesler p. 151.
    Engelman, p. 83.
  50. ^ Engelman, p. 86.
  51. ^ Engelman, pp. 87–89.
  52. ^ Engelman, p. 89.
  53. ^ Cox, p. 65.
    Engelman, p. 91.
  54. ^ Engelman, p. 84.
  55. ^ Engelman, pp. 84–85.
  56. ^ Caption at the bottom of this 1919 issue reads: "Must She Always Plead in Vain? 'You are a nurse – can you tell me? For the children's sake – help me!'"
  57. ^ McCann (2010), p. 751.
    Engelman, p. 92.
  58. ^ Chesler, pp. 127, 131, 148, 152, 166, 392.
    Kennedy pp. 84, 181.
    Engelman, pp. 92–93. In her memoirs, Sanger often understated or entirely omitted the contributions of fellow activists.
  59. ^ Engelman, pp. 92–93. In her memoirs, Sanger often understated or entirely omitted the contributions of fellow activists.
  60. ^ Engelman, pp. 92–93.
  61. ^ Engelman, p. 93.
  62. ^ Engelman, p. 92.
  63. ^ Engelman, pp. 94–96 ("phenomenal media hype").
    Sanger's movie was banned as "indecent" in New York. Other movies included Miracle of Life, The Black Stork, The Unborn, Where are my Children and Hand That Rocks the Cradle.
  64. ^ Engelman, p. 96.
  65. ^ Engelman, pp. 97, quoting Billy Sunday.
  66. ^ McCann (1994), pp. 99–101.
    Engelman, pp. 97–98.
  67. ^ Engelman, p. 99.
  68. ^ Engelman, pp. 99–101.
  69. ^ Chesler, pp. 159–160.
    Engelman, pp. 101–103.
  70. ^ Engelman, pp. 101–103.
  71. ^ Engelman, p. 103.
  72. ^ Engelman, pp. 107–109.
    Tone, pp. 91–115 contains a history of contraception in the U.S. military in World War I. Navy secretary جوزيف دانييل led the efforts to enforce abstinence.
  73. ^ Engelman, pp. 107–109.
  74. ^ Engelman, p. 109.
  75. ^ Engelman pp. 109–110, quoting Tone pp. 102–109.
  76. ^ Engelman, p. 104.
  77. ^ Engelman, p. 105.
  78. ^ Engelman, p. 111.
  79. ^ McCann (1994) pp. 69–70.
    Engelman, pp. 113–115.
  80. ^ Engelman, pp. 113–115.
    McCann (1994), pp. 71–72 gives examples that show Sanger's fears were justified.
  81. ^ McCann (1994), pp. 44–45.
  82. ^ Engelman, pp. 115–116. Sanger, jealous of her leadership role, excluded Dennett from meetings and other activities that would benefit Dennett.
  83. ^ Engelman, p. 120–122.
  84. ^ Engelman, pp. 125–126.
  85. ^ Engelman, p. 129.
  86. ^ Engelman, p. 137.
  87. ^ Engelman, p. 138.
  88. ^ Engelman, p. 138. The CRB, from its inception, collected detailed data on the effectiveness of various contraceptive methods, and published the results in many reports and journals.
  89. ^ Engelman, p. 139.
  90. ^ Engelman, pp. 141–142.
  91. ^ Engelman, p. 142.
  92. ^ Lynd, Robert S., Lynd, Helen Merrell (1929), Middletown: A Study in Modern American Culture, Harcourt, Brace & World, pp. 123–124.
    Lynd cited by Engelman, p. 143.
  93. ^ Engelman, p. 144.
  94. ^ McCann (1994), pp. 67–68 (medical resistance).
    Chesler, p. 220 (blacklisting).
    McCann (1994), pp. 68–69 (laws: advocates tried repeatedly from 1921 onwards to have anti-contraception laws removed from the books, but their efforts rarely made it out of committee).
  95. ^ Engelman, pp. 146–147.
  96. ^ Engelman, pp. 147–148.
    Chesler, p. 220 (newsreels).
  97. ^ Engelman, p. 148.
  98. ^ Engelman, p. 148.
    For a detailed discussion of religious objection to birth control, see: Tobin, Kathleen (2001), The American Religious Debate Over Birth Control, 1907–1937, McFarland.
  99. ^ Engelman, p. 153 (number increasing).
    Robinson, Caroline Hadley (1930), Seventy Birth Control Clinics, Williams and Wilkins (70 clinics in U.S. and Britain by 1930, cited by Kennedy, p. 291).
  100. ^ Engelman, p. 157.
  101. ^ Engelman, p. 158.
  102. ^ Engelman, pp. 157–158.
  103. ^ Engelman, p. 131.
    Lynn, Richard, (2001), Eugenics: A Reassessment, Praeger, p. 18.
    For a detailed discussion of مارغريت سانغر, see: Ordover, Nancy (2003), American eugenics: race, queer anatomy, and the science of nationalism, University of Minnesota Press, pp. 137–158.
  104. ^ McCann (1994), pp. 107–110.
    Engelman, pp. 131–132.
  105. ^ Engelman, pp. 132–133.
    Free speech as primary goal: McCann (2010), pp. 750–751.
    McCann (1994), p. 59.
  106. ^ McCann (1994), pp. 124–125.
    Engelman, p. 134.
  107. ^ Engelman, pp. 132–133.
  108. ^ McCann (1994), pp. 110–113.
    Engelman, p. 134.
  109. ^ Engelman, p. 134.
  110. ^ McCann (1994), pp. 150–4. Bigotry: p. 153.
    See also The Selected Papers of Margaret Sanger, Volume 1, p. 45.
  111. ^ Tone pp. 86–87: ماركوس غارفي was a black leader that opposed contraception due to fear of "extinction" of blacks.
    McCann (1994), pp. 151–154 ("race suicide").
  112. ^ McCann (1994), p. 152.
  113. ^ Baker, p. 200.
  114. ^ Hajo, p. 85.
    Engelman, p. 160.
  115. ^ Engelman, p. 160.
  116. ^ Hajo, p. 85.
  117. ^ McCann (1994), pp. 160–161.
    Engelman, pp. 175–177.
  118. ^ McCann (1994), p. 166.
  119. ^ McCann (1994), p. 163.
  120. ^ McCann (1994), pp. 168–173.
    "Birth Control or Race Control? Sanger and the Negro Project". Margaret Sanger Papers Project Newsletter. Margaret Sanger Papers Project ع. 28. 14 نوفمبر 2002. مؤرشف من الأصل في 2013-09-18. اطلع عليه بتاريخ 2009-01-25.
    Allegations of racism can be found in Franks, Angela (2005), Margaret Sanger's Eugenic Legacy: The Control of Female Fertility, McFarland; and in أنغيلا ديفيس (1981), Women, Race, and Class.
  121. ^ Engelman, p. 166. The case was Youngs Rubber Corporation v. C. I. Lee and Co, Inc. 1930, 45 F. 2d 103.
  122. ^ Engelman, p. 166.
  123. ^ Engelman, pp. 167–168.
    Rose, Melody, Abortion: A Documentary and Reference Guide, ABC-CLIO, 2008, p. 29.
    Tone, p. 178: Tone calls the ruling a coup d'etat for Sanger.
  124. ^ Engelman, pp. 169–170.
    "Biographical Note", Smith College, Margaret Sangers Papers. Retrieved 15 October 2011. نسخة محفوظة 06 ديسمبر 2016 على موقع واي باك مشين.
  125. ^ Tone, p. 155.
  126. ^ Engelman, p. 167.
  127. ^ Engelman, p. 167.
    Tone, p. 136.
  128. ^ Tone, p. 108–110.
  129. ^ Tone, pp. 127–128. Holland–Rantos was founded in 1925.
  130. ^ Tone, p. 117.
  131. ^ Tone, p. 152.
  132. ^ Engelman, pp. 170–171.
  133. ^ Engelman, p. 171.
    NYU Margaret Sanger Papers Project "Birth Control Council of America". Retrieved 12 October 2011. نسخة محفوظة 22 سبتمبر 2013 على موقع واي باك مشين.
  134. ^ NYU Margaret Sanger Papers Project. Retrieved 12 October 2011.
    Date of merger recorded as 1938 (not 1939) in: O'Connor, Karen (2010), Gender and Women's Leadership: A Reference Handbook, p. 743. O'Connor cites Gordon (1976). نسخة محفوظة 27 أغسطس 2013 على موقع واي باك مشين.
  135. ^ Chesler, p. 393.
    Engelman, pp. 178–179.
    MS Papers: Planned Parenthood (retrieved 14 October 2011). نسخة محفوظة 27 أغسطس 2013 على موقع واي باك مشين.
  136. ^ McCann (1994), pp. 1–2.
  137. ^ Engelman, pp. 181–186.
  138. ^ Engelman, p. 171 (400 organizations).
  139. ^ Engelman, p 186.
  140. ^ Esser-Stuart, Joan E., "Margaret Higgins Sanger", in Encyclopedia of Social Welfare History in North America, Herrick, John and Stuart, Paul (Eds), SAGE, 2005, p. 323.
  141. ^ Tone, pp. 207–208, 265–266.
  142. ^ Cook، Rebecca J. (سبتمبر 1996). "Advancing Reproductive Rights Beyond Cairo and Beijing". International Family Planning Perspectives. ج. 22 ع. 3: 115–121. DOI:10.2307/2950752. {{استشهاد بدورية محكمة}}: الوسيط author-name-list parameters تكرر أكثر من مرة (مساعدة)
    See also: Petchesky, Rosalind Pollack (2001), "Reproductive Politics", in The Oxford Companion to Politics of the World, Joël Krieger, Margaret E. Crahan (Eds.), Oxford University Press, pp. 726–727.
  143. ^ Engelman, p. 184.
  144. ^ Roe v. Wade, 410 U.S. 113 (1972). Findlaw.com. Retrieved 26 January 2007. نسخة محفوظة 14 مارس 2020 على موقع واي باك مشين.
  145. ^ Tone, pp. 204–207.
    Engelman, Peter, "McCormick, Katharine Dexter", in Encyclopedia of Birth Control, Vern L. Bullough (Ed.), ABC-CLIO, 2001, pp. 170–171.
    Engelman, p. 182 (FDA approval).
  146. ^ "TIME Magazine Cover: The Pill". Time.com. 7 أبريل 1967. مؤرشف من الأصل في 2013-05-25. اطلع عليه بتاريخ 2010-03-20.
    Goldin, Claudia, and Lawrence Katz (2002). "The Power of the Pill: Oral Contraceptives and Women's Career and Marriage Decisions". Journal of Political Economy. ج. 110 ع. 4: 730–770. DOI:10.1086/340778.{{استشهاد بدورية محكمة}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
  147. ^ Lynch، Catherine M. "History of the IUD". Contraception Online. Baylor College of Medicine. مؤرشف من الأصل في 2006-01-27. اطلع عليه بتاريخ 2006-07-09.
  148. ^ The drug is also known as RU-486 or Mifeprex.
    Mifepristone is still used for contraception in Russia and China.
    Ebadi, Manuchair, "Mifepristone" in Desk reference of clinical pharmacology, CRC Press, 2007, p. 443, ISBN 978-1-4200-4743-1.
    Baulieu, Étienne-Émile; Rosenblum, Mort (1991). The "abortion pill" : RU-486, a woman's choice. Simon & Schuster. ISBN:0-671-73816-X. مؤرشف من الأصل في 2021-10-09.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
    Mifeprex prescribing information (label). Retrieved 24 January 2012.
    Mifeprex (mifepristone) Information. Retrieved 24 January 2012.
    FDA approval letter to Population Council. 28 September 2000. Retrieved 24 January 2012. نسخة محفوظة 01 سبتمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  149. ^ Kolata, Gina (29 سبتمبر 2000). "U.S. approves abortion pill; drug offers more privacy and could reshape debate". The New York Times. ص. A1. مؤرشف من الأصل في 2017-08-04. Retrieved 15 November 2011.
  150. ^ The FDA approved the Yuzpe regimen in 1997.
    ليفونورغيستريل (Plan B) was approved, by prescription, in 1999.
    Ebadi, Manuchair, "Levonorgestrel", in Desk Reference of Clinical Pharmacology, CRC Press, 2007, p. 338, ISBN 978-1-4200-4743-1.
    Updated FDA Action on Plan B (levonorgestrel) Tablets (press release). 22 April 2009. Retrieved 24 January 2012.
    FDA Approves Over-the-Counter Access for Plan B for Women 18 and Older (press release). 24 August 2006. Retrieved 24 January 2012.
    The phrase "morning after pill" is a misnomer, because it can be taken several days after unprotected جماع to have an effect to reduce the rates of an unplanned pregnancy. [وصلة مكسورة] "نسخة مؤرشفة". مؤرشف من الأصل في 2017-01-18. اطلع عليه بتاريخ 2013-07-24.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
  151. ^ The drug is known as أسيتات الوليبرستال or by the brand name ella.
    Sankar, Nathan, Oxford Handbook of Genitourinary Medicine, HIV, and Sexual Health, Oxford University Press, 2010, p. 386, ISBN 978-0-19-957166-6.
    ella, ulipristal acetate. FDA Reproductive Health Drugs Advisory Committee report. 17 June 2010. Retrieved 24 January 2012.
    Prescribing information for ella. Retrieved 24 January 2012
    FDA approves ella™ tablets for prescription emergency contraception(press release). 13 August 2012. Retrieved 24 January 2012. نسخة محفوظة 9 فبراير 2012 على موقع واي باك مشين. "نسخة مؤرشفة" (PDF). مؤرشف من الأصل في 2017-05-09. اطلع عليه بتاريخ 2018-02-08.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
  152. ^ Speroff, Leon (2010), A Clinical Guide for Contraception, Lippincott Williams & Wilkins, ISBN 978-1-60831-610-6, pp. 153–155.
  153. ^ Jackson, p. 89.
    Gordon (2002), p. 336.
  154. ^ McBride, Dorothy (2008), Abortion in the United States: a Reference Handbook, ABC-CLIO, ISBN 978-1-59884-098-8, pp. 67–68.
معلومات المراجع كاملة
  • Baker, Jean H. (2011), Margaret Sanger: A Life of Passion, Macmillan, ISBN 978-0-8090-9498-1.
  • Buchanan, Paul D. (2009), American Women's Rights Movement: A Chronology of Events and of Opportunities from 1600 to 2008, Branden Books, ISBN 978-0-8283-2160-0.
  • Chesler, Ellen (1992), Woman of Valor: Margaret Sanger and the Birth Control Movement in America, Simon & Schuster, ISBN 0-671-60088-5.
  • Cox, Vicki (2004), Margaret Sanger: Rebel For Women's Rights, Chelsea House Publications, ISBN 0-7910-8030-7.
  • Engelman, Peter C. (2011), A History of the Birth Control Movement in America, ABC-CLIO, ISBN 978-0-313-36509-6.
  • ليندا غوردون (1976), Woman's Body, Woman's Right: A Social History of Birth Control in America, Grossman Publishers, ISBN 978-0-670-77817-1.
  • Gordon, Linda (2002), The Moral Property of Women: a History of Birth Control Politics in America, University of Illinois Press, ISBN 978-0-252-02764-2.
  • Hajo, Cathy Moran (2010), Birth Control on Main Street: Organizing Clinics in the United States, 1916–1939, University of Illinois Press, ISBN 978-0-252-03536-4.
  • Jackson, Emily (2001), Regulating reproduction: law, technology and autonomy, Hart Publishing, ISBN 978-1-84113-301-0.
  • دايفيد إم. كينيدي (1970), Birth Control in America: The Career of Margaret Sanger, Yale University Press, ISBN 978-0-300-01495-2.
  • McCann, Carole Ruth (1994), Birth Control Politics in the United States, 1916–1945 , Cornell University Press, ISBN 978-0-8014-8612-8.
  • McCann, Carole Ruth (2010), "Women as Leaders in the Contraceptive Movement", in Gender and Women's Leadership: A Reference Handbook, Karen O'Connor (Ed), SAGE, ISBN 978-1-4129-6083-0.
  • Tone, Andrea (2002), Devices and Desires: A History of Contraceptives in America, Hill and Wang, ISBN 978-0-8090-3816-9.
قراءة موسعة

وصلات خارجية[عدل]